كشفت دراسة تاريخية طريفة عن جانب انساني اتسمت به الحضارة الفرعونية فيما يخص المكانة المحترمة للاقزام، في حين كان وضعهم في اليونان القديمة متأرجحاً بين النبذ والاعزاز. وتوصلت الدراسة التي ترجمها احمد هلال يس الاستاذ في كلية الالسن جامعة عين شمس وعنوانها "الاقزام في مصر القديمة وبلاد اليونان" للباحثة الفرنسية فيرونيك ديزن، الى ان للمصريين القدماء موقفاً حضارياً "حيال مظاهر الضغف البشري والعجز عن تحقيق الكمال". ويشير الكتاب الى تعاليم فرعونية تحث على ضرورة رعاية العجائز والمرضى والمشوهين جسمانياً كواجب اخلاقي، اذ ان "الانسان مخلوق من طين وقش، فهو بنيان أقامه الله". ويقول احد الاناشيد "يا رع يا من تشكل نصف القزم في السماء، ونصف القزم في الارض، يا قزم السماء، العمود العظيم الذي يصل بين السماء والعالم السفلي". وتشير الباحثة إلى أن "قصر القامة لم يكن عيباً جسدياً عادياً يستوجب مواراته، بل سمة تضفي على الاشخاص هالة من القداسة".