نفت شخصيات أردنية اتهامات وجهتها وزارة النفط العراقية، مفادها ان حوالى 200 شخص أو شركة أجنبية تلقت ملايين البراميل من النفط مكافأة لها في مقابل الدعم الذي قدمته لنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وفي تصريحات الى وكالة "فرانس برس" وصحف أردنية، أقر بعض هذه الشخصيات المعروفة بتقاربها مع النظام السابق في بغداد، بعمليات بيع وشراء للنفط العراقي، ولكن في اطار برنامج "النفط مقابل الغذاء". واتهمت هذه الشخصيات السلطات العراقية الحالية التي عينتها الولاياتالمتحدة، بشن حملة لتشويه سمعتها بسبب معارضتها الحرب على العراق. وقال عبدالصاحب سلمان قطب الوكيل السابق لوزارة النفط العراقية، ان وزارته "تملك وثائق خاصة بشركة تسويق النفط العراقية تكشف الأسماء التي حصلت على منح نفطية وعقود لتسويق النفط العراقي" من نظام صدام، متهماً بذلك "المستفيدين بالمشاركة في تبديد الثروات العراقية"، وقال ان لدى الوزارة "النية لمتابعة المتهمين في المحاكم الدولية"، كما جاء في صحيفة "الدستور". وبين تلك الشخصيات رئيسان للوزراء على الأقل ووزيران للخارجية ورجال سياسة كبار وأبناء رؤساء دول أو وزراء وصحافيون، كما قال. ونشرت صحيفة "المدى" في بغداد لائحة بأسماء حوالى 200 شخص طبيعي أو معنوي من أربعين دولة، بينهم 14 أردنياً استفادوا من عقود لتسويق ملايين البراميل من النفط التي يشتبه في انهم حصلوا عليها مكافأة لدعمهم النظام العراقي السابق. وأعلن رجل الأعمال فواز زريقات عضو حزب البعث العربي الاشتراكي في الأردن، والذي يقيم علاقة مع النائب البريطاني جورج غالاوي الذي طرد من حزب العمال لمعارضته الحرب على العراق، ان تلك الاتهامات "سخيفة"، وتحدث عن "سوء فهم حيال مواقف دولة كانت ذات سيادة تتصرف بالذي ترتأيه مناسباً". وأكد زريقات ان "الحكومة العراقية لم تدفع من جيبها لأي شخص، بل كانت تحدد من يشتري النفط من الشركات والأفراد الذين يأخذون هامش ربح بسيطاً، بينما تذهب عائدات النفط لصندوق الأممالمتحدة" بموجب برنامج "النفط مقابل الغذاء". وأوضح انه عمل كوسيط لبيع ثمانية - تسعة ملايين برميل من النفط خلال السنوات الماضية، بهامش لا يتجاوز خمسة سنتات للبرميل. ونقلت صحيفة "المدى" عن النائب الاسلامي الأردني السابق ليث شبيلات نفيه في بيان الحصول على نفط من النظام العراقي السابق. وقال: "كنا نتابع مصالح لنا في العراق في برنامج النفط مقابل الغذاء ولكن في اختصاصنا الهندسي آنذاك، تماماً كما كنا نتابع مصالح لنا شبيهة في أقطار اخرى عربية". وأكدت النائبة السابقة توجان الفيصل لصحيفة "الدستور" انها عملت كوسيط لمساعدة صديق أردني في شراء ثلاثة ملايين برميل من النفط، لكنها اشارت الى انها لم تجن أي أرباح. وقالت ان وزارة النفط العراقية "كانت توافق على منح الشخصيات السياسية القريبة من الموقف السياسي للعراق المناهض للسياسات الاميركية، تسهيلات، ضمن هذا الاطار حصلت على الوكالة لعبدالرحمن القطارنة باعتباره يعمل في تجارة النفط ومفوضاً من شركة عالمية". اما النائب السابق فخري قعوار، كاتب افتتاحية يومية في صحيفة "الرأي" والذي أوردت اسمه صحيفة "المدى"، فأكد لصحيفة "الرأي" ان علاقته مع العراق "لا تتجاوز التضامن"، معتبراً أن "هدف الحملة يكمن في الإساءة الى مناهضي الاحتلال". وعزا "تشغيل طاحونة الاشاعات" الى قوات الاحتلال الاميركي، وتحدى ان تعرض أي جهة "أي وثيقة" تثبت حصوله على "هبات نفطية من عراق صدام". وقالت الناطقة باسم الحكومة الأردنية اسمى خضر لوكالة "فرانس برس" ان عمان "ستحقق في هذه الاتهامات"، مشيرة الى انها "ليست سوى معلومات صحافية حتى الآن". ورداً على سؤال عن إدراج وزارة الطاقة الأردنية على لائحة المستفيدين من النفط العراقي التي نشرتها صحيفة "المدى"، قالت اسمى خضر ان الأردن "كان يتلقى هبات نفطية من العراق في اطار اتفاق اقتصادي. وهذا ليس سراً". وكانت عمان تستورد كل حاجياتها النفطية من العراق حتى سقوط نظام صدام، وكانت تحصل على نصفها مجاناً وتسدد ثمن الباقي بأسعار تفضيلية. جيرينوفسكي رفض هديتين من صدام في موسكو، نفى المسؤول الروسي القومي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي امس معلومات صحيفة "المدى" العراقية. وقال الناطق باسمه بافل فيليكانوف لوكالة "فرانس برس" ان رئيس الحزب الليبرالي الديموقراطي قومي نائب رئيس مجلس النواب الروسي الدوما "يعتبر ان الصحيفة مخطئة". وزاد ان جيرينوفسكي الذي كان يقيم علاقات وثيقة جداً مع القادة العراقيين السابقين وزار بغدادمرات "هو صديق شخصي لصدام، لكنه يقول انه لم يتلق لا نفطاً ولا مالاً ولا أي عطايا مادية اخرى من الرئيس العراقي المخلوع أو حكومته". وتابع ان نائب رئيس الدوما "رأى صدام مرتين مطلع التسعينات وعرض عليه الرئيس العراقي خلالهما هديته المفضلة، ساعة باتيك فيليب، وهي من احدى أرقى تصاميم الساعات في العالم". واعتبر جيرينوفسكي ان "معلومات الصحافة العراقية التي يسيطر عليها المحتلون الأميركيون تستهدف روسيا".