} يسود في الرباط انطباع بأن موعد الاستفتاء لتحديد مصير الصحراء الغربية قد يُرجأ الى ما بعد العام 2002، فيما طلب زعيم جبهة "بوليساريو" السيد محمد عبدالعزيز من الملك محمد السادس قبول تنظيم هذا الاستفتاء في اسرع وقت ل"تجنب اهوال الحرب". قلّلت مصادر الاممالمتحدة من اهمية التصريحات المتباينة ازاء تحديد موعد جديد لاستفتاء الصحراء الغربية. وقالت ان التقرير الاخير للامين العام للأمم المتحدة كوفي انان يكشف فحوى الصعوبات التي تعترض تنفيذ خطة التسوية الدولية، في اشارة الى تزايد اعداد الطعون التي قدمها صحراويون مؤيدون للمغرب وعدم احراز التقدم في مساعي اعادة اللاجئين. وقالت ان انان ابدى تشاؤماً حيال تحديد موعد جديد، بعدما كان توقع اجراء الاستفتاء في عام 2002 في اقل تقدير. واوضحت ان الجولات المقبلة من المحادثات التي سيجريها الوسيط الدولي جيمس بيكر مع الاطراف المعنية ستقرر مصير الاستفتاء، لكنها لم تحدد اي موعد لبدء هذه المحادثات في انتظار اكتمال المشاورات التي سيجريها انان مع المسؤولين في المغرب وقيادة "بوليساريو". ولفتت المصادر الى ان التقرير الاخير للامين العام للامم المتحدة ركز على معاودة تحريك الاتصالات، بعد ان دخلت خطة الاستفتاء نفقاً مسدوداً. وكان انان اكتفى بطلب تمديد ولاية "مينورسو" ثلاثة اشهر جديدة. ووصف الصعوبات انها تطاول ابرام اتفاق على اعادة اللاجئين يقبله الطرفان المغرب و"بوليساريو"، اضافة الى صعوبة التوصل الى اتفاق آخر على الاوضاع الامنية الملائمة للاقتراع في ظروف يطبعها الحياد والنزاهة. ورأى ان الجدول الزمني السابق لاجراء الاستفتاء "لم يعد ملائماً". وكانت مفوضية اللاجئين أحصت اكثر من مئة الف حال للاجئين الراغبين في العودة مع افراد اسرهم، لكن مسؤولي الاممالمتحدة يرون ان هناك حاجة الى "اتخاذ اجراءات جديدة لبناء الثقة عبر الحدود"، في اشارة الى خلافات جديدة على المناطق العازلة بين الجدار الامني والحدود المشتركة مع الجزائروموريتانيا. وتقول جبهة "بوليساريو" ان العودة الى هذه المناطق افضل. لكن الخطة الدولية تنص صراحة على العودة الى المحافظات الصحراوية الواقعة تحت نفوذ المغرب. وذكرت مصادر مغربية رسمية في الرباط ان السلطات تواصل بناء مدينة كاملة في منطقة "اوسرد" جنوب الصحراء لايواء اللاجئين. وشدد انان على ان الخلافات بين كل من المغرب والجزائروموريتانيا و"بوليساريو" على تفسير بنود اتفاقات هيوستن وخطة التسوية لا تزال قائمة، على اعتبار ان المناطق العازلة توجد خارج الجدار الامني على الحدود مع تيندوف جنوب غربي الجزائر، وفي شمال موريتانيا عند الكويرة. في الجزائر أ ف ب طلب زعيم "بوليساريو"، في خطاب ألقاه في مخيمات تيندوف لمناسبة الذكرى ال24 لاعلان قيام الجبهة من العاهل المغربي "تجنب اهوال الحرب" وقبول تنظيم الاستفتاء في الصحراء في اسرع وقت ممكن. ودعا عبدالعزيز الذي نقلت خطابه "وكالة الانباء الجزائرية" الملك محمد السادس الى "تجنيب المنطقة اهوال الحرب وهدر امكاناتها البشرية والمادية التي تحتاج اليها شعوبنا ومنطقتنا" مؤكداً "مسؤولية المغرب في حال باءت خطة التسوية بالفشل"، ومطالباً الاسرة الدولية الضغط على المغرب لتنظيم الاستفتاء سريعاً. ومنذ 1992 ارجىء الاستفتاء مراراً بسبب خلافات على تشكيلة الناخبين بين الرباط و"بوليساريو" اللتين تتنازعان هذه المستعمرة الاسبانية السابقة منذ 1974. واكد عبدالعزيز عزم سكان الصحراء الغربية على النضال "حتى تحقيق النصر النهائي" مشيراً الى ان "الجمهورية الصحراوية العربية الديموقراطية باتت اليوم حقيقة لا يمكن تجاهلها تتمتع بجيش قوي سيفرض كما في الماضي ارادة الشعب الصحراوي في تحقيق الاستقلال". وكان زعيم "بوليساريو" اكد مساء الاحد في حديث الى الاذاعة الجزائرية ان حركته سترضخ لإرادة سكان الصحراء الغربية اثر تنظيم الاستفتاء لكنها ستعارض اي حل آخر.