قالت الخرطوم ان محادثات السلام بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" الجارية في منتجع نايفاشا الكيني منذ تسعة ايام وصلت الى طريق مسدود، إثر مطالب طرحتها الحركة في شأن اقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية اعتبرتها الخرطوم "تعجيزية واستفزازية". وفي موازاة ذلك أكدت مصادر "الحركة" ان المفاوضات "تترجح بين الفشل والنجاح"، ويفترض ان تحسم في اجتماع يعقد اليوم بين النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة" الدكتور جون قرنق. وأعلن تقرير حكومي بثته الاذاعة والتلفزيون الرسميان فجر أمس ان المحادثات بين طه وقرنق، تعرضت الى "نكسة كبرى أشبه بالانهيار" اثر ورقة طرحتها "الحركة" في شأن اقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية اعتبرها "انقلاباً وتراجعاً" عن كل ما اتفق عليه خلال هذه المفاوضات وجولات التفاوض السابقة. وأبلغت مصادر قريبة الى المحادثات "الحياة" امس ان "الحركة" طالبت في ورقتها برئاسة دورية خلال الفترة الانتقالية التي تمتد ست سنوات مناصفة بين الرئيس عمر البشير وجون قرنق، و40 في المئة من مقاعد الحكومة و9 في المئة لمنطقة جبال النوبة و4 في المئة لمنطقة جنوب النيل الأزرق، وسحب الجيش الحكومي من جنوب البلاد بعد ستة اشهر مع الابقاء على وحدتين رمزيتين و60 في المئة من عائدات النفط و5 في المئة تعود الى المنطقة التي يستخرج منها. ووصف مسؤول حكومي رفيع المستوى تحدث الى "الحياة" مطالب الحركة بأنها "تعجيزية واستفزازية"، موضحاً ان وفد حكومته المفاوض عكف امس على الرد عليها. لكن مصادر "الحركة" أكدت ان اتفاقاً حصل بين الجانبين على كل القضايا باستثناء بنود في موضوع الترتيبات الامنية، مشيرة الى ان الاجتماع المقرر ان يعقد اليوم بين طه وقرنق سيحسم مصير المفاوضات، لكنها رفضت الاجابة على سؤال عن منحى هذا الحسم، مشيرة الى احتمالي النجاح والفشل!