اجتمع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي مع مسؤول ليبي لبحث خطط طرابلس للتخلي عن اسلحة الدمار الشامل. وقال أمس مارك جوزديكي المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتمع الدكتور البرادعي مع أمين المجلس الوطني للبحوث العلمية في ليبيا لبحث رغبة الحكومة الليبية في التخلي عن برنامجها لاسلحة الدمار الشامل. وأضاف ان الوفد الليبي توجه عائدا الى طرابلس. واعلنت ليبيا في وقت متأخر ليلة الجمعة السبت عزمها على إزالة كافة آثار أنشطتها لاعداد أسلحة الدمار الشامل وتخليها عن البرامج الخاصة بذلك، بعد مفاوضات مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا قادت الى قبول طرابلس بدون قيد أو شرط ذلك. وقد اعلنت واشنطن ولندن ليل الجمعة السبت ان الزعيم الليبي معمر القذافي وافق بعد تسعة اشهر من العمل الدبلوماسي السري، على التخلي عن برامج اسلحة الدمار الشامل التي اعترف بامتلاكها. وقال الرئيس بوش في كلمة في البيت الابيض ان القذافي أكد علنا التزامه بالكشف عن كل برامج تطوير اسلحة الدمار الشامل في بلاده وازالتها. واضاف ان كل هذه المبادرات التي قامت بها الولاياتالمتحدة وحلفاؤنا شكلت رسالة واضحة الى الانظمة التي تسعى إلى تطوير او امتلاك اسلحة للدمار الشامل، مؤكدا ان هذه الاسلحة لا تؤمن نفوذا ولا مكانة بل تؤدي الى عزلة وعواقب وخيمة. واوضح البيت الابيض ان ليبيا تعهدت بازالة كل عناصر برنامجها للاسلحة الكيميائية والنووية والكشف عن كل نشاط نووي للوكالة الدولية للطاقة الذرية وازالة كل صواريخها البالستية التي يتجاوز مداها 300 كيلومتر وحمولة تزيد على 500 كلغ. وستوقع طرابلس البروتوكول الاضافي لمعاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية وتخضع لعمليات تفتيش دولية. وستدمر كل مخزونات الاسلحة والذخائر الكيميائية وستنضم ليبيا الى معاهدة منع الاسلحة الكيميائية، حسبما ذكرت الرئاسة الاميركية في بيان كرر تعهدات قطعتها طرابلس. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إن قرار القذافي تاريخي ومشجع ويستحق الإشادة لأنه سيجعل المنطقة أكثر أمنا. واضاف إن هذه الخطوات تؤهل ليبيالاعادة الانضمام الى المجتمع الدولي. ورأى خبراء في السياسة الخارجية ان هذا التقدم الخارق في ليبيا ما كان يمكن ان يتحقق بدون الغزو الأميركي البريطاني لأفغانستان ومن ثم العراق. وقال والتر راسل ميد من مجلس العلاقات الخارجية الأميركي ان الاعلان الليبي جاء بعيد اسر صدام حسين سواء كان مصادفة أو غير ذلك وسيعطي انطباعا قويا بان سياسة بوش فعالة. يذكر ان واشنطنوطرابلس لا تقيمان علاقات دبلوماسية منذ 1981، لكن بوش قال ان ليبيا بدأت باعلانها هذا عملية العودة الى الاسرة الدولية. وكانت واشنطن ابرمت في آب/اغسطس الماضي اتفاقا مع طرابلس ولندن حول دفع تعويضات لاسر ضحايا الاعتداء الذي استهدف طائرة بوينغ تابعة لشركة بانام الاميركية فوق لوكربي وادت الى سقوط 270 قتيلا في 1988، مما سمح برفع العقوبات الدولية عن ليبيا في ايلول/سبتمبر الماضي. وقال مسؤول في الادارة الاميركية طلب عدم كشف هويته ان رفع العقوبات الاقتصادية الاميركية عن ليبيا ما زال غير متوقع في الوقت الحالي. ويجمع المراقبون على أن إقدام ليبيا على هذه الخطوة يشير الى أن القذافي استوعب الدرس العراقي جيدا. ورحبت مصر والجامعة العربية بقرار ليبيا، لكن وزير الخارجية المصري والامين العام للجامعة عمرو موسى شددا على ضرورة ان تتخلى اسرائيل كذلك عن برنامجها النووي. وقال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان: الآن، ليبيا تسير في الطريق الصحيح، انه نجاح للمجتمع الدولي كله. وفي ستكهولم قال هانز بليكس كبير مفتشي الاسلحة السابق لدى الاممالمتحدة: حسنا .. نريد ان نعرف ما لديهم (الليبيون)، انهم يتحدثون عن مكونات وربما كانون يبالغون قليلا. غير انه موضع ترحيب وكمؤشر لبقية العالم اعتقد انه امر طيب. وأضاف بليكس: أتخيل ان القذافي ارعبه ما شهده العراق. ففي الوقت الذي قد يجد فيه الامريكيون صعوبة في ان يفعلوا في ايران وكوريا الشمالية ما فعلوه في العراق فان ليبيا تعد اكثر عرضة له.