سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الوزراء الاسرائيلي رفض الموافقة على "خريطة الطريق" وارجأ زيارته لواشنطن لدرس "سيناريوهات الرد" على الهجمات : 7 قتلى اسرائيليين في هجومين في القدس غداة لقاء "فاشل" بين ابو مازن وشارون
سارع رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون الى اعلان ارجاء زيارته لواشنطن التي كان من المقرر ان يتوجه اليها ظهر امس، متذرعا بالعمليات الفدائية المتتالية في الخليل والقدس ونابلس. وجاء الاعلان بعد ساعات قليلة على لقاء هو الاول بينه وبين نظيره الفلسطيني محمود عباس ابو مازن، وهو لقاء لم يتمخض عن نتائج ملموسة باستثناء اتفاق الطرفين على عقد لقاءات اخرى قريبا، في حين رفض شارون المطالب الفلسطينية بالموافقة على خطة "خريطة الطريق" وتنفيذ الاستحقاقات المترتبة عليه فيها لفتح الطريق امام تنفيذ السلطة الفلسطينية التزاماتها الامنية. قال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء الذي شارك في اللقاء الذي عقد بين رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن والاسرائيلي ارييل شارون والذي استمر اكثر من ثلاث ساعات وانتهى بعد منتصف ليل السبت - الاحد، ان اللقاء جرى في أجواء "صريحة"، موضحا: "لم نخرج من هذا الاجتماع بالنتيجة المطلوبة". وقال ابو علاء الذي اطلع الرئيس ياسر عرفات على نتائج اللقاء فور الانتهاء منه ان شارون "رفض اعطاء اجابة على الطلب الفلسطيني باعلان قبول خطة خريطة الطريق، واشار الى ان لديه بعض الملاحظات الصياغية عليها". واكد نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ان شارون "تهرب" من طلب الوفد الفلسطيني برئاسة ابو مازن، وقال انه لا يستطيع قبول الخطة "لاسباب داخلية". وقال ل"الحياة" ان موقف شارون هذا "ابقى اللقاء من دون نتائج على رغم ان اللقاء كان معمقا ومفصلا وكان الموقف الفلسطيني واضحا فيه". المطالب الفلسطينية امام شارون واوضح ابو ردينة ان الجانب الفلسطيني عرض مطالب عدة، اولها القبول الاسرائيلي بخطة "خريطة الطريق من دون تعديل او تغيير، ووقف العدوان وتحرير كل الاسرى واطلاق المعتقلين ووقف الاستيطان ورفع الحصار". واضاف: "ليس مهما ان يرجئ شارون زيارته لواشنطن، المهم هو قبوله الخطة، الامر الذي لم ينجح وزير الخارجية الاميركي كولن باول في انتزاعه، كما رفض شارون الالتزام به امام ابو مازن والوفد الفلسطيني المرافق". واشار الى ان "مخطط شارون قائم على عمودين، اولهما تدمير السلطة ومؤسساتها، والثاني توسيع الاستيطان، ولهذا السبب رفض قبول خطة خريطة الطريق وسيستمر في رفضها طالما لم يحصل ضغط اميركي، وهو لم يحصل حتى الان. خريطة الطريق هي الشيء الوحيد المطروح على الطاولة ومن دون هذا الافق السياسي سيكون الوضع صعبا على الجميع، ولهذا فان الامور ستظل تدور في دائرة مغلقة". وشارك في اللقاء بالاضافة الى ابو مازن وابو علاء، وزير الشؤون الامنية الفلسطيني محمد دحلان، فيما حضره عن الجانب الاسرائيلي، بالاضافة الى شارون، مدير مكتب الاخير دوف فايسغلاس والمستشار العسكري لشارون يؤاف غالنت ومستشاره السياسي شالوم ترجمان، وتخلف عنه وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز الذي اعلن في وقت سابق انه سيشارك فيه. واستبعدت مصادر اسرائيلية قرب انعقاد اجتماع بين موفاز ودحلان في الوقت الحالي. واعلن مكتب شارون في بيان مقتضب بعيد اللقاء ان الرجلين "اتفقا على مواصلة محادثاتهما في موعد قريب بعد عودة شارون من واشنطن". وكانت مصادر اسرائيلية اشارت الى ان شارون عرض على الجانب الفلسطيني استعداد اسرائيل القيام بخطوات في حال قام الفلسطينيون بخطوات عملية "لمحاربة الارهاب"، موضحة ان شارون اقترح الانسحاب من مناطق اجتاحها الجيش الاسرائيلي قبل ثلاثة ايام شمال قطاع غزة في مقابل تعهد الفلسطينيين نزع اسلحة المقاومة الفلسطينية وتولي "المسؤولية الامنية" فيها. مقتل 7 اسرائيليين في هجوم القدس ووجد فشل