انتقد رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أبو مازن تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز التي ربط فيها بين اعادة الانتشار من بقية المدن الفلسطينية والقاء القبض على منفذي العملية الفدائية التي جرح فيها ثلاثة مستوطنين يهود جنوب مدينة القدسالمحتلة قبل يومين. واعتبر "ابو مازن" ان هذه التصريحات تندرج ضمن "التلكؤ والمحاولات الاسرائيلية للتهرب من تنفيذ خطة خريطة الطريق". وأكد "ابو مازن" في اعقاب اجتماعه مع اعضاء اللجنة السياسية في المجلس الشريعي اول من امس ان اتفاق الهدنة ما زال قائماً، الأمر الذي يتطلب الاستمرار في تنفيذ بنود "خريطة الطريق" التي تلزم بانسحاب قوات الاحتلال من المناطق السيادية للسلطة الفلسطينية للعودة الى ما قبل 28 ايلول سبتمبر 2000، اي موعد اندلاع الانتفاضة الحالية. من جانبها، ابلغت حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات رئيس الوزراء "ابو مازن" في اجتماع ضمهما ليل الاثنين - الثلثاء في مكتبه بمدينة غزة انها ملتزمة الهدنة التي اعلنت في التاسع والعشرين من حزيران يونيو الماضي. لكن اعضاء اللجنة الحركية العليا للحركة في القطاع شددوا في لقائهم مع "ابو مازن" على ضرورة ان تلتزم اسرائيل في المقابل في وقف اعتداءاتها ورفع الحصار عن الرئيس عرفات والشعب الفلسطيني. وقال سمير المشهراوي عضو اللجنة الحركية العليا لحركة "فتح" في حديث الى "الحياة" في اعقاب الاجتماع ان اعضاء اللجنة شددوا على اهمية "تقويم المرحلة الماضية من عمل الحكومة الفلسطينية تشكلت قبل اكثر من ثلاثة اشهر، خصوصا في مجال المفاوضات مع اسرائيل، وجدوى الاستمرار في التعامل معها بهذه الطريقة"، في اشارة الى اسلوب ادارة المفاوضات، الذي يلقى انتقادات داخلية. وأضاف المشهراوي انه تم بحث مسألة الهدنة والخروق الاسرائيلية لها المتمثلة في عدم التعاطي الجدي في موضوع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال، واستمرار الاستيطان وبناء الجدار العنصري وحصار الرئيس عرفات والشعب الفلسطيني وعدم الانسحاب من المدن الفلسطينية. وأشار الى انه تم بحث قضية المطاردين والمطلوبين لاسرائيل، سواء الموجودين في المقاطعة أو غيرها، مؤكداً رفض "فتح" القاطع لاعتقالهم او نفيهم الى أي مكان، مع تقدير الحركة حساسية وجودهم في مبنى المقاطعة وتعقيداته. ولفت الى اهمية التوصل الى حل ينهي قضيتهم ويسحب الذرائع من الجانب الاسرائيلي ويؤمن رفع الحصار عن الرئيس عرفات. من جانبه، وضع "ابومازن" اعضاء "فتح" في صورة محادثاته التي اجراها في واشنطن خلال جولته العربية والاوروبية اخيراً. واطلع اعضاء "فتح" على العقبات التي تحول حتى الآن دون انطلاقة حقيقية في عملية السلام، فضلاً عن الخطوات التي اتخذتها حكومته في ما يتعلق بالوضع الداخلي وعملية الاصلاح. والتقى "ابو مازن" مساء امس وفدين من "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"حركة الجهاد الاسلامي"، كل على حدة، لاطلاعهما على نتائج جولته الخارجية الاخيرة. وقال "أبو مازن" ان الهدف من اللقاءات مع الفصائل "تثبيت الهدنة والعمل المكثف لاطلاق الاسرى والمعتقلين من السجون الاسرائيلية". وأضاف ان هذه اللقاءات "تأتي استكمالاً للقاءات والاحاديث السابقة لمناقشة همومنا المشتركة". وستطلع الحركتان عباس على الخروق الاسرائيلية لشروط الهدنة المعلنة من جانب الحركتين، خصوصاً المماطلة والتمييز بين المعتقلين وعدم اطلاقهم. الى ذلك، قالت مصادر مصرية وفلسطينية مطلعة ل"الحياة" ان وفداً أمنياً مصرياً رفيع المستوى سيصل الى قطاع غزة في غضون الايام المقبلة، وشددت على ان الوفد الذي سبق وزار القطاع مراراً وعمل على تقريب وجهات النظر بين السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة الفلسطينية، سيأتي الى الاراضي الفلسطينية للعمل مع الطرفين لتجديد الهدنة في حال ظهرت بوادر مشجعة من جانب الحكومة الاسرائيلية ورئيسها ارييل شارون. وقالت ان الوفد سيسعى الى تجديد الهدنة المعلنة لثلاثة اشهر ومضى عليها خمسة اسابيع في حال التزمت اسرائيل بنود خطة "خريطة الطريق" للسلام وشرعت في اطلاق الأسرى الفلسطينيين والعرب وفق جداول زمنية محددة ومتفق عليها في اطار اللجنة الفلسطينية - الاسرائيلية المشكلة اخيراً، والانسحاب من المدن ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني والرئيس عرفات، وازالة الحواجز العسكرية وتسهيل حياة الفلسطينيين ومرورهم عبر المعابر.