يعمل كريس كوتزيان موفدا في الشرطة وتعمل زوجته بارب مصممة غرافيك. وأنجب الاثنان طفلين ويملكان كلباً ومنزلاً في مدينة دنفر الأميركية. وتبدو أسرتهما كأي أسرة أميركية عاملة باستثناء شيء واحد... كريس وبارب قزمان لا يتعدى طول كل منهما 1.2 متر. ومثل العديد من الأقزام فإن كريس وبارب عملا بجد للتغلب على الحواجز الاجتماعية والجسمانية التي تقف حائلاً أمام ممارستهما الحياة في شكل طبيعي وكامل فهما يعملان لدى جماعة لا تهدف للربح تعرف باسم «ليتل بيبول اوف أميركا» تدعو الناس إلى التوقف عن معاملة الأقزام على أنهم جزء من عرض في سيرك. وساعدت برامج تنتمي إلى تلفزيون الواقع عرضت في الاونة الاخيرة مثل «أناس قصار وعالم كبير» و «زوجان قصيران» على إظهار أن الاقزام يعيشون في شكل طبيعي كما ساهمت في تغيير أساليب معاملتهم لكن لا يزال هناك الكثير لفعله في هذا الصدد. وتقول المسؤولة عن «ليتل بيبول اوف أميركا» بارب كوتزيان: «ذهبت إلى العديد من المدارس الابتدائية حيث يوجد أناس قصار القامة وتحدثت إليهم حول الطريقة التي أمضي بها في هذا العالم الرائع وكيف أن كلنا سواء في الداخل لكن بيننا جميعاً اختلافات خارجية». وتضيف: «البعض يضع نظارات والبعض شعره أحمر، لا يوجد تطابق لكن يجب أن نتذكر أننا كلنا لدينا مشاعر ويجب أن نكون ودودين تجاه بعضنا بعضاً». وتدعم الجماعة الاشخاص الذين يعانون من قصر القامة الناجم عن أكثر من 200 عارض طبي، وتعارض استخدام الاقزام في وسائل الاعلام على أنهم مجرد وسائل جذب جانبية. كما تعارض الجماعة التي يفوق عدد الاعضاء في موقعها على شبكة الانترنت ستة آلاف شخص وصف الاقزام باستخدام ألفاظ يرون أنها تحط من شأنهم ويعتبرونها مهينة. وتعارض الجماعة منذ سنوات تصوير الاقزام في وسائل الاعلام في شكل سيئ واستخدامهم في التلفزيون للقيام بالاعمال الجريئة أو لاطلاق النكات. وتظهر الدراسات أن فرص الاقزام في إيجاد عمل أقل كما أنهم يكسبون أقل ولا يشعرون بكثير من احترام الذات. وأفادت دراسة كندية بأن إكثار الأطفال من مشاهدة التلفزيون لا يحرمهم من نشاطات محفزة فحسب، بل يساهم في تدني تحصيلهم العلمي واكتسابهم المزيد من العادات غير الصحية عند التقدم بالعمر. وقالت الدراسة ان كل ساعة إضافية يقضيها الصغار أسبوعياً أمام التلفزيون تترجم بالسلب فوراً على سلوكاتهم داخل الفصول الدراسية، وتدني معدل درجاتهم في مادة الرياضيات والنشاطات البدنية، والإقبال أكثر على عادات غذائية سيئة في سن العاشرة. وتتبع فريق من الباحثين من «جامعة مونتريال» في كيبيك، أكثر من 1300 طفل، على مدى سبع سنوات، وباستخدام استبيانات سجلها الوالدان، قاسوا عدد الساعات التي يقضيها الصغار أمام التلفزيون في سن سنتين ونصف السنة، ومرة أخرى في سن الرابعة والنصف. وعند بلوغ الصف الرابع، طالب الباحثون طاقم التدريس بتقويم الأداء الأكاديمي للمجموعة، وكيفية تعاملهم مع أقرانهم، ومدى انتباههم داخل الصف واتباع إرشادات المدرسين، كما طلبوا من الآباء تحديد الحمية الغذائية لأطفالهم ومعدل النشاطات البدنية التي يقومون بها، كما أفاد موقع «سي أن أن» الإلكتروني العربي.