ذكرت صحيفة "الصحراء المغربية" أن صراعاً بين "أجنحة" جبهة "بوليساريو" نشب بسبب الخلاف على الموقف من الخطة المعدلة لجيمس بيكر، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، لحل أزمة الصحراء. ونقلت "وكالة أنباء المغرب العربي" الرسمية عن الصحيفة في عددها أمس ان إبراهيم غالي، ممثل "بوليساريو" في مدريد وأحد أعضاء اللجنة التنفيذية سابقاً، ومحمد الأمين البوهالي، "وزير الدفاع" في الجبهة، "يقودان معارضة جديدة ضد جناح زعيم "بوليساريو" محمد عبدالعزيز" الذي قالت انه "اتخذ قرار الموافقة على خطة بيكر المعدلة من دون استشارة أحد في مخيمات الصحراويين تيندوف الجزائر". ونسبت الوكالة الى الصحيفة "أن مجموعة من الأطر وأعضاء الأمانة العامة ل"بوليساريو" أعلنوا رفضهم الخطة الجديدة وتمسكهم بخطة التسوية الرامية إلى إجراء الاستفتاء بعد استكمال إجراءات تحديد الهوية ودرس ملفات الطعون"، مشيرة إلى أن الخلاف الجديد "ستكون له عواقب مباشرة على مؤتمر بوليساريو المقرر في تشرين الأول أكتوبر المقبل". واعتبرت الصحيفة أن هذا الوضع يؤشر على أن المؤتمر سيكون "فرصة لتصفية الحسابات بين من تبقى من قادة بوليساريو، خصوصاً بعد الموقف الذي اتخذه البشير المصطفى السيد بمقاطعة كل عمل داخل "بوليساريو" وبعد تنحية المحفوظ علي بيبا ومحمد الأمين ولد أحمد وهم من مؤسسي الجبهة الصحراوية". وتورد وسائل الإعلام المغربية بين حين وآخر معلومات عن انشقاقات في صفوف "بوليساريو" تثبت صحتها أحياناً ولكن ليس دائماً. وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان - بيار رافاران الجمعة خلال زيارة رسمية للمغرب، ان باريس كانت "دائماً قريبة جداً من المواقف المغربية" من مسألة الصحراء الغربية. وأوضح ان هذا الملف كان أحد مواضيع محادثاته مع المسؤولين المغاربة وان "موقف فرنسا ما زال ثابتاً في العمق، وهو بالغ الوضوح. لقد درسنا مع اصدقائنا المغاربة اجراءات النقاش حتى يمكن معالجة هذا الملف بطريقة ايجابية". واشار الى "ان جيمس بيكر قام بعمل مهم. وما نأمل فيه، هو ان نتمكن من خلال احترام مواقف فرنسا القريبة من مواقف المغرب، من تجنب الوصول الى وضع متعثر في المناقشات في الاممالمتحدة". وترفض الرباط بنود الخطة الاخيرة لبيكر والتي تنص على ان يتقرر الوضع النهائي لهذه المستعمرة الاسبانية السابقة التي يسيطر عليها المغرب منذ 1975، خلال خمس سنوات عبر استفتاء في اعقاب حكم ذاتي انتقالي كبير يُمنح لجبهة "بوليساريو" التي وافقت على هذه الخطة. وقول المغرب انه "يريد اشراك مزيد من السكان في اقاليمنا الجنوبية في ادارة المنطقة انما في اطار سيادة المغرب ووحدة اراضي المملكة".