أكدت قوات "التحالف" أمس أنها تواصل "عزل جيوب المقاومة" في العراق تمهيداً ل"تدميرها" فيما أعلن عن اصابة سبعة جنود اميركيين في هجومين نفذا الاحد. تزامن ذلك مع انفجار قنبلة يدوية القيت على سيارة في نفق في ساحة الطيران في بغداد الذي تستخدمه قوافل عسكرية اميركية راجع ص3 و4. وأكدت مصادر عراقية ل"الحياة" ان عملية "عقرب الصحراء" التي نفذتها القوات الاميركية في محافظة الأنبار غرب العاصمة العراقية ادت الى مقتل 42 من المتطوعين العرب و47 عراقياً، وذلك في غارة اميركية على مخبأهم في وادي سحل قرب مدينة الرمادي. وافادت ان العملية الاميركية بدأت اثر وشاية من سكان في المنطقة. ويتحدث معظم العراقيين عن تلك الحساسية في العلاقة بين القوات الاميركية وسكان محافظة الأنبار، ما يفسّر تعرّض الاميركيين لعمليات يومية في هذه المنطقة، آخرها قصف صاروخي على موقعهم في قصر الرئيس المخلوع صدام حسين في منطقة طوي قرب مدينة الرمادي. ويقول ابناء المنطقة ان المقاتلين ينتمون الى قوى عشائرية واسلامية وانضم اليهم كثيرون من ضباط الجيش العراقي المنحل. الشريف علي وعشائر الفلوجة الى ذلك قال ل"الحياة" الشريف علي بن الحسين ان ممثلي عشائر من منطقة الفلوجة زاروه وطلبوا منه التوسط لدى الاميركيين للانسحاب من المدينة. وأكد ان وجهاء عشائر الفلوجة ابلغوه ان العمليات العسكرية ضد الاميركيين ينفّذها بالدرجة الاولى اشخاص غير عراقيين بمساعدة ضباط سابقين في الجيش العراقي، وان هؤلاء دخلوا على خط المواجهة بين اهالي الفلوجة والاميركيين. في غضون ذلك، أبلغ مندوب بريطانيا لدى الأممالمتحدة سير جيريمي غرينستوك مجلس الأمن أمس أنه سيتولى منصب الممثل الخاص لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير في العراق، اعتباراً من أيلول سبتمبر، وسيرأس وفداً رسمياً رفيع المستوى إلى بغداد. ويحل غرينستوك محل السفير البريطاني في القاهرة جون ساورز الذي كان موفد بلير الى العراق. وكان مقرراً أن يتقاعد الأول 59 سنة نهاية هذا الصيف بعدما شغل المنصب خمس سنوات. وسيتولى ديفيد ريتشموند الموجود في بروكسيل والذي عمل في بغداد في السبعينات، منصب مساعد غرينستوك. وأبدى بلير اعجابه بغرينستوك وعمله في الأممالمتحدة، خصوصاً خلال المفاوضات المتعلقة بالعراق، وهو يجيد العربية وسيعمل مع الحاكم المدني الأميركي بول بريمر. ويعد تعيينه مؤشراً إلى رغبة الحكومة البريطانية في تعزيز علاقة "التحالف" مع المنظمة الدولية. ووصفت مصادر بريطانية دور غرينستوك بأنه سيكون جزئياً وسيطاً بين سلطة "التحالف" والأممالمتحدة، وشددت على الأهمية التي توليها لندن ل"دور العراقيين الفاعل في هذه المرحلة الحاسمة"، مشيرة إلى أن الفترة الممتدة من الخريف إلى نهاية الربيع المقبل ستكون ذات أهمية بالغة، إذ تشمل تمثيل العراقيين أنفسهم. وقدمت الولاياتالمتحدةوبريطانيا أمس تقريراً إلى مجلس الأمن عن الأوضاع في العراق، وأبلغ نائب المندوب الأميركي السفير جيمس كننغهام المجلس أن سلطة "التحالف" انتقلت إلى المرحلة الثانية من مهمتها، أي إعادة الإعمار التي تتعدى المتطلبات الأمنية. كما استمع المجلس إلى تقرير من مبعوث الأممالمتحدة السفير يوري فورونتسوف المكلف ملف الأسرى والممتلكات الكويتية المفقودة في العراق. ووصف غرينستوك التقرير بأنه "كئيب".