تبنى بيان باسم "أمير المنطقة الخامسة" في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" عملية خطف السياح الأجانب في الصحراء الجزائرية والذين اطلقوا الاثنين في مالي بعد مفاوضات استمرت أكثر من شهرين. وأكد البيان الذي حمل توقيع "أبو حيدرة عبدالرزاق عماري الأوراسي" واسمه الحقيقي عماري صايفي، ان الرهائن اطلقوا سالمين نتيجة "المساعي الحميدة" لأعيان المنطقة، في إشارة يبدو انها موجهة الى شيوخ قبائل الطوارق الذين توسطوا لإنهاء أزمة السياح. وأفاد البيان الذي تلقت "الحياة" في الجزائر نسخة عنه بالفاكس، انه موجه "إلى جميع وسائل الإعلام" ويحمل تاريخ 18 آب اغسطس الجاري، وان السياح ال14 وهم 9 ألمان و4 سويسريين وهولندي أطلقوا "معافين سالمين استجابة لمطالبة جماعة المساعي الحميدة والمتكونة من عدة أعيان في المنطقة". وذكر صايفي المعروف ب"عبدالرزاق البارا" ان السياح احتجزوا في مدينة إليزي في الجزائر في 23 شباط فبراير هذه السنة. واتهم قوات الأمن الجزائرية بأنها "بذلت كل ما في وسعها، مستعملة كل ما تملك من قوة، للقضاء على المجموعة الخاطفة بما في ذلك السياح مدعية الإفراج عنهم، فباءت بالفشل والخيبة". وأضاف ان قوات الأمن "أظهرت للعالم أنها خلت سبيل المجاهدين للخروج إلى الأراضي المالية حفاظاً على حياة السياح وهذا كذب وافتراء لأنها حاولت وما زالت تحاول إظهار قوتها". وتابع "إن الجماعة برهنت للجيش الجزائري بأنها حاضرة في كل مكان وزمان وبقوة". وأورد بيان "أمير المنطقة الخامسة" في الجماعة التي يقودها حسان حطاب، معلومات مختلفة عن الراوية الأولى التي أوردتها السلطات الجزائرية وأكدها 17 سائحاً حُرروا في منتصف ايار مايو الماضي. وقال ان "المجموعة الأولى من السياح اطلقها المجاهدون وليس بفعل ما تدعيه القوات الجزائرية. ولا يسعني الوقت للتفصيل". وكانت قوات الأمن الجزائرية تحدثت عن عملية قامت بها قواتها أدت الى إطلاق رهائن المجموعة الأولى وقتل الخاطفين. ولم يشر البيان الى معلومات أوردتها مصادر إعلامية غربية عن تقديم السلطات المالية، نيابة عن الألمان، فدية للخاطفين في مقابل الإفراج عن الرهائن الأوروبيين. كما لم يشر البارا إلى "الوساطة الليبية" التي قالت "مؤسسة القذافي" ان رئيسها سيف الإسلام القذافي قام بها لإطلاق الرهائن. وقالت مصادر جزائرية مطلعة ل"الحياة" ان عملية حجز الرهائن قام بها نحو 35 عنصراً من "المنطقة السادسة" ل"الجماعة السلفية" الصحراء الكبرى في منتصف شباط الماضي في منطقة نائية في ولاية إليزي. وكانت العملية الأولى من نوعها في تاريخ "الجماعة السلفية" بعدما اشتهرت بهذا الأسلوب "الجماعة الإسلامية المسلحة" عند خطف ثلاثة عاملين في القنصلية الفرنسية في العاصمة العام 1993. وتكررت العملية في 1996 مع خطف الرهبان السبعة وقتلهم لاحقاً في دير تيبحرين ولاية المدية، 90 كلم جنوب. وذكرت المصادر المطلعة أن "البارا" "يحتكر الاتصالات" باسم "الجماعة السلفية" مع موفدي تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه أسامة بن لادن إلى منطقة المغرب العربي، وانه اتخذ بصفة فردية قرار الإبقاء على حجز السياح المخطوفين، خصوصاً بعدما وسع مجال نشاطه إلى الصحراء على حساب مختار بن مختار المدعو "الأعور" و"خالد أبو العباس" "أمير المنطقة السادسة". وباستثناء نهب عتاد الشركات العاملة في الصحراء، فإن "الأعور" يتفق مع "أمير التنظيم" حسان حطاب في تبني المبادئ السلفية مثل منع الخطف واحتجاز الرهائن وهو كان أفرج العام 1999 عن والي ولاية إليزي 1900 كلم جنوب البلاد والذي احتجز مع رجلي جمارك في منطقة نائية.