نفى وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني الدكتور نبيل شعث ان تكون السلطة الفلسطينية ابلغت بتغيير في موقف الادارة الاميركية حيال التعديلات التي تريد حكومة ارييل شارون ادخالها على خطة "خريطة الطريق"، فيما أكدت مصادر فلسطينية وجود اتصالات مع الجانب الاميركي لترتيب لقاء قمة يجمع رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس وشارون والرئيس جورج بوش في احدى الدول العربية او الاوروبية حيث من المقرر ان يطالب الاخير شارون باعلان موافقته "المبدئية" على الخطة، في مقابل الحاقها بوثيقة تؤكد موافقة الولاياتالمتحدة على 12 تغييرا من اصل 14 تطالب اسرائيل بها في بنود الخطة. وكشف الرئيس ياسر عرفات ان وزير المال سلام فياض التقى بوش شخصيا في اطار زيارته المتواصلة لواشنطن حيث التقى ايضا مستشارة الامن القومي كونداليزا رايس، داعيا بوش الى الضغط على شارون للقبول ب "خريطة الطريق" وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. "موافقة اميركية على 12 تعديلا؟" وفيما لم تكشف تفاصيل محادثات فياض مع المسؤولين الاميركيين، كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية ان مدير مكتب شارون المحامي دوف فايسغلاس حصل على موافقة اميركية "مبدئية" على 12 تعديلات من اصل ال14 التي تطالب اسرائيل بادخالها على الخطة، مشيرة الى ان هذه الموافقة سيجري تضمينها في اطار وثيقة رسمية ستقدمها الولاياتالمتحدة الى اسرائيل قبيل لقاء القمة الذي سيجمع الرئيس الاميركي مع رئيسي الوزراء الفلسطيني والاسرائيلي، ربما الاسبوع المقبل. واشارت المصادر الى ان الادارة الاميركية رفضت الموافقة على مطلبين اسرائيليين هما اعلان الفلسطينيين مسبقا عن تنازلهم عن حق العودة قبل اقامة الدولة الفلسطينية الموقتة، واستبعاد المبادرة السعودية للسلام كأحد المراجع التي تستند اليها الخطة. واوضحت ان الاميركيين وافقوا على ان "يكون التقدم في العملية السلمية منوطاً بالاجراءات التي يتخذها الفلسطينيون في المجال الامني"، وكذلك تعديل صياغة البند الذي يتطرق الى "قيادة فلسطينية مختلفة"، واستبدالها بعبارة "القيادة الفلسطينية يجب ان تكون جديدة"، موضحة ان هذا الطلب يرمي بشكل واضح لا يقبل التأويل الى تأكيد انه طالما بقي عرفات في الصورة ويملك صلاحيات، فإن الحديث لا يدور عن قيادة جديدة. وبرر فايسغلاس للأميركيين عدم قبول المبادرة السعودية بعدم مشاركة إسرائيل في التوصل اليها وانه "لا يتم التوصل الى اتفاقات مستقبلية على اساس تلخيصات لم تكن اسرائيل مشاركة فيها". وتنص المبادرة على انسحاب إسرائيلي كامل الى حدود ما قبل العام 1967، بما في ذلك الاراضي السورية المحتلة، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، في مقابل تطبيع كامل للعلاقات بين الدول العربية وإسرائيل. ورفضت الولاياتالمتحدة مسألة التنازل الفلسطيني عن حق العودة، مشيرة الى ان هذه القضية ستحل في إطار المرحلة النهائية من المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين. واشارت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي الى أن الادارة الاميركية غيرت موقفها من "الموافقة" الاسرائيلية على الخطة، وان بوش سيضغط على شارون للقبول بها خلال لقائهما المقبل. وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول صرح خلال زيارته للمنطقة بأن "المهم هو البدء في خطوات عملية"، عوضا عن الموافقة الاسرائيلية الرسمية عليها. واشارت الى ان بوش ابلغ الاسرائيليين بأنه "يتعرض لضغوط من الدول العربية لحمل شارون على القبول بالخطة". اجتماع بوش - ابو مازن - شارون ونقلت مصادر سياسية اسرائيلية وجود ترتيبات لاجتماع يضم بوش وشارون وعباس في جنيف بحسب ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" على هامش قمة الدول الثمانية الاسبوع المقبل، فيما اكد العقيد محمد دحلان وزير الشؤون الامنية ان عباس لن يلتقي بوش في رام الله طالما بقي الرئيس الفلسطيني محاصرا فيها. واضاف للصحافيين في غزة ان هناك احتمالا ان يجري هذا اللقاء في مكان غير رام الله، مشيرا الى وجود اتصالات بين الطرفين في هذا الشأن. واوضح دحلان ان الاتصالات بين الفلسطينيين والاسرائيليين للترتيب للقاء جديد بين عباس وشارون متواصلة. واكد التزام الجانب الفلسطيني تنفيذ التزاماته شرط ان توافق اسرائيل على خطة "خريطة الطريق". ووردت تصريحات دحلان قرب المدخل الشمالي لقطاع غزة حيث التقى مسؤول جهاز الاستخبارات الداخلية السابق شين بيت عامي ايالون وقيامه بجولة في المعبر الحدودي بين القطاع واسرائيل. وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان دحلان طلب من الجانب الاسرائيلي السماح لافراد الامن الفلسطيني المسلحين بالانتشار في المنطقة الحدودية. "خطة دحلان الامنية" وكانت الصحف الاسرائيلية ذكرت الى ان اجزاء من "خطة دحلان الامنية" وصلت الى المسؤولين الامنيين الاسرائيليين اخيرا خلال اتصالات غير رسمية. واشارت صحيفة "يديعوت احرونوت" الى ان هذه الخطة تستند اساسا الى "توبة المخربين" والحاقهم بالاجهزة الامنية الفلسطينية وتبحث في "استئناف التنسيق الامني وتقسيم القواطع وعودة التعاون الامني واعتقالات وقائية وليست حقيقية تعتمد اساسا على معلومات اسرائيلية". واشارت الصحيفة الى ان دحلان باشر في عملية شراء الاسلحة "غير القانونية" في مقابل مبالغ مالية لا بأس بها. عودة الرجوب؟ وذكرت تقارير صحافية اسرائيلية ان رئيس الوزراء الفلسطيني يدرس امكان تعيين مسؤول جهاز الامن الوقائي السابق العقيد جبريل الرجوب في منصب مسؤول الامن في الضفة الغربية. واشارت التقارير الى وجود علاقات عمل "طيبة" بين عباس والرجوب. وعلمت "الحياة" من مصادر وثيقة بأن عباس التقى الرجوب بعد عودته من لندن حيث خضع للعلاج الطبي والى عملية جراحية اخيرا. وقالت المصادر ل"الحياة" ان الرجوب ما زال على رأس عمله محافظا لمنطقة جنين وان إسناد منصب جديد اليه لن يتحقق قريبا بسبب وضعه الصحي. غير ان المصادر اشارت الى اعتراف القيادة الفلسطينية ب"اجحافها" بالرجوب الذي أقيل من منصبه كمسؤول للأمن الوقائي في الضفة العام الماضي.