أكدت مصر أنها تعمل بكل قوتها لنصرة الشعب الفلسطيني وتحقيق آماله وآمال الأمة العربية في قيام الدولة الفلسطينية. وكان الرئيس حسني مبارك استقبل وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني الدكتور نبيل شعث وتم خلال اللقاء بحث الأمور المتعلقة بالقضية الفلسطينية وأسلوب التحرك المقبل خصوصاً لجهة تنفيذ "خريطة الطريق"، فيما نقل شعث رسالة الى مبارك من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وأعلن وزير الخارجية المصري أحمد ماهر أنه استكمل المحادثات مع شعث في مقر الخارجية وأنهما ناقشا بالاضافة الى الشؤون السياسية الراهنة افكاراً حول إحياء عمل اللجنة المصرية - الفلسطينية المشتركة وتوسيع نطاق التعاون الثنائي بين البلدين، مشيراً الى أن شعث اطلعه على مشروع الدستور الفلسطيني. ومن جانبه قال شعث إن مبارك أبلغه دعم مصر لشرعية عرفات بصفته رئيساً منتخباً للشعب الفلسطيني وضرورة تمتعه بحرية الحركة وعدم المساس به. وقال شعث ان مبارك أكد له ان عرفات هو الأقدر على قيادة الشعب الفلسطيني ودعم حكومة ابو مازن وكل الفلسطينيين الذين يريدون السلام. وأضاف أن مبارك أشار خلال اللقاء الى أنه على رغم أن الفرصة قد لا تكون سانحة لقيام دولة فلسطينية غداً، إلا أن صمود الشعب الفلسطيني سيجعل هذه الفرصة ممكنة في الوقت القريب. وأكد شعث في هذا الصدد ان الفلسطينيين لا يضيعون فرصة من أجل السلام. وحول اجتماع شارون وأبو مازن أوضح شعث ان الجانب الفلسطيني اكد مجدداً استعداده للمضي قدماً في تنفيذ "خريطة الطريق" من دون شروط ومن دون محاولات اسرائيلية للتهرب من مسؤولياتها. وأكد شعث اهمية "خريطة الطريق" لأنها تحظى بتأييد دولي وتشدد على قيام دولة فلسطينية. وأعرب عن ثقته في أن الفلسطينيين لن ينجرفوا الى حرب فلسطينية - فلسطينية، وكشف النقاب عن تكثيف الحوار حاليا مع الفصائل الفلسطينية "للوصول الى هدنة لمدة عام كامل تكون فرصة للتحقق من جدية اسرائيل واستعدادها للتنفيذ الفعلي لخريطة الطريق". وقال شعث ان الحوار بين الفصائل الفلسطينية سيعود للانعقاد في القاهرة قريباً. واتهم شعث اسرائيل بتقويض فرص نجاح تنفيذ "الخريطة" من خلال استمرارها في عمليات الاغتيال والهدم والحصار ضد الفلسطينيين ورفض الحكومة الاسرائيلية الاعلان عن قبول "خريطة الطريق" حتى الآن، الى جانب محاولتها استغلال اللوبي اليهودي في اميركا لعدم ممارسة اي ضغط على اسرائيل لتنفيذ ما عليها من التزامات. وأشار الى أن الجانب الفلسطيني يأمل بأن يكون لقاء بوش مع رئيس وزراء اسرائيل شارون فرصة لإقناع شارون بأهمية الموافقة على "الخريطة". وحول العمليات الاستشهادية الاخيرة ضد الإسرائيليين ومدى اتخاذها كذريعة من جانب اسرائيل، أكد شعث ان الجانب الفلسطيني لم يغير موقفه المعروف في ادانة اي عمليات ضد مدنيين من الفلسطينيين او الاسرائيليين. واستطرد قائلا: "لا يمكن تحقيق الأمن من خلال المزيد من الاجراءات الاسرائيلية القمعية ضد الفلسطينيين"، مشيرا الى أن عدد المطلوبين امنياً قبل الانتفاضة لم يكن يزيد على 20 شخصاً وارتفع الآن الى 4 آلاف اضافة الى 14 ألف فلسطيني مسجونين في إسرائيل. وقال ان ممارسات اسرائيل ادت عملياً الى تدمير الهياكل الامنية للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وحول استقالة عريقات دعا شعث الى عدم المبالغة في تفسير هذه الخطوة، مؤكداً أنها لا تعكس أي صراع سياسي على الساحة الفلسطينية.