أعلن رئيس مجلس الحكم الانتقالي العراقي السابق إبراهيم الجعفري أن المجلس يدرس فكرة "تشكيل جهاز أمني جديد عموده الفقري من ابناء ضحايا النظام السابق وابناء الشهداء"، مشيراً الى صعوبة تأهيل عناصر الأجهزة الأمنية السابقة "لأن ولاءها لم يكن للوطن وانما لرأس النظام البائد، وهي مدينة له بما قدمه لها من امتيازات على حساب الشعب العراقي ورفاهيته". وانتقد الجعفري، أول رئيس للمجلس، في حديث الى "الحياة" في ديترويت، بعض القنوات الفضائية العربية ك"الجزيرة" و"العربية" و"أبوظبي" لأنها "تخلت عن دورها النقدي السليم إلى دور تحريضي على العنف في العراق، واصبح دورها السلبي هذا مكشوفاً"، وأكد ان "القضاء العراقي سيبت في هذه المسألة" وعبر عن أمله أن "لا يتيح القضاء العراقي لكل جهة تدعو إلى العنف وتروج له العمل على الارض العراقية". وانتقد "بعض الاخوة في الدول الشقيقة الذين يعتبرون مجلسنا غير شرعي لأنه غير منتخب، وقلنا لهم إننا في العراق الجديد نتعلم منهم! فعندما يختارون ممثليهم عن طريق الانتخاب الديموقراطي سنقوم بذلك ايضاً". واعترف الجعفري بأن "اعضاء مجلس الحكم ليسوا افضل من العراقيين خارجه من الذين ناضلوا ضد النظام السابق"، ولفت الى انه "على رغم ان الفترة التي مضت على تأسيسه ليست طويلة استطاع ان يحقق أموراً كثيرة على الصعد المحلية والعربية والعالمية"، مشيراً الى ان "ما تحقق ما زال بعيداً عن طموحات العراقيين"، خصوصاً عدم استتباب الأمن، مشيراً الى "الأعمال الاجرامية مثل تفجير مبنى الاممالمتحدة ومقتل ممثل الامين العام سيرجيو دي ميلو صديق الشعب العراقي الذي خسرناه كعراقيين، ثم اغتيال آية الله السيد محمد باقر الحكيم الذي كان العراق بأشد الحاجة إلى دوره الوطني". ولفت الى ان "المجلس نجح على الصعيد المحلي في تعزيز الجانب الامني في الكثير من مناطق العراق، إضافة الى تشكيل اول حكومة عراقية بعد سقوط نظام صدام حسين"، كما "نجح المجلس على الصعيد العربي عبر الزيارات التي قمت بها باسم المجلس إلى بعض الدول العربية ومقر الجامعة العربية، ومن ثم مشاركة وزير الخارجية العراقي في اجتماعات الجامعة والذي يعتبر بحد ذاته تطوراً كبيراً في تقديم صورة العراق الجديد". واما على الصعيد العالمي فأشار الى "شغل المجلس مقعد العراق في الأممالمتحدة حيث سيلقي رئيسه الحالي الدكتور احمد الجلبي كلمة العراق في اجتماعات الدورة الحالية". ورداً على سؤال عن عدم اعتراف أنظمة عربية بالمجلس كونه غير منتخب أجاب الجعفري: "بعض الدول العربية اعترف بالمجلس وقدم الدعوة لزيارته لكننا لم نستطع تلبية كل الدعوات". وأضاف "اثناء زيارتنا إلى بعض الدول العربية سمعنا ان مجلس الحكم غير منتخب وبالتالي فإنه غير شرعي ولا يمثل الشعب العراقي. وقلنا للاخوة في تلك الدول الشقيقة اننا في العراق الجديد نتعلم منهم. فعندما تختار هي ممثليها عن طريق الانتخاب الديموقراطي الذي تتهم المجلس بأنه لم يشكل على أساسه فسنقوم بذلك ايضاً". وأوضح ان لجنة صياغة الدستور "ستتكون من مجموعة يصل عدد اعضائها إلى 250 شخصاً من كل طبقات الشعب العراقي، وينظر حالياً في طريقة اختيارها: إما عن طريق التمثيل الحزبي والقومي والديني او عن طريق الانتخاب المباشر"، وأشار الى ان "الانتخابات المباشرة صعبة التحقق لعدم وجود قوائم سليمة للعراقيين". وأضاف انه "سيبت في نهاية الشهر الحالي في الطريقة التي ستتشكل منها لجنة صياغة الدستور العراقي". وأعلن الجعفري موافقته على الفيديرالية في العراق، ولفت الى ان "تنوع الشعب العراقي مصدر قوته وليس ضعفه. اما نوع الفيديرالية فسيحدده الشعب العراقي" مؤكداً ان "الالتزام بوحدة العراق هو الحجر الأساس لكل الوطنيين العراقيين بغض النظر عن قوميتهم ودينهم ومنطقتهم هو الذي يحدد نوع الفيديرالية التي نطمح إليها". ورداً على سؤال عن تأهيل الشرطة العراقية وزيادة عدد افرادها أجاب: "النية متجهة إلى زيادة افراد الشرطة العراقية كي يصل العدد إلى 70 ألفاً، وهذا يتطابق مع المعدل العالمي بالنسبة الى عدد السكان"، موضحاً: "اننا نتجه إلى ان يتحمل ابناء الشهداء دور قوى الامن الداخلي، اذ ان تحملهم تلك المسؤولية - وهم ضحايا النظام البائد - سيحقق الامن الفعلي للعراقيين، لانهم سيؤدون عملهم على أفضل صورة، انطلاقاً من الشعور بإعادة الاعتبار للمواطن الذي فقده في ظل النظام السابق وهم كانوا اولى ضحاياه". وعن دور "البشمركه" الكردية و"قوات فيلق بدر" وغيرها من الميليشيات الحزبية في تنظيمات الشرطة أجاب: "للبشمركه الكردية خصوصيتها، لانها وقفت منذ اللحظة الاولى في الحرب إلى جانب قوات التحالف، ودورها يختلف عن دور القوات الاخرى. ولا يوجد تصور كامل عن دور الميليشيات الأخرى في البرامج الامنية التي يعدها المجلس"، ولفت الى بداية تشكيل الجيش العراقي "وهناك نية للاستفادة من الجنود والضباط السابقين الذين لم تتلطخ أياديهم بدماء الشعب العراقي"، مشيراً الى ان هذا الجيش "يجب ان يكون مدرباً ومجهزاً وقوياً كي يحافظ على حدود العراق من مطامع كل الدول من دون استثناء".