اجرت ليبيا أمس السبت أول اتصال رسمي مع الولاياتالمتحدة منذ ثلاثين سنة باستقبال النائب الاميركي عن ولاية كاليفورنيا توم لانتوس ديموقراطي الذي وصل الى طرابلس بعد الظهر. وأكد لانتوس العضو في اللجنة النيابية للشؤون الخارجية لدى وصوله انه سيعمل على تحسين العلاقات بين ليبيا والولاياتالمتحدة التي شهدت فصولاً من التوتر الشديد. وقال للصحافيين: "آمل ان تساهم هذه الزيارة في التقريب بين البلدين وتحسين علاقاتهما" المقطوعة منذ 1981، واضاف: "نريد العمل عن قرب مع ليبيا لتتحسن العلاقات بين البلدين". ومن المتوقع ان يصل الى ليبيا اليوم الاحد ستة نواب آخرين من الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه الرئيس جورج بوش. ولم يتم الاعلان رسمياً عن اي لقاء بين النواب الاميركيين والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. وكان مصدر ليبي غير رسمي رجح لوكالة "فرانس برس" الجمعة "ان يلتقي الوفد الاميركي خلال زيارته الزعيم الليبي". وقال لانتوس الذي وصل الى طرابلس على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الهولندية "نريد ان تتكرر هذه الزيارات لنتمكن من التعرف على بلادكم وعلى تاريخكم وعلى تقاليدكم". واشار الى انه اجرى، قبل بدء زيارته الى ليبيا، محادثات مع المسؤولين الاميركيين الذين سيرفع اليهم تقريراً لدى عودته. وذكرت وكالة اسوشيتد برس ان البيت الأبيض لم يمانع في زيارة النواب الأميركيين الى ليبيا، لكنه أبلغهم انه لن يوفّر لهم طائرة عسكرية لنقلهم الى طرابلس. ومن المقرر ان يكون لانتوس أجرى مساء محادثات مع المسؤول عن العلاقات الخارجية في البرلمان الليبي سليمان الشومي. ويفترض ان يلتقي خلال زيارته التي تنتهي الثلثاء أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي وزير الخارجية عبدالرحمن شلقم. ولانتوس 75 عاماً من الناجين من المحرقة النازية ومن اشد المؤيدين لاسرائيل. وكان النائب الجمهوري كورت ولدون اعلن مع لانتوس الاربعاء في بيانين منفصلين انهما قبلا دعوة لزيارة ليبيا ولقاء مسؤولين ليبيين من بينهم الزعيم معمر القذافي. ويأتي الاعلان عن زيارة وفد الكونغرس، وهي الأولى من نوعها منذ ان تولى القذافي السلطة في 1969، بعدما وافقت ليبيا رسمياً على وقف برامج تطوير اسلحة الدمار الشامل وفتحت مختبراتها امام المفتشين الدوليين اثر مفاوضات سرية مع لندن وواشنطن. وشكل الاعلان الليبي مفاجأة في 19 كانون الاول ديسمبر لا سيما انها اكدت باستمرار عدم امتلاكها لمثل هذه البرامج. واستغرقت المفاوضات السرية تسعة اشهر. وكانت بدأت قبل شن الولاياتالمتحدة وبريطانيا حرباً على العراق في آذار مارس 2003 بذريعة امتلاكه اسلحة دمار شامل. الا انه لم يتم حتى الآن العثور على أي من هذه الاسلحة. ورأى الرئيس جورج بوش مساء الثلثاء في خطابه حول حال الاتحاد ان قرار ليبيا التخلي عن تطوير اسلحة دمار شامل يبرر قراره شن حرب على العراق. وقال ان "تسعة اشهر من المفاوضات المكثفة قامت بها الولاياتالمتحدة وبريطانيا نجحت حيث فشلت 12 سنة من الديبلوماسية مع العراق". البرنامج النووي الليبي وفي فيينا رويترز، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة انها تحفظت على التصميمات الخاصة بالاسلحة النووية التي عثر عليها في ليبيا والتي قال مسؤول أميركي ان بلاده ستبدأ شحن معدات متصلة بها من ليبيا الى الولاياتالمتحدة. وقال مسؤول أميركي: "لديهم كثير من المواد". واضاف ان المرحلة التالية من عملية النقل من ليبيا الى الولاياتالمتحدة ستشمل "اجهزة طرد مركزي وسادس فلوريد اليورانيوم وماكينات مختلفة ومعدات مرتبطة بالبرنامج النووي". وجهاز الطرد المركزي هو اسطوانة تدور بسرعة ويمكن استخدامها لتخصيب اليورانيوم لاستعماله كوقود لقنبلة نووية. وسادس فلوريد اليورانيوم غاز يستخدم في تلك العملية. وقال ديبلوماسي غربي ان خبراء الاسلحة الاميركيين والبريطانيين سيقومون بنقل تصميمات البرامج النووية الليبية في اقرب وقت ممكن. وقال الناطق باسم الوكالة التابعة للامم المتحدة مارك غفوزدكي: "الرسوم محفوظة لدينا وهي آمنة". وامتنع عن الافصاح عن اي تفاصيل بخصوص الرسومات.