يصل وفد امني مصري رفيع المستوى اليوم الأربعاء الى قطاع غزة لإجراء مشاورات مع قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية وممثلي القوى الوطنية والإسلامية. ويهدف الوفد الذي يضم اللواء مصطفى البحيري واللواء محمد إبراهيم من المخابرات العامة المصرية إلى إجراء مشاورات تهدف إلى ترسيخ الهدنة أو ما تسميه القوى الفلسطينية تعليق العمليات العسكرية ضد إسرائيل. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الوفد سيباشر اعتباراً من مساء اليوم إجراء مشاورات مع قادة الأجهزة الأمنية ثم قياديين من حركة "فتح" كبرى الفصائل الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات، ثم ممثلين عن حركتي "المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي"، فالجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين. وأضافت ان الوفد سيعمل مع قادة الاجهزة وممثلي الفصائل على ترسيخ الهدنة الهشة حتى الآن، والاستماع الى ارائهم ومقترحاتهم حول الأوضاع السياسية والأمنية وغيرها من القضايا. وأوضحت ان الوفد سيحض الفلسطينيين على الاستمرار في التمسك بالهدنة ووقف العمليات الفدائية ضد أهداف إسرائيلية سواء في الضفة الغربية وقطاع غزة او داخل اسرائيل، الى جانب البحث في كيفية تفويت الفرصة على الدولة العبرية التي تعمل على جرّ الفلسطينيين الى ردود افعال على عدوانها بغية تقويض هذه الهدنة التي اعلنتها خمسة فصائل مسلحة حتى الآن. وأشارت الى ان الوفد سيبحث مع قادة الاجهزة الامنية في ما تم انجازه امنياً على ارض الواقع في سبيل ترسيخ الهدنة، وعودة قوات الامن الوطني والاجهزة الاخرى الى مواقعها التي كانت فيها قبل اندلاع الانتفاضة اواخر ايلول سبتمبر 2000، فضلا عن الاشادة بتلك الانجازات التي تمت حتى الآن. ولفتت الى ان الوفد سيستمع الى مواقف وآراء حول قضية الاسرى التي تعتبر قضية مهمة وحساسة بالنسبة الى الفلسطينيين. وتربط الفصائل التي اعلنت الهدنة قضية الاسرى والمعتقلين واطلاقهم بالهدنة وليس بالمفاوضات مع الجانب الاسرائيلي. وهددت "حماس" اخيراً بأنها ستكون في حل من "الهدنة" اذا لم تطلق اسرائيل الاسرى والمعتقلين، بل ولوحت بخطف جنود اسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين. ولفتت المصادر المطلعة ذاتها الى ان الوفد يتوجه الى قطاع غزة بايعاز من الرئيس المصري حسني مبارك، مشيرة الى تصريحاته المهمة والايجابية حول قضية الاسرى اول من امس، التي لاقت صدى ايجابيا في الشارع الفلسطيني. ويعتقد ان مصر ستنقل مطالب مختلف القوى والهيئات الفلسطينية الى الولاياتالمتحدة بصفتها الراعي الاساسي لعملية السلام ولديها فريق مراقبة على الارض يراقب عن كثب تطبيق بنود "خريطة الطريق"، والى اسرائيل نفسها التي تماطل في تنفيذ "الخريطة" وتتشدد في اطلاق الاسرى والمعتقلين، خصوصاً من حركتي "حماس" و"الجهاد" و"الجبهة الشعبية". الى ذلك، اكد قياديون في عدد من القوى الوطنية والاسلامية ل"الحياة" ان اللقاءات ستبدأ مساء اليوم مع الوفد المصري. وفي وقت قال قياديون ان هناك اجندة للقاء، نفى آخرون من ضمنهم الدكتور محمود الزهار الناطق باسم حركة "حماس" ان يكون هناك اجندة. لكن الزهار قال ل"الحياة" ان اللقاء سيتناول "تعليق العمليات العسكرية" ضد اسرائيل الهدنة والخروق الاسرائيلية لهذه الهدنة والموقف العربي من مجريات الاحداث. وشدد الزهار على انه "مطلوب من الجانب الآخر استحقاقات منها الافراج عن الاسرى والمعتقلين، ووقف الاعتقالات وعمليات اقتحام المدن واجتياحها وغيرها من الخروق". من جهته، قال الشيخ نافذ عزام انه لا توجد اجندة محددة للقاء، لكن "هناك قضايا كثيرة سيتم بحثها منها قضية الاسرى والمعتقلين وفك الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، ووقف الاعتقالات والانسحاب من المدن والقرى الفلسطينية". اما عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية رمزي رباح فقال ان "لقاء الجبهة مع الوفد المصري سيناقش ثلاثة محاور رئيسة، اولها السياسي ومن ضمنه قضية الهدنة والافاق السياسية، وثانيها الوقع الداخلي الفلسطيني واستئناف الحوار الشامل وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة واقرار برنامجها، وثالثها الوضع الاقليمي والدولي وانعكاساته على الوضعين العربي والفلسطيني". ووصف رباح اللقاء بأنه "مهم للجانبين وبالتأكيد هناك أشياء مهمة في جعبة الوفد المصري".