أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس الاثنين ان ليبيا أبدت تعاوناً كبيراً في المرحلة الأولى من عمليات التفتيش عن الاسلحة النووية وانها وافقت على اخضاع مؤسساتها فورا لعمليات تفتيش مفاجئة. وقال انه يغادر طرابلس حيث التقى العقيد معمر القذافة بعدما بدأت ليبيا تتصرف وكأنها وقعت البروتوكول الاضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي، مشيراً الى انه شاهد معدات قد تستخدم لتخصيب اليورانيوم. وقال البرادعي في مؤتمر صحافي: "يمكنني ان أصف الزيارة بأنها مثمرة لأن السلطات الليبية اظهرت شفافية في تعاملها". وقال قبل مغادرته طرابلس في ختام زيارة دامت ثلاثة أيام ان "ليبيا ابلغتني انها ستتصرف اعتباراً من اليوم كما لو ان البروتوكول الاضافي اصبح سارياً". ولم يوضح متى تنوي ليبيا - كما تعهدت - توقيع هذا البروتوكول الذي يفرض على الدول الموقعة عليه السماح لخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش كل منشآتها النووية في أي وقت. واستعرض البرادعي عمليات التفتيش التي اجراها الاحد مع فريقه بعد ان زار اربع منشآت نووية في منطقة طرابلس لم تخضع حتى الان لمراقبة الوكالة الدولية. وقال ان الفريق شاهد قطع معدات للطرد المركزي قد تستخدم لتخصيب اليورانيوم "داخل صناديق". لكنه أضاف: "لم نر اي كمية من اليورانيوم المخصب ... لقد شاهدنا معدات للطرد المركزي بدت مألوفة لنا"، في اشارة الى المعدات التي اكتشفتها الوكالة هذه السنة في ايران. وأوضح "انها معدات متطورة". ورداً على سؤال عن مصدر هذه المعدات، قال البرادعي انها استقدمت من "مناطق عدة من مختلف انحاء العالم". وتابع ان "السلطات الليبية قدمت لنا معلومات جيدة حول مصدر هذه المعدات التي تم شراؤها على ما يبدو في السوق السوداء". وفي أول يوم تفتيش كامل في ليبيا الاحد تفقد مفتشو الوكالة الدولية اربعة مواقع نووية قرب العاصمة طرابلس لم تتفقدها الوكالة من قبل. وعرضت ليبيا أمام المفتشين أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم يمكن استخدامها في تنقية اليورانيوم بحيث يمكن استخدامه في صنع سلاح نووي. ويأمل مسؤولو الوكالة الدولية في أن يلقي التحقيق في برنامج التخصيب الليبي بعض الضوء على الجهة التي ساعدت ايران في الحصول على تكنولوجيا التخصيب. ويقول البلدان انهما حصلا على أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من السوق السوداء. وقال البرادعي ان المفتشين الدوليين أجروا بالفعل لقاءات مع عدد من العلماء الليبيين وانهم سيتفقدون مزيداً من المنشآت في الايام القليلة المقبلة. وصرح مسؤول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لرويترز بأن الفريق طلب أيضاً من المسؤولين الليبيين تقديم مجموعة من الوثائق والخرائط المهمة يمكن أن تلقي الضوء على برنامج الاسلحة الذرية الليبي. ويضم الفريق الموجود في طرابلس الآن خبراء كبارا قادوا مهمات تفتيش نووية في كل من ايران والعراق. وفاجأت ليبيا العالم في 19 كانون الاول ديسمبر باعلانها بعد تسعة أشهر من المفاوضات السرية مع واشنطن ولندن انها تتخلى عن برامجها لانتاج اسلحة الدمار الشامل. وبعد ثلاثة أيام اكد نظام العقيد معمر القذافي انه سيوقع البروتوكول الاضافي الذي يجيز للوكالة الدولية القيام بعمليات تفتيش مفاجئة لكل المواقع النووية الليبية. وقال البرادعي ان قرار ليبيا التخلي عن اسلحة الدمار الشامل "يشكل مثالاً على كوريا الشمالية ودول اخرى ان تحتذي به"، في اشارة الى اسرائيل التي تعتبر دولة تمتلك السلاح النووي لكنها لا تعترف بذلك رسمياً. ولاحظ ان "هناك محادثات الآن عن اصلاح العلاقات الليبية مع الولاياتالمتحدة ومع أوروبا". وأكد وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم السبت لفريق البرادعي ان بلاده تعتزم توقيع البروتوكول الاضافي الذي يشكل الاداة الرئيسية الدولية للمراقبة النووية. ويفترض ان يتوجه البرادعي من طرابلس الى فيينا حيث مقر الوكالة عبر امستردام. ووقعت ليبيا، العضو في الوكالة منذ 1963، معاهدة منع الانتشار النووي في 1969 وصادقت عليها في 1975. وفي 1980 ابرمت اتفاقا مع الوكالة الدولية لوضع كل منشآتها النووية تحت رقابة دولية.