أفاد عدد من النواب الفلسطينيين ومصادر في الرئاسة الفلسطينية أن رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات قبل أمس السبت استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس. وقال أعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني بعد لقائهم الرئيس الفلسطيني أن الأخير قال لهم انه قبل استقالة محمود عباس وكلف الحكومة تصريف الأعمال لمدة خمسة أسابيع. من جهته قال مسؤول كبير في الرئاسة الفلسطينية طالبا عدم الكشف عن اسمه أن الرئيس عرفات ابلغ المجلس التشريعي بان حكومة أبو مازن كلفت تصريف الأعمال ما يعني أن الاستقالة قد قبلت. وأضاف المصدر نفسه أن الرئيس يمكن أن يطلب مجددا من ابو مازن تشكيل حكومة جديدة أو تكليف شخص آخر. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني قدم قبل ظهر أمس السبت استقالته وعزاها إلى المأزق التام الذي تواجهه عملية السلام والذي تتحمل مسئوليته إسرائيل على حد رأيه، إضافة إلى أن حكومته لم تحظ بدعم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. ودعيت اللجنة المركزية لحركة فتح إلى عقد اجتماع صباح اليوم الأحد لتبحث بحضور رئيسها ياسر عرفات استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس، كما أفادت اللجنة. وسيشارك في الاجتماع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع المقرب من عرفات والذي يبدو مرشحا محتملا لخلافة محمود عباس. وسيلي هذا الاجتماع الذي يعقد في مقر عرفات في رام الله، اجتماع آخر عند المساء للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الموضوع نفسه. وكان محمود عباس قدم استقالته في وقت سابق أمس السبت وقبلها عرفات الذي يختلف معه حول السيطرة على الأجهزة الأمنية. وكلفه عرفات بتسيير الأعمال، لكنه قد يطلب منه أيضا تشكيل حكومة جديدة، وفقا لمصادر برلمانية. وفي ريفا دل غاردا بإيطاليا أثارت استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أبو مازن قلقا وأسفا شديدين لدى الدول الأوروبية الراغبة في القيام بدور اكبر في عملية السلام والتي ضاعف وزراء خارجيتها الدعوات لبقائه في منصبه. وجاء قرار محمود عباس في اليوم الذي توصل في الأوروبيون إلى الاتفاق على إدراج حركة حماس في القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية وهو الأمر الذي كان بعضهم مثل الفرنسيين والبلجيكيين واليونانيين مترددين فيه حتى الآن. وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أمس السبت أن هذا القرار إشارة قوية . وعمليا يؤدي إدراج الجناح السياسي للحركة في القائمة السوداء إلى تجميد أموال التنظيمات التابعة لها في أوروبا. واعتبرت استقالة محمود عباس مليئة بالمخاطر على عملية السلام. وقال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان في مؤتمر صحافي أن كل واحد منا يأسف لهذا القرار ويأمل في أن يتم العدول عنه. وأضاف أن الوضع على الأرض واستئناف العنف يزيدان من شعورنا بالقلق . ومن جانبه قال خافيير سولانا الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية إن المعلومات التي لدينا حتى الآن غير واضحة وسنعلم المزيد لاحقا وسنرى عندها ما إذا كنا نستطيع المساهمة في تخطي هذا الوضع . ومن جهته قال وزير الخارجية الدنماركي ستيغ مولير الذي شارك في وضع خارطة الطريق إن الأمر خطير جدا لأنه يعني رحيل رجل يثق فيه الجميع . وقال وزير الخارجية الإيطالي أن اجتماع اللجنة الرباعية الذي طلبت عقده الرئاسة الإيطالية للاتحاد سيعقد خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية سبتمبر في نيويورك. وأضاف فراتيني ستكون فرصة هامة للأوروبيين الذين يطالبون بالقيام بدور اكبر في خارطة الطريق موضحا أن هذا اللقاء سيكون مناسبة للأوروبيين لإيصال رسائل واضحة إلى الإسرائيليين والفلسطينيين . وأضاف من الإسرائيليين نطلب تنفيذ المنصوص عليه في خارطة الطريق ولا سيما الانسحاب العسكري وإزالة المستوطنات غير المشروعة . وأعربت نظيرته الإسبانية آنا بلاثيو عن الأمل نفسه داعية القادة الفلسطينيين إلى إبداء المسؤولية بعدم قبول استقالة عباس . ولم يخف الوزراء الأوروبيون قلقهم من عواقب هذه الاستقالة مذكرين كما قال وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر بأنه لا بديل عن خارطة الطريق . وقد حجبت استقالة أبو مازن وما أثارته من توتر موضوع العراق الذي كان من المقرر مناقشته. وقد أثارت انتقادات فرنسا وألمانيا لمشروع القرار الأمريكي الذي يدعو إلى تفويض من الأممالمتحدة لقوة متعددة الجنسيات تحت قيادة أمريكية استياء دول أوروبية أخرى مثل بريطانيا وأسبانيا وإيطاليا وبولندا التي أرسلت قوات إلى هذا البلد. ويبدو أن الرغبة في التهدئة سادت أجواء ريفا ديل غاردا. وقال دو فيلبان نريد طرح هذا النص للنقاش بذهنية منفتحة وصورة بناءة . واستنادا إلى مصدر دبلوماسي فان فرنسا اقترحت عشرة تعديلات على المشروع الأمريكي. ومن جانبه قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو اشعر بالتفاؤل حيال قدرتنا على التوصل إلى اتفاق على نص. وفي واشنطن أعلن البيت الأبيض أمس السبت انه سيواصل العمل على تنفيذ خارطة الطريق في الشرق الأوسط بعد استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ودعا الفلسطينيين إلى مكافحة الإرهاب- على حد تعبيره - وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان في بيان نبقى ملتزمين في تطبيق خارطة الطريق الخطة الدولية لإحلال السلام في الشرق الأوسط والتي تنص على إنشاء دولة فلسطينية في حلول 2005. وأوضح المتحدث إن إدارة الرئيس جورج بوش ستواصل متابعة تطور الوضع في المنطقة وقال إن ممثلينا على اتصال مع جميع الأطراف . وأضاف نأمل في أن يستمر البرلمان الفلسطيني بالتحرك لدعم رئيس الوزراء في توفير حياة افضل للشعب الفلسطيني . عرفات يلوح عند فوز ابومازن رئيسا للوزراء (ارشيف) ابومازن