قال مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» روبرت تيرنر أن أكثر من عشرة آلاف عائلة فلسطينية ستحصل على فرص عمل مطلع الشهر المقبل في وقت تظاهر فيه مئات اللاجئين ضد قرار «أونروا» تقليص مساعداتها في قطاع غزة. وطالبت اللجان الشعبية للاجئين بمحافظة الوسطى وسط القطاع «أونروا» خلال اعتصام نظمته أمام مقرها بالمحافظة بالتراجع عن قرارها بتقليص المساعدات النقدية المقدمة للأسر الأكثر فقراً في القطاع. وهددت اللجان التي تقود احتجاجات مستمرة ضد «اونروا» منذ منتصف العام الماضي، بتصعيد وتيرة احتجاجاتها خلال الأيام المقبلة. وقال تيرنر خلال لقائه عدداً من الصحافيين في مكتبه بغزة أمس أن «اونروا» قررت استبدال مساعداتها النقدية المباشرة للأسر الأشد فقراً ببرنامج خلق فرص عمل لهؤلاء اللاجئين، حيث سيحصل رب الأسرة أو أحد أفرادها على المال مقابل العمل في ظل توقف المانحين عن تمويل برنامج المساعدات النقدية المباشرة. وأوضح ان «النظام الجديد سيعمل على استبدال الممارسة المتبعة التي تشمل تقديم مساعدة نقدية مباشرة على أساس 10 دولارات كل ثلاثة شهور لكل فرد داخل العائلة الفقيرة، بخلق فرصة عمل لرب تلك العائلة لمدة لا تقل عن ثلاثة اشهر». وأشار تيرنر إلى أن هذا التغيير هو من القرارات الصعبة التي اضطرت الاونروا لاتخاذها بسبب وضعها المالي الصعب، شارحاً أن «اتخاذ هذا القرار ليس بالضرورة بسبب نقص التمويل الكلي بل بسبب حقيقة أن التمويل يتم توفيره لبعض البرامج وليس لبعضها الآخر، فلا توجد مرونة باستخدام تلك الاموال الممنوحة لبعض البرامج دون بعضها». وأكد تيرنر أن برنامج توزيع الأغذية لا يزال مستمراً من دون أي تغيير على رغم تزايد عدد اللاجئين المستفيدين منه إلى أكثر من 800 ألف لاجئ فلسطيني يتسلمون المساعدات الغذائية. وتابع: «نضطر الى اتخاذ قرارات صعبة بسبب زيادة متطلبات اللاجئين الفلسطينيين. فعلى سبيل المثال يزداد عدد الطلاب سنوياً ما بين 7000 إلى 8000 طالب، وهذا يتطلب تعيين 250 إلى 300 مدرس، لذا فإن أونروا تضع في أولوياتها التعليم والصحة». وأوضح انه بنهاية 2014 ستكون الاونروا قد انتهت من بناء 3500 منزل و100 مدرسة جديدة، مؤكداً «استطعنا في السنوات الماضية خفض عدد الطلبة في الفصل الواحد من 49 طالباً الى 38 طالباً وسنعمل جاهدين على عدم زيادة عدد الطلاب». يذكر أن فصائل فلسطينية ولجان شعبية للاجئين حذرت من قرارات أونروا الأخيرة، ورأت فيها منهجاً لتقليص خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين، عبر تحويل برامجها الدائمة لمشاريع طارئة يمكن وقفها في أي لحظة.