كررت الولاياتالمتحدة تمسكها بمقاطعة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات معلنة رفضها اجراء اي حوار معه على رغم الدور الذي يستمر في الاضطلاع به، فيما دعت مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس اول من امس الى ان يتمتع رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد احمد قريع ب"صلاحيات حقيقية". وردا على سؤال لمعرفة اذا كانت واشنطن تريد تليين موقفها لتأخذ في الاعتبار دوره في اختيار رئيس الوزراء الفلسطيني، اجاب الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر الثلثاء "كلا". واضاف: "لقد احرزنا تقدما من دون التفاوض مع عرفات. عندما كنا نتعامل معه لم نكن نحرز تقدما". واكد باوتشر ان واشنطن تريد رئيس وزراء فلسطيني يتمتع بصلاحيات قوية على الصعيد الامني لتفكيك "المجموعات المتطرفة المناهضة لاسرائيل" وان مسألة الشخصية التي يتم اختيارها ثانوية. وقال: "لسنا نحن من يختار رئيس الوزراء الفلسطيني. هذه مهمة الفلسطينيين وخصوصا المجلس التشريعي الفلسطيني". ولم يعلن موقفا محددا من اختيار عرفات لأحمد قريع. واوضح ان "ما نريده هو رئيس وزراء يتمتع بالسلطة والوسائل لمعالجة الوضع على الصعيد الامني ويكون قادرا على احراز تقدم حقيقي في اطار خريطة الطريق". واعلنت الولاياتالمتحدة الثلثاء انها تتوقع عقد اجتماع للجنة الرباعية المؤلفة من الولاياتالمتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا حول الشرق الاوسط، خلال دورة الجمعية العامة للامم المتحدة اواخر ايلول سبتمبر في نيويورك. وقال باوتشر: "في هذه المرحلة، تقضي الخطط بعقد اجتماع للجنة الرباعية خلال فترة انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة، ولسنا على علم بتغيير ما حتى الان". من جهته، اعلن رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي الثلثاء في روما ان اللجنة الرباعية ستجتمع على الارجح في 22 ايلول في نيويورك. وكان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني اعتبر أول من امس في مقابلة صحافية ان هذا الاجتماع قد يعقد هذا الاسبوع وسيكون مناسبة "لتوجيه اشارة واضحة" الى رئيس الوزراء الفلسطيني المعين احمد قريع ابو علاء. الى ذلك، دعت مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس الثلثاء الى ان يتمتع رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ب "صلاحيات حقيقية". وقالت امام الصحافيين الاجانب في واشنطن: "ما نحتاج اليه ... هو رئيس وزراء بصلاحيات حقيقية". وقالت رايس: "لا بد من توحيد الاجهزة الامنية. وعلى الفلسطينيين ان يلتزموا تماما التعهدات الموجودة في خريطة الطريق عبر تفكيك البنى التحتية الارهابية". واضافت: "من دون رئيس حكومة يتمتع بكل السلطة المطلوبة على القوى الامنية، من المستحيل تنفيذ كل ما يجب تنفيذه". ورفضت رايس مقولة الرئيس الفلسطيني عرفات حول "موت خريطة الطريق". وقالت: "في الواقع، خريطة الطريق موجودة. لا يوجد خيار آخر غير انشاء دولة فلسطينية تعيش بسلام الى جانب دولة اسرائيلية".