فكرة وصول الفراعنة الى أمريكا تحمس لها عدد كبير من علماء التاريخ والآثار وحاولوا إثباتها بشتى الوجوه؛ وفي عام 1995 استعرض الدكتور تومبسون جينر (في العدد الثامن من مجلة انشنت اميركا) المواقع التي وجد فيها تماثيل وكتابات فرعونية في امريكا الوسطى - في المكسيك والبيرو وبوليفيا على وجه الخصوص. وقبله أصدر عالم آثار يدعى الجرزوعي - وهو مصري الأصل - كتابا بعنوان "رمسيس الثالث يحكم امريكا" حدد فيه أوجه الشبه الكبيرة بين الآثار الفرعونية والآثار المكسيكية / وأهمها الهرم المدرج!! ولكن منذ البداية ظهرت عقبة اعترضت التسليم بهذه الفكرة ؛ فالفراعنة لم يكونوا بحارة عظماء ولا يُعرف انهم تجاوزوا اعالي النيل .. والمشكلة الاكبر ان القوارب الفرعونية كانت تصنع من البردي - وهو ورق يذوب في الماء المالح على وجه الخصوص!! غير أن هناك مغامرا نرويجيا يدعى تورهايردال كان على قناعة بأن المصريين بنوا اهرامات المكسيك وانهم عبروا المحيط الاطلسي على ظهر البردي. ولاثبات صحة فرضيته اتخذ قرارا جريئا وخطيرا.. اتخذ قرارا بعبور المحيط الاطلسي على قارب من نفس النوع !!! ولتنفيذ هذا المشروع اطلع تورهايردال على عشرات الرسومات الفرعونية التي تظهر قوارب البردي واحجامها وطريقة صنعها. وبفضل ملاحظته الدقيقة اكتشف ان القوارب الملكية كانت تطلى بالقار كي لاتذوب في الماء. وفي ابريل 1961 بنى قاربا طوله 15 مترا بمواصفات فرعونية خالصة اطلق عليه اسم رع (آلهة الشمس لدى المصريين). وتم نقل القارب الى مراكش في المغرب ومن هناك قرر عبور المحيط الاطلسي الى امريكا. وقد رافقه في هذه الرحلة مجموعة غريبة من سبعة اشخاص - نرويجي وامريكي وتشادي ومكسيكي وايطالي وروسي ومهندس مصري يدعى جورج سيريال .. ● ومنذ اليوم الأول بدا واضحا ان القارب سينشطر حين يهيج الموج وتغضب الرياح. وبعد خمسة وعشرين يوما انقلب تماما وفقدوا معظم المؤونة والطعام . ورغم ان القارب اصبح مشبعا بالمياه الا انه تجاوز نصف المسافة الى امريكا. وقبل وصوله الى الشاطئ بستمائة ميل هبت عاصفة عاتية فككته تماما.. اما الاصدقاء السبعة فقد نفخوا قاربا مطاطيا ووصلوا بسلام !! وبعد فشل هذه المحاولة قرر تورهايردال بناء قارب جديد اطلق عليه اسم (رع2). وبدأ رحلته في السنة التالية مع نفس المجموعة - باستثناء عبدالله التشادي الذي حل محله ياباني يدعى كاما اوهارا. وهذه المرة استفاد تورهايردال من التجربة السابقة وبنى مركبا اكبر واستعان بوسائل ملاحة متقدمة. ورغم ان القارب تحول في النهاية الى (كومة قش) الا انه وصل على أي حال الى امريكا بعد 57 يوما.. هذه الرحلة استحوذت حينها على اهتمام وسائل الاعلام واثبتت ان وصول الفراعنة الى امريكا امر منطقي ومعقول !! ... وبنجاح هذه المغامرة أصبحنا نملك فرضية يمكنها تفسير الشبه الكبير بين اهرامات مصر - وليس فقط - أهرامات امريكا الوسطى ، بل وأهرامات الهند والصين وايرلندا ذات المنشأ الغامض..