أفادت مصادر مطلعة أن مروحيات تابعة للجيش الجزائري شنت، مساء الأحد، قصفاً صاروخياً مكثفاً ضد سيارات ذات دفع رباعي تابعة لعصابات تهريب في منطقة "حاشي الغاسي" في ولاية ورقلة 850 كلم جنوب في عمق الصحراء الجزائرية. وقال مصدر عسكري محلي ان القصف المكثف الذي قامت به مروحيات متمركزة في المنطقة منذ خطف السياح الأجانب مطلع السنة الجارية، أدى إلى إحراق ثلاث سيارات "ستايشن" كانت تحمل كميات كبيرة من السجائر المهربة. لكن لم تتسن معرفة هل استطاعت قوات الأمن اعتقال المهربين الذين كانوا على متن هذه السيارات أو قتلهم. وذكرت مصادر محلية أن قوات الدرك أوقفت رعاة اقتربوا من السيارات المدمرة وحاول بعضهم نهب ما تبقى من محتوياتها. وجاءت هذه العملية، وهي الأولى من نوعها للجيش الجزائري ضد شبكات التهريب، بعد أسابيع فقط من تأكيد مصادر مطلعة على الشؤون الأمنية ل"الحياة" ان السلطات العسكرية قررت إدراج المهربين في الصحراء الكبرى ضمن قائمة المتعاونين مع "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي يتزعمها حسان حطاب. وكانت شهادات عنصرين من الجمارك الجزائرية تحدثت عن دور قام به عناصر من شبكات التهريب في الجنوب لتوفير المؤون والإسناد اللوجيستي لعناصر المجموعة التي خطفت الرهائن الأجانب خلال نقلهم من الصحراء الجزائرية الى مالي. وأكد السياح الأجانب لاحقاً دور شبكات التهريب وقطاع الطرق في تموين الخاطفين ودعمهم بالوقود والمؤونة. إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان السلطات الجزائرية قدمت قبل أيام لائحة بأسماء أربعين عنصراً ناشطاً ضمن "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" يُشتبه في انهم تورطوا في عملية خطف السياح الأجانب. وإضافة إلى اسم المظلي السابق في الجيش عماري صايفي المدعو "عبدالرزاق البارا"، تضم اللائحة أسماء عناصر و"أمراء سرايا" في ولايات شرق الجزائروجنوبها. وورد اسم بعض هؤلاء في قائمة سابقة للمطلوبين أمام العدالة الجزائرية بتهم "تشكيل مجموعة إرهابية" و"تنفيذ اغتيالات بالسلاح الناري" و"النهب والاعتداء على الأملاك الخاصة والعمومية". وكان لافتاً في القائمة الجديدة غياب الإسم البارز في "الجماعة السلفية" لمناطق الجنوب مختار بن مختار المدعو "الأعور" و"خالد أبو العباس"، مما يعزز المعلومات عن خلافه مع "عبدالرزاق البارا" وانتقاله تبعاً لذلك إلى مركز "القيادة الوطنية" لهذه الجماعة في مرتفعات سيد علي بوناب في منطقة القبائل 100 كلم شرق الجزائر. وكانت الشرطة الدولية انتربول نشرت منتصف العام الجاري مذكرة جلب ضد مختار بن مختار "أمير" منطقة الجنوب في تنظيم "الجماعة السلفية" الذي تردد في البدء انه وراء عملية خطف السياح الأجانب، قبل أن يتبيّن ان زعيم الخاطفين هو "البارا". ويُعتقد ان المطلوبين الذين سلّمت الجزائر أسماءهم الى السلطات الألمانية موجودون حالياً الى جانب "البارا" تحت حماية قبائل طوارق شمال مالي، مما يرجح إحتمال صدور مذكرات جلب دولية من الإدعاء الفيديرالي الألماني مثلما تم الأسبوع الماضي مع "البارا" الذي أصدرت برلين أمراً باعتقاله. وفي لندن، تلقت "الحياة" أمس بياناً من "الاتحاد العام للصحافيين العرب" قال فيه انه يتابع "بقلق شديد" وضع الصحافة الجزائرية. وقال الأمين العام للاتحاد صلاح الدين حافظ ان اضطرار عشر صحف جزائرية الى الاحتجاب تحت شعار "يوم بلا صحافة" يشكّل "منعطفاً خطيراً في مسيرة الصحافة وجرس انذار لجميع المسؤولين بأن الأمر تدهور الى حافة الخطر". وحذّر حافظ من ان "التضييق على الصحافة والصحافيين" في الجزائر "ما هو إلا صورة مكررة لما يجري في عديد من الدول العربية ... فبدل ان تساير الحكومات العربية التطورات الديموقراطية في العالم أجمع، وتعمل على صيانة حرية الكلمة، نراها تعمل على النقيض في اتجاه التضييق السياسي والقانوني على الصحافة وتشديد العقوبات السالبة للحرية".