أطلع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الإتحاد الأوروبي خافيير سولانا الرئيس المصري حسنى مبارك على نتائج الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الإتحاد الأوروبي السبت في منتجع فيلا ديلا غاردا الإيطالي، الذي نوقش خلاله الوضع في الشرق الأوسط والأوضاع في العراق والأراضي الفلسطينية، كما اطلعه على نتائج جولته الأخيرة التي شملت الأردن وسورية ولبنان وإسرائيل. وكان مبارك استقبل أمس سولانا ومبعوث الإتحاد الأوروبي لعملية السلام في المنطقة مارك أوتى بحضور وزير الخارجية أحمد ماهر. وعقب محادثات منفصلة مع سولانا في مقر الخارجية المصرية صرح ماهر بأن مبارك حض الأطراف الفاعلة في أوروبا والولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والأمم المتحدة على تبني مواقف تساعد على التغلب على الأزمة الحالية في القضية الفلسطينية. وأكد ماهر ضرورة عدم السماح لإسرائيل باستغلال قرارات الاتحاد الأوروبي إزاء "حركة المقاومة الإسلامية" حماس من اجل الاستمرار في سياساتها الخطيرة وغير القانونية والضارة بالأمن والسلام في المنطقة. وأكد سولانا في مؤتمر صحافي مشترك مع ماهر أن الاتحاد الأوروبي يرغب برؤية "حماس" تتحول إلى منظمة سياسية وان تقطع كل صلة مع "النشاطات الإرهابية" وتتحول إلى حزب سياسي، مشيرا إلى أن الاتحاد قد يقيم عندئذ علاقات مع الحركة. وأشار سولانا إلى انه أثار خلال محادثاته في القاهرة استقالة رئيس الحكومة الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، وأعرب عن أمله بأن يتمكن عباس من متابعة مهماته، مؤكدا أن عباس بذل "جهودا ضخمة" منذ تعيينه قبل أربعة اشهر ولكنه لم يحصل على كل المساعدة التي كان يتوقعها. ومن جهته أكد ماهر حرص مصر على إنهاء الخلاف بين الرئيس عرفات وأبو مازن وقال: "أجرينا ونجري اتصالات مع مختلف الأطراف لأننا موقنون أن كل أطراف هذا الخلاف حريصة على المصلحة الوطنية الفلسطينية ولذلك فهي ستوحد الصفوف وتتجنب ما يمكن أن يستغله من يريدون إفساد أي جهود للسلام". واتفق ماهر وسولانا على جدارة "خريطة الطريق"، وقال سولانا إنها أفضل السبل لإنقاذ عملية السلام. وكان سولانا أجرى محادثات مع الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى في مقر الجامعة العربية دان بعدها المسؤول الأوروبي محاولة اغتيال إسرائيل الزعيم الروحي لحركة "حماس" الشيخ أحمد ياسين والشيخ إسماعيل هنية، وأشار سولانا إلى رسالة بعث بها الاتحاد الأوروبي إلى حماس "طلبنا منهم فيها أن يغيروا من منهجهم ويعملوا كحزب سياسي"، وأن الموقف الأوروبي الأخير "يمكن تغييره لو اتبعت حماس ما أبلغناهم به" و"الفرصة ما تزال سانحة". وأعرب سولانا عن اعتقاده في الأسباب التي أدت إلى استقالة أبو مازن وإن لم يطلع على خطاب الاستقالة بعد، وقال إنه لم يجد الدعم الذي يستحقه من كل الأطراف. وأوضح سولانا أن الاتحاد لن يتدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية. وأعرب موسى من جهته عن أمله في ألا يخضع الاتحاد الأوروبي للابتزاز الإسرائيلي "لأن هذا يُضعف مواقف الإتحاد تجاه عملية السلام"، مشيرا إلى أنه فهم من سولانا ان "قرار اعتبار حماس منظمة ارهابية مشروط وموقت ونأمل أن يكون كذلك" ودعا موسى إلى عقد لقاء عاجل بين اعضاء اللجنة الرباعية لبحث الموقف المتدهور لعملية السلام وتنفيذ خطة "خريطة الطريق". كما أكد موسى أن سولانا لم يطلب من الجامعة العمل على كبح جماح الجماعات الفلسطينية وهو يدرك أن على اسرائيل التزامات كثيرة يجب أن تعمل على احترامها وتنفيذها. الى ذلك، توجه وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث امس الى الاردن لمقابلة سولانا. واعلن شعث للصحافيين في رام الله انه سيقابل في عمان ايضاً نظيره الاردني مروان المعشر قبل العودة صباح الاثنين.