لقاء ابو مازن - شارون صدى له في الانفجار الذي دوى على مفترق مستوطنة التلة الفرنسية في القدسالمحتلة وادى الى مقتل سبعة اسرائيليين واصابة 20 اخرين وصفت جروح خمسة منهم بأنها خطيرة، وما أعقبها من عملية فدائية فاشلة غير بعيد عن المكان نفسه قرب حاجز عسكري اسرائيلي بين رام اللهوالقدس، اسفرت عن استشهاد منفذها فقط من دون وقوع اصابات في الجانب الاسرائيلي. وكان فلسطينيان اخران حاولا اقتحام مستوطنة شمال الضفة الغربية قرب نابلس، لكنهما قتلا بعد اصابتهما مستوطنين على مدخل المستوطنة. اسرائيل تتهم "حماس" ... وعرفات وعلى رغم عدم اعلان اي جهة مسؤوليتها عن عملية التلة الفرنسية حتى الان، اشارت مصادر اسرائيلية الى ان منفذها هو باسم التكروري، الطالب في معهد الهندسة التطبيقية في الخليل، ورفيق منفذ عملية الخليل التي وقعت مساء السبت قبيل اجتماع ابو مازن - شارون. وقالت المصادر الاسرائيلية ان كليهما من ناشطي "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. وحملت العمليات الفدائية الفلسطينية على ما يبدو رسالة مزدوجة الى الحكومتين الفلسطينية والاسرائيلية، في اوج استئناف الاتصالات بينهما بعد قطيعة دامت نحو سنتين. وقال القيادي في "حماس" عبدالعزيز الرنتيسي ل"الحياة" ان العمليات تأتي في اطار دفاع الفلسطينيين عن النفس ولانهاء الاحتلال ووقف الاغتيالات والاجتياحات الاسرائيلية واراقة الدم الفلسطيني على يد الجيش الاسرائيلي. واضاف ان الحكومة الفلسطينية لن تستطيع ان تصل "الى شيء مع حكومة القتل والاجرام الاسرائيلية، وسبرنا غور المفاوضات على مدى تسع سنوات ولم تأت لنا بشيء. آن الاوان ليتخندق الجميع في خندق المقاومة". واكد ان هذه العمليات ليست موجهة ضد اللقاء، لكنها تأتي لمناسبة الذكرى ال 55 للنكبة. واضاف: "ستتواصل المقاومة طالما استمر الاحتلال". الحكومة الفلسطينية تندد ودانت السلطة الفلسطينية في المقابل هذه العمليات وغيرها التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال وزير الاعلام الفلسطيني نبيل عمرو ان الحكومة الفلسطينية جادة في العمل على وقف مثل هذه العمليات لكنها بحاجة الى الاجواء المناسبة لتنفيذ استحقاقاتها في الخطة السياسية المطروحة للتطبيق. وقال في تصريحات ان الاغتيالات والاجتياح الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية لا يساعد في توفير هذه الاجواء. وطالب الحكومة الاسرائيلية ب"ضبط النفس". شارون يرجئ زيارته لواشنطن وخلافا لما كان مقررا، لن تقلع الطائرة التي كان من المقرر ان تقل شارون الى واشنطن ظهر امس حيث كان سيلتقي الرئيس جورج بوش في البيت الابيض الثلثاء المقبل. وانبرى شارون الى عقد لقاءات ومشاورات مع اركان الاذرع الامنية الاسرائيلية المختلفة ووزراء القضاء والخارجية والجيش في حكومته للبحث في "سيناريوهات الرد" على سلسلة العمليات الفلسطينية بناء على "توصيات" سيقدمها وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز امام الجلسة الاستثنائية للمجلس الوزاري الامني المصغر الذي كان مقررا عقده مساء امس. وقالت مصادر اسرائيلية ان هذه التوصيات تشمل "خططا مشددة لمواجهة العمليات" وتتضمن اعادة حظر التجول على المدن الفلسطينية واجراءات ضد السلطة الفلسطينية وخصوصا الرئيس ياسر عرفات الذي اتهمته اسرائيل رسميا بالوقوف وراء العملية والتحالف مع ما اسمته ب"المنظمات الارهابية"، وابعاد عائلات الاستشهاديين عن وطنهم. حظر تجول ودعوات الى ابعاد عرفات ودعا وزير الاسكان والبناء الاسرائيلي المتطرف ايفي ايتام الى "ابعاد" الرئيس الفلسطيني وعائلات منفذي العمليات، مشيرا الى "ان القانون الاسرائيلي لا يمنع ذلك". وكان الجيش الاسرائيلي فرض حظر التجول على مدن رام الله والبيرة وبيتونيا المجاورة، واحكم اغلاق حواجزه العسكرية في وجه المواطنين الفلسطينيين منذ ساعات الصباح، الامر الذي ادى الى تعطيل الدراسة في المدارس حيث علق المئات من الفلسطينيين على هذه الحواجز.