سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ازمة الكهرباء في لبنان على خطين: إزالة التعديات وتأمين القروض . بويز ينقل عن الأسد اهتمامه بضرورة تصحيح الأوضاع وحملة سياسية على الفساد وهدر المال العام
يأمل اللبنانيون في ان تؤدي التدابير التي اعلن عنها مجلس الوزراء لمعالجة مشكلة الانقطاع في التيار الكهربائي الى التخفيف من التقنين المفروض عليهم. وفيما تباشر مؤسسة كهرباء لبنان بعد غد الأربعاء حملة كثيفة لإزالة التعديات على الشبكة في كل المناطق يعقد اليوم اجتماع ثانٍ بين ممثلين عن المؤسسة وقيادتي الجيش وقوى الأمن الداخلي لاستكمال تنسيق الخطوات لضمان تطبيق القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء وبحث الإجراءات الواجب اتخاذها لتنظيم هذه الحملة. ويتزامن ذلك مع اجتماع وزير الطاقة والمياه ايوب حميد اليوم مع ممثلين عن المصارف لتأمين القروض المصرفية. نقل وزير البيئة فارس بويز عن الرئيس السوري بشار الأسد اهتمامه "بضرورة تصحيح الأوضاع في لبنان وإيجاد الحلول الملائمة". وقال في حديث الى إذاعة "صوت لبنان": "سمعت خلال لقائي الأخير مع الرئيس الأسد انه يشعر بوجود عدد من المشكلات ويهتم بألا تنعكس هذه المشكلات على المستوى السياسي". وأضاف ان على مستوى الساحة اللبنانية "هناك قلق من ان تأخذ مشكلات ذات طابع معيشي ويومي حجماً اكبر من الحجم المطلوب لها سياسياً". وقال: "خلافاً لما نقرأ ويقال على مستوى المنطقة فإن لدى الرئيس الأسد ارتياحاً ولا وجود للقلق من التطورات الحاصلة". وأمل بويز بفتح الملفات قضائياً وليس سياسياً، ولفت الى وجود مناخات سياسية داخلية تجعل اي موضوع فني علمي يرتدي طابعاً سياسياً. وعما إذا كانت الحكومة مستهدفة لإسقاطها في الخريف قال بويز ان "المشكلة ابعد من موضوع الحكومة وهي في عدم امكان الخروج من عدم تعايش خطوط سياسية متضاربة". ورفض بويز تشبيه الوضع السائد حالياً بما كان عليه الوضع عام 1998، لكنه أقر بوجود معركة سياسية تنعكس في جوانب عدة على كل النواحي. ورأى ان الموضوع مثير للقلق سائلاً: "كيف سنستمر حتى السنة المقبلة على المستويات المعيشية والاقتصادية"؟ وقال: نحن اسرى لعبتنا وإرادتنا بأن نسيس كل المواضيع والتعاطي معها من خلال قرارات قوى معينة". ورأى ان الحل الفوري لمشكلة الكهرباء يكمن في حل قضية الجبايات والسرقات وإمداد الشبكة وتوسيعها والإصلاح الإداري داخلها. ودعا وزير الشؤون الاجتماعية اسعد دياب الى "محاسبة دائمة ومستمرة وإلى تحديد نوع الفساد والهدر ومواقعهما ليكون الأمر اكثر دقة ولكي تتم المحاسبة في الأمور كافة". وقال: "ان ملف الكهرباء قديم ومفتوح دائماً، ولكن الأزمة الأخيرة التي استعجلت اعادة النظر فيه وضعت الإطار العام، وعلى مؤسسة كهرباء لبنان ان تكون في حال طوارئ لتنفيذ قرارات مجلس الوزراء وتحقق نوعاً من الوفر في الإنفاق والسعي للجباية الحقيقية، خصوصاً انها دعمت بالجيش وقوى الأمن". وانتقد النائب بطرس حرب "الفساد المستشري وغياب المحاسبة" مشدداً على ان لبنان لا يمكن ان يستقيم إلا من خلال تطبيق مبدأ المحاسبة والمساءلة. ورأى ان "مجلس الوزراء يتحول الى اجتماع موسمي". وإذ اعتبر ان رئيس الحكومة رفيق الحريري يتقن فن المناورة تحضيراً لجو معين، لفت الى وجود خيبة امل كبيرة جداً على المستوى الاقتصادي. وسأل عن مدى قدرة رئيس الجمهورية اميل لحود على "إنجاح الإصلاح في عام واحد، وهل يستطيع ضمان متابعة عملية الإصلاح بعده؟ او انه سيحصل كما في الماضي من كانوا ملاحقين اصبحوا في السلطة؟ وهل ان الرئيس لحود قادر في نهاية عهده على خلق جو يطالب بدفع مؤسسات الرقابة والقضاء الى ملاحقة المسؤولين مهما علا شأنهم؟ وهل اننا قادرون على رفع الحمايات؟ "انا اقول بصراحة لا". وأشار الى "ان توجه رئيس الجمهورية جيد وسليم ويجب ان يحصل حتى آخر يوم في عهد كل رئيس". ودعا الى "نفض الطاولة وإيجاد قانون انتخاب جديد ينتج نواباً جدداً يمارسون باسم الشعب صلاحياتهم في محاربة الفاسدين والمسؤولين عن تجويعه". ودعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان الى "ثورة بيضاء من اجل اصلاح الخلل الإداري ومحاربة الفساد المستشري في المؤسسات"، وطالب "بعدم تحميل المواطن اعباء جديدة". وتطرق قبلان في احتفال امس الى اوضاع الكهرباء، معتبراً ان "الخلل في المؤسسة هو في بعض الانحراف الوظيفي"، مطالباً بتفعيل اجهزة التفتيش والرقابة وتعزيز الجباية، وتحديداً في صفوف الأغنياء ومؤسسات الدولة وأصحاب الدخل غير المعلوم. واعتبر رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد ابراهيم امين السيد ان "مسألة الكهرباء تكمن في السرقة والهدر والفساد في المؤسسة وليس في الجباية". وقال: "إن من يريد ان يعالج هذا الموضوع يجب ان يعيد النظر في سعر الكهرباء حتى يستطيع المواطن ان يتحمله لأن سعر الكهرباء في لبنان هو اغلى الأسعار في العالم". وقال: "نحن مع الخطوات الإصلاحية في موضعها شرط ألا تصل الأمور الى مكان تغطى فيه سرقات الكبار وتضخم فيه سرقات الصغار لأن في ذلك هلاكاً للوطن والمواطن". وأكد السيد في ذكرى احياء شهداء المقاومة في قطاع النبطية ان "ما يجرى في لبنان هو اسقاط للبلد من الداخل لمصلحة العدو"، مطالباً "بمنظور وطني لتشكيل قوى التغيير". وقال ان "بعض من هم في السلطة يتحدثون عن الخط الوطني فيما يستبيحون الوطن والدولة والسلطة وأموال الناس". ودعا الوزير والنائب السابق طلال المرعبي المسؤولين الى "وقفة ضمير والتخلي عن المصالح الشخصية وتغليب مصلحة الوطن لأن البلاد باتت على حافة الانهيار". وسأل عن سبب غياب المساءلة والمحاسبة. ورأى "ان قرارات مجلس الوزراء الأخيرة اتت كإبر للتخدير".