رحبت السلطة الفلسطينية بإعلان الولاياتالمتحدة اول من امس انها ستتحدث الى الاسرائيليين والفلسطينيين في شأن سبل تنفيذ "خريطة الطريق" الخاصة بتسوية سلمية طال انتظارها في الشرق الاوسط، وليس في شأن ما ينبغي ان تتضمنه الخطة. وكانت الولاياتالمتحدة اعلنت ان اللجنة الرباعية ستعلن خطة السلام فور تصديق المجلس التشريعي الفلسطيني على تعيين محمود عباس ابو مازن رئيسا للوزراء. وقال الرئيس جورج بوش الاثنين الماضي "سنتوقع ونرحب بالمساهمات من جانب اسرائيل والفلسطينيين في هذه الوثيقة التي ستدفع السلام الحقيقي قدماً. وسنحضهم على مناقشة خريطة الطريق بعضهم مع بعض". وفسر ديبلوماسيون عرب واوروبيون تصريحات بوش على انها تعني انه يمكن للاسرائيليين والفلسطينيين ان يستأنفوا التفاوض على الخطة، وهو ما قد يحول دون احراز تقدم لأشهر طويلة استنادا الى التجارب السابقة. لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر اضاف: "ما قاله الرئيس هو انه يتطلع للعمل مع الاطراف في شأن سبل تنفيذ خريطة الطريق وسبل التحرك قدما نحو رؤية الدولتين". وتابع: "نحن نذيع الوثيقة ونعطيها للاطراف، وما نتطلع الى التحدث اليهم في شأنه هو كيف ننفذ هذه الخطوات... كيف ننفذ هذا البرنامج". وقال: "الوثيقة ستذاع كخريطة الطريق. هذه هي خريطة الطريق وهذا ما ستكونه خريطة الطريق". وكانت تأكيدات باوتشر موضع ترحيب من الفلسطينيين الذين كانوا يطالبون بمزيد من التفصيلات لإيضاح هل ستكون خطة السلام وثيقة نهائية ام ستكون مفتوحة لإعادة التفاوض. وقال رئيس مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسن عبدالرحمن: "نحن مسرورون ومستعدون لان نقوم بنصيبنا في تنفيذ خريطة الطريق. وتعيين رئيس الوزراء جزء من مساهمتنا". واوضح: "الآن نريد ان نرى هل سيقوم الجانب الاسرائيلي بنصيبه ام سيبحث عن ذرائع لتقويضها". وكان وزير الحكم المحلي الفلسطيني الدكتور صائب عريقات دعا بوش الاثنين الماضي الى ايضاح هل ستنشر اللجنة الرباعية الوثيقة من اجل تنفيذها ام من اجل المزيد من النقاش حولها. وتسعى الحكومة الاسرائيلية الى ادخال تعديلات على المقترحات التي تشمل تجميداً في نهاية المطاف للنشاط الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية. وقال مصدر اسرائيلي ان الحكومة الاسرائيلية فسرت تصريحات بوش على انها تعني امكان ادخال تعديلات ومراجعات وانها ترحب بذلك. ورحب مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية بقبول ابو مازن للمنصب اول من امس. وقال: "نحن نتطلع الى تثبيته في منصبه في المستقبل القريب"، علماً ان بوش وافق على اعلان الخطة عندما اصبح واضحاً ان الفلسطينيين يجرون اصلاحات هيكلية تخفف من سلطة عرفات الذي يرفض الرئيس الاميركي التعامل معه. لكن مسؤولاً اميركياً كبيراً قال الاربعاء ان الولاياتالمتحدة تريد اولاً ان ترى كيف سيستخدم ابو مازن عمليا السلطات التي يتمتع بها نظرياً باعتباره رئيساً للوزراء. وقال مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز امام لجنة في الكونغرس: "طبعاً ما سنحتاج لأن نراه هو الاداء وممارسة السلطات التي انشئت الآن باستحداث هذا المنصب، وهذا سيتطلب لا مجهودات فرد واحد فقط ولكن مجهودات الكثير من الفلسطينيين لكي يتحقق النجاح". وقال بيرنز وهو المسؤول عن الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الاميركية، ان احراز تقدم في خطة السلام سيتوقف على الاداء وانه لا يرتبط بجدول زمني صارم. رسالة من شيراك الى عرفات كذلك تسلم الرئيس ياسر عرفات امس رسالة خطية من الرئيس جاك شيراك تتعلق بالوضع الفلسطيني والازمة العراقية، واكد فيها شيراك مواصلة جهوده لاستئناف عملية السلام في الشرق الاوسط. وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية وفا ان شيراك اكد في رسالته "استمرار فرنسا في بذل جهودها لاستئناف عملية السلام" في الشرق الاوسط. ضمانات قروض اميركية في غضون ذلك، وعدت الولاياتالمتحدة اسرائيل بمساعدة اجمالية قيمتها 10 بلايين دولار. واعلنت وزارة المال الاسرائيلية امس ان الولاياتالمتحدة وافقت على صفقة مساعدات لها تتضمن بليون دولار معونة عسكرية مباشرة وتسعة بلايين دولار ضمانات قروض. والصفقة جزء من موازنة حرب ضخمة سيرسلها بوش الى الكونغرس قريبا بعد اتخاذ اي عمل عسكري ضد العراق. وكانت اسرائيل طلبت في البداية اربعة بلايين دولار معونة مباشرة وثمانية بلايين ضمانات قروض. وقال بيان الوزارة: "ابلغت مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس نتانياهو ان واشنطن قررت زيادة مقدار ضمانات القروض بليون دولار عما كان مزمعاً لأن الخطة الاقتصادية التي قدمت للحكومة لاقت استحسان الاميركيين". وتحصل اسرائيل سنوياً على مساعدة اميركية قدرها ثلاثة بلايين دولار، بينها 1،2 بليون مساعدة للقوات المسلحة. ومنح المساعدة الاميركية الخاصة كان محل بحث بين الجانبين منذ اشهر. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون تحدث اثناء زيارته الاخيرة لواشنطن في تشرين الاول اكتوبر عن صعوبات اقتصادية تعاني منها اسرائيل بعد عامين من الانتفاضة، واعرب عن قلقه من تداعيات الحرب المرتقبة ضد العراق على اسرائيل.