توّج "المؤتمر العربي الثالث رفيع المستوى لحقوق الطفل" باعلان حمل اسم العاصمة العربية التي عقد فيها، ودعا الى اعتبار "خطة العمل العربية الثانية للطفولة" محطة أساسية تجدد من خلالها الدول العربية التزامها بتكريس منظومة حقوق الطفل وتفعيلها في النصوص وعلى أرض الواقع تأكيداً على قدرتها على احتضان أطفالها وشبابها وتوفير الخدمات الصحية والتربوية والاجتماعية وشتى أشكال الحماية لهم عبر مختلف القوانين والآليات المعتمدة، واعتبار هذه الخطة مجموعة من المعايير الارشادية تهتدي بها دولنا في رسم خططها الوطنية ويراعى في تنفيذها انسجام مختلف السياسات والبرامج والآليات الخاصة بالأطفال للسنوات العشر المقبلة مع جملة المبادئ العامة المنصوص عليها في اتفاق حقوق الطفل الذي أسهمت الدول العربية في صوغه وصادقت عليه والتزمت به. كما دعا اعلان تونس الى "ان تكون الخطط الوطنية واقعية ومحددة ولها مراحل زمنية تحددها كل دولة مع وضع نظم رصد وتقويم ما يتحقق من اهداف هذه الخطة طبقاً للمراحل الزمنية للالتزامات الدولية وهي اعوام 2005 و2010 و2015 مع وضع معايير قياسية تتيح الرصد والتقويم للنتائج المحققة بصفة دورية. وتضمن الاعلان التزام المشاركين في المؤتمر الثاني ب: - جعل حقوق الطفل، التي هي جزء لا يتجزأ من حقوق الانسان، في الدول العربية، في مجرى الاختيارات الوطنية الكبرى لدولنا، بما تكرسه من قيم سامية وبصفتها منظومة مترابطة المكونات لا تفاضل فيها بين الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك في منوال التنمية الشاملة والمستديمة بما يشحذ ارادة الانسان العربي ويمكنه من الارتقاء بواقعه نحو الأفضل وبما يتماشى والقيم الانسانية النبيلة. - تنشئة الطفل العربي على الاعتزاز بهويته وعلى الوفاء لوطنه ارضاً وتاريخاً ومكاسب، مع التشبع بثقافة التآخي البشري والتسامح والانفتاح والتفاعل الخصيب مع الثقافات الاخرى. - اعداد الاجيال الجديدة لحياة حرّة مسؤولة في مجتمع مدني قائم على التلازم بين الوعي بالحقوق والالتزام بالواجبات، تسوده قيم المساواة والاعتدال وروح المبادرة والابداع والمواطنة. - إذكاء روح التضامن والتآزر بين مختلف مكونات مجتمعنا في نطاق تجسيم البعدين الاجتماعي والانساني بما يسهم في تفعيل حقوق الطفل على أرض الواقع. - نشر ثقافة حقوق الطفل على أوسع نطاق بالوسائل الفاعلة والمناسبة بين الصغار على السواء والعمل على الافادة من المبادرات الرائدة الخاصة بحماية الطفل وانمائه التي انجزت عربياً وعالمياً، مثل مندوب حماية الطفل، وبرلمان الطفل، ومجالس بلديات الاطفال، وغير ذلك من المبادرات. - التمسّك بحقوق الطفل الفلسطيني والسعي الحثيث لتفعيل هذه الحقوق وخصوصاً حقه في الحياة الحرة الكريمة على ارض وطنه فلسطين، وحقه في الحماية من الممارسات العدوانية الاسرائىلية ومن النيل من كرامته ومن حقوقه الاساسية وحقه في هوية وطنية ضمن دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وحفز الجهود العربية والدولية للعمل على اعادة تأهيل المتضررين منهم بدنياً ونفسياً ووضع البرامج والآليات التي تكفل حمايتهم تطبيقاً للاتفاقات والمواثيق الدولية ذات الصلة.