أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أبو مازن امس في واشنطن ثقته بأن الرئيس الاميركي جورج بوش يرغب في قيام دولة فلسطينية "مستقلة ومتصلة". وقال "أبو مازن" في حديث للصحافيين: "أثق بما يقول الرئيس بوش عن رغبته بدولة فلسطينية مستقلة ومتصلة ببعضها البعض". واضاف "ان الرئيس بوش عندما رأى الجدار العازل على الخريطة قال اين ستقام الدولة الفلسطينية، نحن نريد قيام دولتين اسرائيلية وفلسطينية" راجع ص 4 و 5. وقال ان "اللقاءات الامنية التي جرت بين المسؤولين الاميركيين والفلسطينيين كانت للتنسيق بشأن الهدوء والتهدئة"، موضحاً: "لديهم رؤية ونحن لدينا رؤيتنا هم يريدون ان نضرب ونحن لا نستطيع". واضاف: "اخبرناهم بانه اذا استطعنا الوصول الى هدنة فلماذا نستعمل العنف مع اهلنا". واكد: "اوضحنا للاميركيين ما لنا وما علينا بشكل مباشر وهذا اهم انجاز قمنا به ولم نعدهم بأي شيء". واضاف: "عندما التقينا برئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اعترف بأن مستوى الامن جيد جداً واننا بذلنا جهداً، مئة في المئة، وكذلك بالنسبة الى التحريض وهناك انخفاض ملحوظ على هذا المستوى"، مؤكداً ان "هذا الحوار وصل الى الادارة الاميركية عبر مبعوثها جون ولف وكان هذا بالنسبة الينا انجازاً". وكان شارون و"ابو مازن" اجتمعا الاحد الماضي لمدة ساعتين في القدس. ومن جهة اخرى رفض "ابو مازن" الحكم على الزيارة وقال: لا نستطيع ان نقول اننا فشلنا في هذه الزيارة او نجحنا لأننا بانتظار زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي وما سيعقبها". وغادر "أبو مازن" واشنطن في منتصف ليل السبت - الاحد متوجها الى المغرب. وأكد وزير شؤون الامن الفلسطيني محمد دحلان في مقابلة أجرتها "الحياة" معه في واشنطن ان الوفد الفلسطيني برئاسة "ابو مازن" شدد في محادثاته مع المسؤولين الاميركيين على ضرورة استعادة الرئيس ياسر عرفات حريته وعودته الى وضعه الطبيعي قبل كل الاجراءات الاسرائيلية ضده. وقال دحلان ان الهدنة "انجاز فلسطيني" وان اسرائيل اعترضت عليها ورفضتها و"حاولت التخريب عليها ولا تزال تبذل الجهود من أجل ذلك". وفي غزة نقلت مصادر فلسطينية عن دحلان ان مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي كوندوليزا رايس وعدت الجانب الفلسطيني بأنها ستعمل مع الرئيس جورج بوش على طرح قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين بقوة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون أثناء زيارته الولاياتالمتحدة بعد يومين. ونقلت المصادر عن دحلان انه استوضح من رايس حول تصريحات بوش في المؤتمر الصحافي مع رئيس الوزراء محمود عباس، التي قال فيها انه ستتم دراسة كل حالة على حدة في إشارة الى الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين وصف بعضهم بأنهم قتلة. وقالت المصادر ل"الحياة" ان رايس أكدت لدحلان ان الإدارة الاميركية تتفهم قلق الجانب الفلسطيني ازاء قضية الاسرى والمعتقلين وأهميتها بالنسبة الى الشعب الفلسطيني. ومن جهة اخرى، شدد نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس عرفات على ضرورة البدء بتنفيذ "خريطة الطريق"، واصفاً اللقاءات الفلسطينية - الاميركية بأنها "مهمة ولكن الاهم تحويل الاقوال الى افعال". واعلنت الاذاعة الاسرائيلية العامة امس ان رئيس الوزراء شارون سيقترح على حكومته خلال اجتماعها الاسبوعي اليوم إطلاق نحو مئة معتقل من حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي". واوضحت ان المعتقلين الاسلاميين المئة الذين سيطلق سراحهم لم يشاركوا في اعمال عنف اوقعت ضحايا اسرائيليين، وانهم سيضافون الى 350 معتقلاً سبق واعلنت الحكومة الاسرائيلية عزمها على اطلاقهم قريباً.