سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السعودية تريد اسعاراً "معتدلة" لا تضر الاقتصاد الدولي ."اوبك" تتجه الى تأجيل خفض الانتاج الى اجتماع آذار واجتماع الجزائر "قد يكتفي بتوصية احترام الحصص"
يعتقد المتعاملون ووسطاء تجارة النفط في بورصة النفط اللندنية ان الاجتماع الوزاري لمنظمة "اوبك" الذي سينعقد في العاشر من شباط فبراير المقبل في الجزائر، لرسم سياسة الانتاج في الربع الثاني، لن يلجأ الى خفض الانتاج من مستواه الجاري البالغ 24.5 مليون برميل يومياً على رغم ان المنظمة تتوقع تراجع الطلب على نفطها في الربع الثاني من السنة بواقع ثلاثة ملايين برميل يومياً من مستوى انتاجها في كانون الاول ديسمبر الماضي. ويردد المتعاملون ما قاله اكثر من مسؤول نفطي ان الخفض، اذا حدث، سيُتخذ في اجتماع آذار مارس العادي. وقد تكتفي المنظمة في اجتماع الجزائر بالتشديد على الدول الاعضاء بالتزام حصص الانتاج. لندن، جاكارتا، طهران - "الحياة"، رويترز - قدرت "اوبك" في تقريرها الشهري امس عن سوق النفط حجم الطلب على نفطها في الربع الثاني من السنة بواقع 24.27 مليون برميل يومياً مقارنة مع انتاجها في كانون الاول البالغ 27.735 مليون برميل يومياً. وافاد التقرير ان مخزونات النفط الدولية شهدت نمواً استثنائياً في الربع الاخير من عام 2003 تجاوز 700 الف برميل يومياً. وقالت "اوبك" ان المؤشرات تفيد ان التعزيزات الحالية لمخزونات النفط تزداد بشكل مطرد "على رغم ان الاسواق تتصرف كما لو ان هناك نقصاً في امدادات النفط". وقال رئيس "اوبك" الامين العام بالوكالة وزير النفط الاندونيسي بورنومو يوسجيانتورو امس "ان امام المنظمة خيارين في اجتماع الجزائر هما خفض سقف الانتاج او مد العمل به حتى 31 آذار". واضاف: "الخيار هو خفض سقف الانتاج اذا كنا نخشى تراجع الطلب في الربع الثاني لكن اذا كان السعر لا يزال قوياً فبامكاننا مواصلة العمل بسقف الانتاج الحالي حتى اجتماع آذار". واشار الى ان المنظمة، ومن ضمنها العراق، تنتج حالياً 27.7 مليون برميل يومياً لكن سعر النفط لا يزال مرتفعاً. وفي طهران قال حسين كاظمبور اردبيلي، ممثل ايران لدى "اوبك"، ان ارتفاع أسعار النفط سيدفع المنظمة على الارجح الى عدم الاتفاق على خفض الانتاج في اجتماع الجزائر الا ان زيادة كبيرة في المعروض النفطي في الربع الثاني ستجعل الخفض ممكنا في نيسان ابريل. واضاف في اتصال هاتفي مع "رويترز": "لا أتوقع امكانية التوصل الى اجماع في شباط على خفض سقف الانتاج وبمستوى السعر الحالي من الصعب اقناع كل الدول الاعضاء بخفض الانتاج". واشار الى انه يرى "ان الاسعار ستستقر في النطاق الذي تستهدفه المنظمة بين 22 و28 دولاراً للبرميل اذا اتفقت أوبك على تمديد العمل بسقف الانتاج الحالي والالتزام به". وقال كاظمبور انه يرى "ان من المحتمل ان يزيد العرض على الطلب بمقدار أربعة ملايين برميل يومياً في الربع الثاني من السنة وهو ما قد يدفع المنظمة الى خفض انتاجها في اجتماعها العادي المقبل في نهاية اذار". وتابع: "سنجتمع في آذار ونقوم الوضع في فيينا ونقرر خفض الانتاج اذا اقتضت الضرورة". وأضاف: "يمكننا تقويم الوضع في ذلك الحين والنظر في خفض يبدأ سريانه في نيسان أبريل المقبل". وفي جانب الاسعار احتفظ خام القياس الاوروبي "برنت" بقوته وبمستواه فوق ثلاثين دولاراً للبرميل وبقوته في التعاملات المبكرة في بورصة النفط الدولية في لندن الاربعاء، بعد ارتفاعه الكبير في الجلسة السابقة اثر انفجار منشأة للغاز الطبيعي المسال في الجزائر. وتراجع "برنت" صباحاً في عقود آذار اربعة سنتات ليسجل 31.19 دولار للبرميل وسط عمليات بيع محدودة لجني الارباح بعد ارتفاعه 66 سنتاً الثلثاء، وما لبث ان تراجع عند الظهر الى 30.84 دولار للبرميل بعد صدور تقرير "اوبك" عن مستوى الانتاج وصدور تصريحات عن امكانات تأجيل خفض الانتاج الى آذار. وسجل سعر الخام الاميركي الخفيف في عقود آذار في بورصة نايمكس 34.81 دولار للبرميل بانخفاض ستة سنتات. وقال المتعاملون ان الطقس البارد في الولاياتالمتحدة والضغوط الناجمة عن ذلك على المخزونات ستواصل دعمها للاسعار. وقال محللون استطلعت "رويترز" آراءهم ان الطقس البارد قد يكون اسفر عن سحب 500 الف برميل من مخزونات الخام في الاسبوع المنتهي في 16 كانون الثاني يناير الجاري وتوقعوا انخفاض مخزونات نواتج التقطير بمقدار 3.8 مليون برميل. ووصلت مخزونات الخام بالفعل الى ادنى مستوياتها منذ عام 1975 . وقال ولي العهد السعودي مساء الثلثاء ان بلاده تريد اسعار نفط "معتدلة" لا تُضر الاقتصاد الدولي او اقتصاد المملكة. واضاف الامير عبدالله في تصريحات نشرتها "وكالة الانباء السعودية": "أؤكد للاصدقاء أننا لا نحب أن نضر العالم أبداً... أبداً، وفي الوقت نفسه لا نُحب أن يطلب منا أحد أن نضر أنفسنا، نحب الاعتدال في الاسعار مهما كان وهذا مبدأ المملكة العربية السعودية". ولم يذكر الامير عبدالله سعراً محدداً لكن وزير النفط السعودي ووزراء آخرين في "أوبك" قالوا سابقاً ان أسعار النفط المرتفعة يبررها انخفاض الدولار الاميركي. ومع استمرار "برنت" عند مستواه العالي ذكرت وكالة أنباء "أوبكنا" ان سعر "سلة أوبك" ارتفع الثلثاء الى 31.01 دولار للبرميل مقارنة مع 30.73 دولار الاثنين.