تعرض رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن واعضاء حكومته لانتقادات شديدة من اعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح" لادائهم في ادارة المفاوضات مع اسرائيل بشأن تنفيذ المرحلة الاولى من "خريطة الطريق"، خصوصاً في ما يتعلق بمطلب الافراج عن الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين، ما دفع عباس الى ارجاء الاجتماع الذي كان مقرراً ان يعقده اليوم الاربعاء مع نظيره الاسرائيلي ارييل شارون وعرض استقالته من عضوية اللجنة المركزية لحركة "فتح". وافاد مسؤول فلسطيني رفيع المستوى ان اللجنة "رفضت بالاجماع" طلب "ابو مازن" الاستقالة من عضويتها. وفي غضون ذلك اكدت "حركة الجهاد الاسلامي" امس ان الانفجار الذي وقع الاثنين في "كفار يعبتس" شمال تل ابيب وأدى الى مقتل منفذه وامرأة اسرائيلية، نفذه احد اعضاء جناحها العسكري واعتبرته رداً "استثنائياً" على "الخروقات" الاسرائيلية للهدنة. ونفى الشيخ نافذ عزام احد قياديي "حركة الجهاد" ل"الحياة" امس ان تكون الحركة تراجعت عن الهدنة، مؤكداً ان "الهدنة ما زالت قائمة بالنسبة الينا". وقال محمد الهندي القيادي في "حركة الجهاد": "لقد تم التأكد من صحة بيان اعلان سرايا القدس الجناح العسكري للحركة عن العملية" قرب تل ابيب، لكنه شدد على ان الحركة "ما زالت ملتزمة بما أعلنته من تعليق عملياتها" ضد اسرائيل. راجع ص 5 و6 وأكد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ان اسرائيل سترد على عملية "كفار يعبتس"، وقال: "سنواصل العمل ضد قواعد الارهاب بشكل يوازي المفاوضات مع الفلسطينيين"، مضيفاً ان الاجهزة العسكرية الاسرائيلية ستواصل عملها ضد "الجهاد الاسلامي" في جنين التي انطلق منها منفذ العملية. وخلال سلسة اجتماعات عقدتها مؤسسات صنع القرار السياسي الفلسطيني برئاسة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واستمرت حتى الساعات الاولى من فجر امس، اعترض الموالون للرئيس عرفات داخل اللجنة المركزية ل"فتح" على فشل عباس حتى الآن في الحصول على خطوات اسرائيلية ذات شأن مقابل وقف النار الذي أعلنته المنظمات الفلسطينية من جانب واحد بما في ذلك اطلاق عدد كبير من السجناء الفلسطينيين والانسحاب العام من المدن الفلسطينية المحاصرة. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة" ان عباس عرض تقريراً شاملاً في حضور نحو اربعين شخصية فلسطينية بمن فيهم اعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وحركة "فتح" خلص فيه الى ان اسرائيل لم تنفذ اياً من التزاماتها بدءاً برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وانتهاءً باطلاق الاسرى والمعتقلين. وقال المصدر انه جرى التشديد في الاجتماع على ثلاث قضايا رئيسة على اسرائيل ان تلتزم بها، هي الافراج عن جميع الاسرى والمعتقلين، ورفع الحواجز العسكرية والحصار العسكري الاسرائيلي، والتجميد الفوري لكل اشكال التوسع الاستيطاني اليهودي في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. وقال مسؤولون فلسطينيون كبار ان منتقدي عباس في اللجنة المركزية هاجموا اداءه خلال اتصالاته مع شارون حتى الان وطالبوه بالتنحي عن منصب رئيس الوزراء. وذكر مصدر فلسطيني ل"الحياة" ان عباس بعث بعد اجتماع مركزية "فتح" برسالتين الى الرئيس الفلسطيني عرفات عرض في الاولى استعداده لتقديم استقالته من اللجنة المركزية ل"فتح" فيما طالب في الثانية باصدار القيادة الفلسطينية توجيهات اليه في شأن المفاوضات مع اسرائيل، مشيراً الى انه سيقدم استقالته من رئاسة الحكومة اذا لم تُقبَل هذه الافكار. الى ذلك، لمحت مصادر سياسية اسرائيلية رفيعة المستوى الى ان اسرائيل قد تبدي بعض المرونة لجهة اطلاق عدد اكبر من الاسرى الفلسطينيين من سجونها في حال أفرجت الولاياتالمتحدة عن الجاسوس اليهودي الاميركي جوناثان بولارد وأقدمت مصر على خطوة مماثلة، وأطلقت عزام عزام الذي يقضي محكومية السجن بعد ادانته بالتخابر لمصلحة اسرائيل.