كشفت دراسة تاريخية طريفة عن جانب انساني اتسمت به الحضارة الفرعونية فيما يخص المكانة المحترمة للاقزام في حين كان وضعهم في اليونان القديمة متأرجحا بين النبذ والاعزاز. وتوصلت الدراسة التي ترجمها احمد هلال يس الاستاذ بكلية الالسن جامعة عين شمس وعنوانها /الاقزام في مصر القديمة وبلاد اليونان/ للباحثة الفرنسية فيرونيك ديزن الى ان للمصريين القدماء موقفا حضاريا (حيال مظاهر الضف البشري والعجز عن تحقيق الكمال). واشار الكتاب الذي صدر مؤخرا عن دار (شرقيات) بالقاهرة في 475 صفحة الى ان تعاليم بعض الالهة تحث على ضرورة رعاية العجائز والمرضى والمشوهين جسمانيا كواجب اخلاقي. واشارت الدراسة الى ان قصر القامة لم يكن عيبا جسديا عاديا يستوجب مواراته بل سمة تضفي على الاشخاص هالة من الاهمية. وعلى الجانب المقابل في الحضارة اليونانية النقدية لم يحظ الاقزام كما اشارت الدراسة بما كان الشخص العادي يحظى به من تقدير وتدل الاعمال التصويرية على رفض الاقزام او نبذهم كما نطالع عددا من الاقزام وهم يؤدون اعمالا وضيعة.