سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موفاز يعلن رفض الانسحاب من مدن أخرى ... وجيشه يقتل فلسطينياً في الضفة . جهود لاقناع عباس بسحب استقالته من "فتح" واميركا تكثف سعيها لمنع انهيار "الخريطة"
تكثفت الجهود الفلسطينية لاحتواء الازمة الداخلية في حركة "فتح" لاقناع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس بالعدول عن قرار الاستقالة من لجنتها المركزية في الوقت الذي ترنح فيه اتفاق وقف اطلاق النار الفلسطيني الهش على وقع استمرار الخروقات الاسرائيلية له بما في ذلك مواصلة عمليات الاغتيال التي كان آخر ضحاياها احد كوادر "حركة الجهاد الاسلامي" في جنين اياد الشلاميش. ودخلت الادارة الاميركية على الخط لمنع انهيار شامل لخطتها الرامية الى تحقيق حل سياسي للصراع الفلسطيني -الاسرائيلي. دخلت الادارة الاميركية على الخط في ظل تأجج الاوضاع السياسية على الصعيدين الداخلي الفلسطيني، والاسرائيلي - الفلسطيني، لتعزيز مكانة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس الذي يواجه ضغوطا هائلة من داخل البيت الفلسطيني على خلفية العراقيل التي تضعها الحكومة الاسرائيلية في وجه برنامجه السياسي للمضي قدما في تطبيق خطة "خريطة الطريق" ما يهدد بنسف الاسس التي امكن من خلالها التوصل الى اتفاق "الهدنة" من جانب فصائل المقاومة الفلسطينية. والتقى مساعد وزير الخارجية الاميركي مسؤول الطاقم الاميركي لمتابعة تطبيق "خريطة الطريق" جون وولف وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز في اطار المساعي الاميركية لحث الحكومة الاسرائيلية على تليين موقفها المتعنت ازاء قضايا الافراج عن الاسرى الفلسطينيين وازالة ما تسميه اسرائيل البؤر الاستيطانية "غير القانونية"، وتنفيذ مزيد من عمليات اعادة الانتشار لجيش الاحتلال في مدن الضفة الغربية والتخفيف من حدة الحصار المشدد المفروض على الضفة الغربية. غير ان موفاز اعتبر في تصريحات للصحافيين في اعقاب اللقاء الذي شارك فيه ايضا السفير الاميركي في تل ابيب دان كيرتزر، ان "اسرائيل قدمت ما يكفي من التنازلات"، مضيفا انها لن تنسحب من مدن فلسطينية اخرى. وشدد في الوقت ذاته على استمرار اللقاءات الامنية مع المسؤولين الامنيين الفلسطينيين بمن فيهم وزير الشؤون الامنية محمد دحلان. وقال ان حكومته "تمنح الحكومة الفلسطينية الفرصة التامة لتنفيذ تعهداتها بمحاربة الارهاب". واكدت مصادر فلسطينية واسرائيلية متطابقة ان دحلان وموفاز سيلتقيان اليوم الخميس للبحث في قضايا الاسرى والانسحاب الاسرائيلي من مدن الضفة الغربية وتخفيف الحصار بناء على طلب اميركي في هذا الشأن. وذكرت مصادر فلسطينية ان جنين ستكون المدينة الثانية في الضفة الغربية التي سيعيد الجيش الاسرائيلي انتشاره فيها بعد بيت لحم. وجرى اللقاء في اعقاب اجتماع مماثل عقده وولف وكيرتزر مع وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم مساء الثلثاء، قالت مصادر صحافية اسرائيلية ان وولف حث فيه شالوم على اطلاق عدد من السجناء السياسيين الفلسطينيين اكبر من ال350 معتقلاً واسيراً الذين قالت انها ستطلقهم. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان وولف حث على ازالة مزيد من البؤر الاستيطانية التي اقامتها اسرائيل بعد اندلاع الانتفاضة. وتسعى الولاياتالمتحدة الى تخفيف الضغط الذي يواجهه ابو مازن من جانب مؤسسات صنع القرار الفلسطيني، سيما حركة "فتح" التي حملت عليه بشدة خلال اليومين الماضيين في ضوء التلاعب الاسرائيلي بقضية الاسرى وعدم تنفيذ اسرائيل اياً من التزاماتها بموجب "خريطة الطريق" على رغم الهدنة التي اعلنتها الفصائل الفلسطينية. وقال مستشار الرئيس الفلسطيني صائب عريقات ل"الحياة" ان المطلوب من الادارة الاميركية ان تنفذ ما تعهدت به، وهو عرض خطة شاملة لتطبيق "خريطة الطريق"، وهذا ما لم يقم به الجانب الاميركي حتى الآن، فيما تحاول اسرائيل فرض املاءاتها وقراءتها للخطة على الجانب الفلسطيني كما حدث في قضية الاسرى وكل القضايا الاخرى. واشارت مصادر متطابقة الى ان ابو مازن تعرض لانتقاد شديد من بعض اعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح"، من بينهم صخر حبش وهاني الحسن. واتهم ابو مازن "بتحويل 55 سنة من الكفاح الوطني الى ارهاب وبان شارون يتحدث اليه من فوق". كما حمل اعضاء لجنة "فتح" المركزية على رئيس الوزراء الفلسطيني بسبب السماح لوزيرين فلسطينيين بالاجتماع مع اسرائيليين في القدسالشرقيةالمحتلة والتقاط صور مشتركة في خطوة يفهم منها موافقة الفلسطينيين على احتلال المدينة. وقال اعضاء آخرون ان "الحصار ما زال مفروضا والعمال لم يتوجهوا الى عملهم وعرفات ما زال محاصراً... لم تحقق اي شيء". ورفضت اللجنة المركزية ل"فتح" والمجلس الثوري للحركة استقالة عباس وشكلتا وفداً للاجتماع معه لاقناعه بالعدول عن قراره. وكان عباس اكد في وقت سابق نبأ استقالته، مشيراً الى انه اتخذ قراره بسبب "خلافات داخلية في الحركة"، وقال على رغم ذلك ان الحكومة ستستمر بعملها الى ان يقرر غير ذلك. وعندما سئل عباس عن الجهود المبذولة لاقناعه بالعدول عن قراره بالاستقالة قال: "لم ابلغ بذلك". وتوقعت مصادر فلسطينية ان يتم احتواء الأزمة الداخلية في "فتح" في القريب العاجل، غير انها اشارت الى ان تعديلات جذرية ستجري في اطار كيفية ادارة المفاوضات مع اسرائيل. وفي الوقت الذي وصل فيه وفد أمني مصري الى قطاع غزة لتثبيت الهدنة التي اعلنتها فصائل المقاومة الفلسطينية، قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي اياد شلاميش 28 عاما واصابت زوجته خلود بجروح خطيرة في العين اثناء اعتقال شقيقه في بلدة برقين في منطقة جنين. وقالت مصادر فلسطينية ان الجنود الاسرائيليين اطلقوا النار على اياد عندما اطل وزوجته من منزلهما المجاور لمنزل شقيقه فادي، ما أدى الى اصابته بثلاث رصاصات أدت الى استشهاده بعد ساعات. وقالت المصادر ان فادي نقل الى جهة غير معلومة. وذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية انها تعرضت لاطلاق نار الامر الذي نفاه شهود عيان وعائلة المعتقل والشهيد. وكشفت مصادر عسكرية اسرائيلية عن اعتقال خلية تابعة ل"حركة الجهاد الاسلامي" في جنين قالت انها كانت تخطط لتنفيذ عمليات عسكرية.