تشهد اليوم دائرة بعبدا - عاليه معركة انتخابية فرعية قاسية لانتخاب النائب الذي سيشغل المقعد الماروني الشاغر بوفاة بيار حلو. وتدور المنافسة بين أربعة مرشحين هم: هنري حلو وحكمت ديب التيار الوطني الحر - العماد ميشال عون وعماد الحاج ومنير بجاني. لكن المبارزة ستكون محصورة بين حلو وديب المدعومين من الأحزاب والتيارات السياسية الفاعلة. ومع ان الترجيحات تتوقع فوز الأول بنسبة لا بأس بها من الأصوات، فإن حصول مفاجأة غير متوقعة من شأنه أن يطيح بكل التقديرات ويقلب النتائج رأساً على عقب. وتفتح صناديق الاقتراع السابعة صباحاً وكانت وزعت، أمس، على 514 قلماً. ويقترع في هذه الدائرة أكثر من 135 ألف ناخب حصلوا على البطاقة الانتخابية التي تجيز لهم الاقتراع، علماً، ان عدد الناخبين يبلغ نحو 245 ألفاً يتوزعون مناصفة بين المسيحيين والمسلمين مع غلبة بسيطة لكفة المسيحيين، وكان انتخب منهم في الانتخابات النيابية الأخيرة ما يقارب المئة وخمسة آلاف مقترع. وتحرص السلطة اللبنانية من خلال وزارة الداخلية على تأكيد وقوفها على الحياد، في محاولة جادة هذه المرة للاستحصال على شهادة "حسن سلوك" خلافاً لما كان يحصل في السابق، وهي نجحت حتى الساعة في الحفاظ على المناخ الانتخابي من دون تسجيل مداخلات تذكر، وتمكن المرشحون الأربعة من القيام بجولاتهم الانتخابية في المنطقة. ولا يبدو ان المعركة كما في السابق تجرى بين المعارضة والموالاة، بمقدار ما ان التحضيرات لها، أدت الى فرز بين القوى السياسية خصوصاً بعدما انقسمت المعارضة بين مؤيد لديب وداعم لمنافسه حلو، الذي يحظى بتأييد رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل و"حزب الله" وأحزاب "التقدمي الاشتراكي" و"الكتائب" و"السوري القومي الاجتماعي" و"الشيوعي" وحركة "أمل" بينما يقف في الصف الآخر التيار الوطني الحر ونديم بشير الجميل والبعض ممن ينتمون الى القاعدة الكتائبية المعارضة، في مقابل وقوف تيار "القوات اللبنانية" سمير جعجع وأحزاب "الطاشناق" و"الكتلة الوطنية" و"الوطنيين الأحرار" على الحياد. لكن القوى المحايدة لا تبدو قادرة على ضبط محازبيها ومناصريها، بعدما سجلت "استطلاعات الرأي" التي أجرتها مؤسسات مختصة احتمال حصول خروق وانقسامات ستؤدي الى إقبال محازبيها على صناديق الاقتراع في ظل الحديث عن وجود تباين يمكن أن تترتب عليه انقسامات لاحقة. وبالنسبة الى ما أعلن سابقاً ان الناخبين في بلدات الشحار الغربي في قضاء عاليه كفرمتى وعبيه، عين كسور والبنية وقبر شمون لن يقترعوا وان من يقترع منهم سيضع في الصندوق ورقة بيضاء احتجاجاً على عدم استكمال المصالحة وعودة المهجرين وتوفير البنى التحتية، فإن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط نجح في الساعات الأخيرة في استيعاب هذه الحال الاعتراضية الموجودة بين الدروز وعقد اجتماعات في المختارة مع أبرز الرموز الداعية للوقوف على الحياد واعتبرت انها نجحت في إسماع صوتها بما يسمح لها العودة عن المقاطعة فيما استمر الناخبون المسيحيون على موقف المقاطعة. وكان المرشح حلو وجه، أمس، رسالة أخيرة الى ناخبيه أكد فيها انه سيبقى "صوت المعارضة الحقيقية لا الاعتراض والغوغائية وان نبقى نعمل لإصلاح هذه الدولة لا على هدمها وشتان بين الموقفين"، مؤكداً إيمانه بأن لبنان "لا يُسير إلا بالديموقراطية لا بالتسلط وفرض القرار لأحادية الرأي"، مشيراً الى أن سقفه "هو سقف بكركي نلتزم بطروحاتها الوطنية ولا سقف يعلو فوق هذا السقف". أما المرشح الحاج فاعتبر انه في ظل "الصخب والضجيج القائمين يختار الاعتدال والروية" في معركته الانتخابية. ودعا النائب غطاس خوري بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير الى "عدم الخروج من الانتخابات بجو يزيد التشنج في البلاد ويعود بنا الى لغة الحرب". وجدد حزب الكتائب دعوته الى الاقتراع لمصلحة المرشح حلو "انتصاراً لوثيقة الوفاق الوطني ووحدة الجبل". وأعلنت "الجبهة الوطنية" تأييدها للمرشح حلو، مدينة السجالات التي شهدتها الساحة أخيراً "من مواقف متطرفة من بعض القوى السياسية الفاعلة التي استحضرت بعض مفردات الحرب المقيتة فكان لها انعكاس سلبي على الطابع الديموقراطي للمعركة". ودعت حركة "أمل" أنصارها الى الاقتراع الكثيف اليوم "لدعم مرشح الوحدة الوطنية والتعايش هنري حلو".