أنهى خمسة ممثلين من بين الخمسة عشر ممثلا للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي فترة خدمتهم في الأممالمتحدة ليجري استبدالهم بممثلين جدد، ومن ضمنهم مندوب بريطانيا الدائم جيرمي غرينستوك 60 سنة. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس ان الفرق بين غرينستوك وزملائه الأربعة الآخرين الذين انهمكوا طوال فترة عملهم في الأممالمتحدة في مناقشة المسألة العراقية، انه سيواصل عمله في العراق، لكن خارج إطار المنظمة الدولية. إذ من المتوقع أن يصل إلى بغداد كمبعوث خاص للحكومة البريطانية لمساعدة الحاكم المدني لأميركي بول بريمر على إعادة البناء. ويتمتع غرينستوك بمميزات خاصة تجعله مناسباً جداً لمنصبه الجديد. فالى اطلاعه الواسع على الشأن العراقي وانهماكه شخصياً في رزمة القرارات الدولية المصيرية في شأنه، بدءاً من طريقة عمل برنامج "النفط في مقابل الغذاء" مروراً بعمل المفتشين الدوليين عن الأسلحة العراقية والاقتراحات بتفويض الولاياتالمتحدةوبريطانيا لتوجيه ضربة عسكرية للعراق وانتهاءً بسعي الولاياتالمتحدةوبريطانيا للحصول على تأييد دولي لإدارة شؤون البلد وإعادة إعماره، يستند غرينستوك إلى خلفية ثقافية تساعده على القيام بمهمات المنصب الجديد. فهو ديبلوماسي سابق في أكثر من بلد في العالم، خصوصاً في بلدان الشرق الأوسط، إذ خدم ضمن البعثات الديبلوماسية البريطانية في الإمارات العربية المتحدة والسعودية، قبل أن يتسلم منصب المدير السياسي لوزارة الخارجية. وغرينستوك يجيد اللغة العربية بفضل زوجته آنا المتحدرة من عائلة من إحدى دول شرق أفريقيا. وقالت الصحيفة أن المندوب البريطاني اشتهر بتحذيراته السابقة للولايات المتحدة والرئيس جورج بوش من الدخول في مغامرة لإقصاء الرئيس صدام حسين من الحكم، لكنه مع ذلك صمد في منصبه في الأممالمتحدة ومثل بلاده أفضل تمثيل حتى أثناء خوضها الحرب على العراق إلى جانب الولاياتالمتحدة. وأضافت أن غرينستوك لا يتمتع بشعبية في الأوساط السياسية الأميركية، خصوصاً أنه سعى أكثر من مرة لترتيب تسوية مقبولة أو حلا وسطا بين ما أراده بوش والأممالمتحدة، الأمر الذي أغضب بوش كثيراً، خصوصاً في مسألة إنشاء المحكمة الجنائية الدولية والمسألة العراقية.