لندن - أ ب - قال جيريمي غرينستوك السفير البريطاني السابق لدى الأممالمتحدة إن الولاياتالمتحدة قوّضت عمداً المحاولات المبذولة لنيل تفويض دولي لغزو العراق. وأضاف غرينستوك الذي كان سفيراً لبلاده لدى المنظمة الدولية وقت الغزو عام 2003 في شهادة خطية سلمها للجنة بريطانية تحقق في دوافع مشاركة لندن في الحرب، إن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش لم يكن لديه أي اهتمام حقيقي بالحصول على قرار أممي كانت بريطانيا ودول أخرى تأمل بتحقيقه دعماً دولياً للحرب. وكشف هذا الديبلوماسي السابق الرفيع المستوى أن التحضيرات الحقيقية للحرب بدأت مطلع عام 2002، لافتاً الى أن الولاياتالمتحدة لم تكترث بآمال بريطانيا بتشكيل اجماع دولي لتبرير العمل العسكري ضد العراق. وقال إن «الولاياتالمتحدة لم تكن ناشطة في دعمها جهود بريطانيا وبدا أنها تحضر للحرب بغض النظر عما تقرره لندن». وأضاف أن «الموقف الأميركي كان عمداً غير مساعد لما كنت أحاول القيام به في نيويورك». إلا أن السفير البريطاني السابق تمسك برأيه بقانونية الحرب على العراق، على رغم اقراره بأنها قد تكون منقوصة الشرعية بسبب عدم نيلها موافقة شعبية في بريطانيا ودول أخرى كثيرة. وأوضح أن الحرب «لم تحظ بالدعم الديموقراطي الواضح لغالبية كبيرة من الدول الأعضاء وحتى غالبية الناس داخل المملكة المتحدة». وتابع أن المسؤولين البريطانيين شعروا بقلق حيال ضمانات خاصة قدمها بوش الى رئيس الوزراء البريطاني حينها توني بلير، أكد فيها دعمه العمل لنيل دعم حلفاء رئيسيين مثل فرنسا وروسيا وألمانيا قبل الغزو. وأوضح أن «الكلمات العلنية للرئيس بوش في هذا الموضوع كانت أقل دفئاً وتحديداً من تلك التي استخدمها في لقاءاته الخاصة مع رئيس الوزراء». وأكد غرينستوك للجنة التحقيق أن فشل الولاياتالمتحدة في استغلال التعاطف معها في أعقاب اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) عام 2001 لإقامة علاقات أقوى مع شركاء دوليين، انعكست سلباً على الجهود المبذولة لنيل دعم دولي للحرب على العراق. وأوضح أن «سياسة ادارة بوش قضت بالبحث عن حلفاء فقط لدى الحاجة اليهم في سياسة ما. إذا كانوا (الأميركيون) قادرين على القيام بالأمر بأنفسهم، سينفردون به». وأشار الى تهديده بالاستقالة من منصبه عام 2002 في حال عدم الحصول على دعم دولي للغزو. وكان السفير البريطاني السابق لدى واشنطن كريستوفر ماير أعرب في افادته عن اعتقاده بأن بوش وبلير «وقعا بالدم» في نيسان (أبريل) عام 2002 اتفاقاً على القيام بعمل عسكري في العراق قبل سنة من موافقة البرلمان على مشاركة بريطانيا في الحرب. وقال غرينستوك إن الولاياتالمتحدة لم تكن في مطلع عام 2003 مستعدة حتى للنظر في تأجيل غزو العراق. وأضاف أن «الزخم الأميركي للقيام بعمل عسكري مبكر كان قوياً جداً الى درجة لم نكن قادرين على مقاومته».