اكد الاتحاد الاوروبي مجددا امس عزمه على مواصلة الحوار مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على رغم الضغوط الاسرائيلية والاميركية لتجنبه بزعم انه "موصوم بالارهاب". وقالت ايما اودوين الناطقة باسم المفوضية الاوروبية ان مواصلة الحوار مع عرفات الرئيس المنتخب للشعب الفلسطيني لن تضر رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس الذي يجري محادثات سلام جديدة مع اسرائيل بل ستعزز موقفه. واضافت اودوين في بيان صحافي: "نعتقد بان الاتصالات بالرئيس عرفات لا تضعف رئيس وزرائه. في الواقع تلك الاتصالات ربما كانت مفيدة حقاً". وكانت تتحدث بعدما القت ايطاليا التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي بظلال من الشك على سياسة الاتحاد، واقترحت الا تهتم اوروبا بعرفات على حساب مكانتها كراعية مشاركة لخطة "خريطة الطريق" للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وتعمل اسرائيل والولايات المتحدة على تهميش عرفات بعدما اتهمتاه بالتحريض على العنف في الانتفاضة الفلسطينية. وينفي عرفات هذا الاتهام. ويعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي اجتماعات منفصلة بعد غد مع وزيري الخارجية الاسرائيلي والفلسطيني في بروكسيل لكن قضية عرفات اثرت في مساعي الاتحاد الاوروبي لقبول اسرائيل قيامه بدور اكبر في صنع السلام. وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني بعد اجتماع مع نظيره الاسرائيلي الاسبوع الماضي: "سننصت لدول اخرى في ما يخص الدور الشكلي لعرفات لكننا لا نستطيع السماح ان تتقدم قضية دور عرفات على مناقشات تطبيق خريطة الطريق". وتجاهل رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني عرفات اثناء زيارته لاسرائيل الشهر الماضي والتي التقى خلالها برئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قبل ايام من تولي روما لرئاسة الاتحاد الاوروبي وهو ما اثار انتقادات من فرنسا. وزار مسؤولون اسرائيليون بروكسيل في وقت سابق هذا الاسبوع لدفع مسألة تهميش عرفات. وقال ديبلوماسيون انهم يتفهمون موقف الاتحاد الاوروبي ومفاده ان رئيس الوزراء الفلسطيني سيعجز عن تحقيق تقدم في عملية السلام من دون دعم من جانب عرفات. لكنهم قالوا ان تلك هي العقبة الرئيسية في سبيل التقدم. وقال احدهم ان ثمة اصواتاً داخل حكومة شارون تدعو لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة تماما اذا فشل عباس في الاستقلال بقراراته عن عرفات.