يبدأ وفد من المفوضية العليا للاجئين مقرها جنيف الاسبوع الجاري زيارة للمغرب يبحث خلالها مع المسؤولين في خطة معاودة توطين اللاجئين في مخيمات تيندوف جنوب غربي الجزائر والمناطق الشمالية في موريتانيا. وذكرت مصادر مغربية ان الزيارة تندرج في سياق تنفيذ اتفاقات هيوستن التي رعاها الوسيط الدولي جيمس بيكر، وأقرت اجراءات تطول تنظيم الاستفتاء، وتشمل الانتهاء من عمليات تحديد هوية السكان المتحدرين من اصول صحراوية، ثم البدء في اطلاق الاسرى والمحتجزين، ومعاودة توطين اللاجئين، بتزامن مع خفض قوات الطرفين والتزام "مدونة سلوك" تحدد مسؤوليات المغرب و"بوليساريو" والأممالمتحدة خلال الفترة الانتقالية التي تسبق موعد الاستفتاء. وكان الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان ذكر في تقريره الاخير الى مجلس الأمن عن تطورات قضية الصحراء، ان الحوار مع الحكومة المغربية ومع "بوليساريو" يطول اماكن عودة اللاجئين ووسائل نقلهم، والمسائل المتعلقة باستكمال الخطة التي اقرتها الأممالمتحدة في هذا الصدد. لكن المسؤول الدولي اعترف بوجود تأخير في تنفيذ الخطة. وقال ان "بوليساريو" اعربت للمفوضية العليا عن قلقها لعدم تحضير عودة اللاجئين في المخيمات. الا ان مسؤولين في الأممالمتحدة يعزون ذلك الى ارتباط الملف بعمليات تحديد الهوية التي تحتم معرفة الاعداد الحقيقية للسكان المتحدرين من أصول صحراوية المسموح لهم بالعودة. وقالت مصادر في المفوضية انها واصلت عمليات تسجيل اللاجئين الذين بلغ عددهم نحو ثمانية آلاف شخص في الزويرات وأكثر من خمسة آلاف في نواذيبو شمال موريتانيا، بينما تجاوز الرقم 17 الفاً في مخيمات تيندوف. وأوضحت ان التسجيل المسبق للاجئين "يساعد المفوضية في جمع المعلومات عن المقاصد النهائية والتركيبة الاسرية للاجئين". وأضافت ان بعثة الأممالمتحدة تأكدت من خلال الصليب الاحمر الدولي ان المغرب افرج عن المجموعة الاخيرة من أسرى "بوليساريو" في تشرين الثاني نوفمبر 1996. ويعتزم موفد الامين العام للأمم المتحدة الديبلوماسي تشارلز دانبر ان يناقش مع المغرب و"بوليساريو" تفاصيل الافراج عن الأسرى المغاربة لدى "بوليساريو" و"الذين قد يكون بينهم صحراويون، او من يفترض انهم سجناء او معتقلون سياسيون صحراويون". وتوقعت مصادر الأممالمتحدة ان يقدم الموفد الدولي دانبر تقريراً جديداً الى الأمين العام للأمم المتحدة لتقويم الموقف واقتراح توصيات حول الاجراءات الجديدة التي ستلتزمها الأممالمتحدة للدفع قدماً بعملية الاستفتاء. ومن المقرر دعوة نحو 30 الفاً للتسجيل في قوائم تحديد الهوية بهدف الانتهاء من هذه العمليات في آب اغسطس المقبل. لكن المغرب و"بوليساريو" لا يزالان مختلفان على ثلاث مجموعات قبلية مما يهدد بتزايد الصعوبات التي تعترض بعثة الأممالمتحدة في الصحراء المينورسو في مهمات تحديد الهوية، قبل الانتقال الى تنفيذ بقية الاجراءات ذات الصلة بالاعداد للاستفتاء المقرر قبل نهاية العام الجاري او بداية العام المقبل.