حذر بيتر هانسن المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا من انه لن يكون بمقدور المنظمة الدولية تقديم المزيد من الخدمات والمساعدات الطارئة لأكثر من مليون لاجئ فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال هانسن في مؤتمر صحافي عقده في المقر الرئيسي ل"أونروا" في مدينة غزة أمس ان "أونروا" لم تتلق أي جزء من المبلغ الذي طالبت المجتمع الدولي الشهر الماضي بتوفيره لتمويل البرنامج الطارئ للنصف الثاني من العام الجاري، البالغة قيمته 103 ملايين دولار، بل حصلت على تعهدات بقيمة ثلاثة ملايين ونصف مليون دولار فقط. وقال الديبلوماسي السويدي السابق: "أنا لا أريد ان أبالغ في وصف الوضع لكنني أقول انه سيئ". ورفض وصف الوضع بأنه انهيار او على شفا الانهيار، بل قال ان كثيراً من البرامج الطارئة المقدمة للاجئين في الاراضي الفلسطينية ستتوقف. وعرض بعض الأمثلة قائلا: "كان من المفروض توفير مبلغ 18 مليون دولار لبرنامج تشغيل خلق فرص عمل للمتعطلين عن العمل بفعل سياسة الإغلاق الإسرائيلية لكننا حصلنا على ثلاثة ملايين فقط" إضافة الى ان "أربعة آلاف فلسطيني يعيلون 24 ألف فرد سيفقدون الخدمات المقدمة لهم في غزة". وأضاف ان المساعدات الغذائية الطارئة التي كان من المفروض ان تقدم اربع مرات خلال النصف الاول من العام الجاري، ومثلها في النصف الثاني، تقلصت الى النصف، وذلك في الضفة وغزة، كما ان المساعدات النقدية لنحو ألفي عائلة فقيرة جداً في غزة لن تقدم بعد ذلك، وفي الضفة سيتقلص عدد المتلقين للمساعدات النقدية من 30 الف فرد الى 900 فقط. ولفت الى ان اكثر من 1300عائلة في قطاع غزة هدمت منازلها و"تحتاج الى إعادة اعمار بكلفة 21 مليون دولار حصلنا منها على 700 ألف فقط، اما في الضفة فهناك فقط 27 مليونا من الإمارات العربية المتحدة لإعادة بناء مخيم جنين، اما باقي المناطق فلا أموال لها". وأوضح ان المساعدات الصحية والتعليمية والصحة النفسية ستتوقف تماما. وقال: "نحن نواجه وضعا صعباً"، مناشداً المجتمع الدولي بأن "لا يشعر اللاجئين بأنه تركهم وحدهم". ورفض الإجابة عن سؤال "الحياة" عن السبب وراء عدم تقديم مساعدات ل"أونروا" على رغم ما تشهده المنطقة من انفراج سياسي وعودة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي الى طاولة المفاوضات، وقال: "أنا أتساءل أيضا عن السبب". وردا على سؤال آخر ل"الحياة" هل يعتقد ان بقاء الفلسطينيين فقراء سيكون سبباً، من بين أسباب أخرى، لاستمرار دوامة العنف في المنطقة، أجاب هانسن بالإيجاب، وأضاف: "أنا أؤمن انه من اجل تراجع العنف يجب تقليل مستوى الفقر". وأشار أخيراً إلى ان "أونروا" تلقت منذ اندلاع الانتفاضة 271 مليون دولار من اصل 522 طالبت بتوفيرها للبرامج الطارئة.