في الستينات من القرن الماضي كلفت ولاية كاليفورنيا الاميركية عضو مجلس الشيوخ الاميركي، جاك تيني، اعداد تقرير مفصل عما بدا يومها قوة خفية لا يعرف احد عنها شيئاً، سيطرت على اقتصاد الولاية بكاملها، وبعد بحث وتحريات فريق كلف تيني قيادته، اكتشف الباحث الحقيقة وهي ان اللوبي اليهودي في الولاية فرض سيطرته وهيمنته ليس على اقتصاد الولاية وحدها، وانما على ولايات اميركا الخمسين. فأعد كتاباً اختار له عنواناً "الاخوة الزائفة". وحال نزوله الى مكتبات الولاية سارع اليهود الى شراء النسخ التي عُثر عليها. ولم تسلم من عملية الاتلاف سوى بضع نسخ نادرة تسربت الى بعض المهتمين. ولم يكتف اليهود بما فعلوه بالكتاب، فبادروا الى مؤامرة استهدفت اغتيال مؤلف الكتاب، وخرج منها مشلولاً. وجاء في مقدمة ذلك الكتاب انذار صريح وواضح، قال فيه جاك تيني: "ان هذا الكتاب ليس الا صرخة الى ابناء الولاياتالمتحدة والغرب والعالم اجمع يحذرهم من الصهيونية التي تسعى الى السيطرة على البلاد، وتغيير معالمها، وتدمير الأمم والقضاء على الاديان". وزاد: "انها القوى الصهيونية الخفية التي ورطت اميركا في الحروب العالمية والحروب الفرعية الاخرى، وهي القوى الصهيونية التي ستكون السبب في حرب عالمية ثالثة لاخضاع الدول العربية لاسرائىل وجعلها دويلات قزمة تدور في فلكها". وحذر الكاتب صراحة من ان العالم يندفع بسرعة الى الهاوية، تقوده الى ذلك "مطامع بشرية تتاجر بخرافات ونبوءات واعتقادات حذرت منها الكتب السماوية". ويلاحظ ان هذا الكتاب صدر في الستينات من القرن الماضي، اي قبل حرب العام 1967، وحرب الخليج الثانية والثالثة، وما بينها من حروب ومؤامرات استهدفت الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين في كل مكان، كما ان الكتاب كان صرخة مدوية حذرت الناس، وعلى رأسهم العرب والمسلمون، من ان الصهيونية العالمية لا تعمل للسيطرة على الولاياتالمتحدة، وتسخير امكاناتها لتحقيق اهدافها الخفية في السيطرة على العالم كله، بل تريد تسخير شعب تلك الدولة، بملايين سكانه وبلايينه المادية، ليكونوا وتكون في خدمة مخطط الهيمنة على العالم، وتحقيق الاطماع التي يؤمنون بها، تحت زعم انهم وحدهم من بين جميع شعوب الارض "الشعب المختار" الذي اختصه الله، بحسب زعمهم المريض، بالتسوّد على العالم وشعوبه، وبجعل من بقي من البشر على قيد الحياة خدما وعبيداً لبني صهيون. وكانت هناك اصوات تصرخ وتحذر من مغبة السكوت عما كان يجرى منذ أمد بعيد. وكان هناك حديث علني عن الاستهدافات الصهيونية تتجاوز حدود المكان الذي فرضت فيه نفسها بالقوة والمؤامرات على تراب فلسطين. غير ان احداً - للأسف - لم يشأ ان يصدق ما قيل وذكر حتى عندما كان اليهود الصهاينة يلاحقون الكتب التي تكشف حقيقة اهدافهم ونياتهم، وهم يلاحقون من كتب تلك الكتب بالتصفية والاغتيالات الجسدية، وملاحقة أي كتاب يشير الى تلك الحقائق. وها هي النتائج اليوم ماثلة امام العيان، بعد ان اصبح بنو صهيون المحركين لكل ما يحدث في هذا العالم من مؤامرات ودسائس وفتن هدفها تدمير الشعوب بالحروب والدمار والخراب. الزرقاء - عواد أحمد أبو خالد