حض مدير الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان المسؤولين الفلسطينيين وفي مقدمهم الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء محمود عباس ابو مازن على تنفيذ المرحلة الاولى من خطة "خريطة الطريق"، بما في ذلك تثبيت "الهدنة"، أي وقف اطلاق النار الذي اعلنته فصائل المقاومة الفلسطينية بداية الشهر الماضي والبحث في امكان تمديد فترتها الزمنية الى ستة شهور. وقتل فلسطيني، فجر امس، اسرائيلياً واصاب اثنين آخرين في تل ابيب بجروح خفيفة ومتوسطة، طعنا بسكين في احد مطاعم المدينة. وقالت مصادر اسرائيلية ان الفلسطيني وهو من مدينة القدسالمحتلة ينتمي الى "كتائب شهداء الأقصى" الذراع العسكرية لحركة "فتح". واصدرت "كتائب الاقصى" بياناً، تلقت "الحياة" نسخة منه، أعلنت فيه مسؤولية احد أعضائها "من مجموعة الشهيد القائد علي الجولاني" عن العملية. وجاء تشديد المبعوث المصرى على ضرورة التقدم في تنفيذ "خريطة الطريق" غداة رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون خلال محادثاته في لندن مساء الاثنين مع نظيره البريطاني توني بلير، طلباً بريطانياً بوقف بناء "الجدار الفاصل" الذي تقيمه اسرائيل بالقرب من الخط الأخضر بينها وبين الضفة الغربية، وتستخدمه وسيلة لسلخ مساحات واسعة من الاراضي الزراعية الخصبة في الضفة الغربية عن قراها وبلداتها، الأمر الذي يعتبر عقبة كأداء في طريق تحقيق تسوية وفقاً لخطة السلام الدولية. وحضر اجتماع مبعوث الرئيس المصري حسني مبارك الوزير سليمان في مقر الرئاسة في رام الله ظهر امس، اضافة الى عرفات وعباس، كل من رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء ووزير المال سلام فياض والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني صائب عريقات. كما حضر عدد من رؤساء الاجهزة الامنية واعضاء في اللجنة المركزية لحركة "فتح" بمن فيهم هاني الحسن وصخر حبش، غداة انتهاء "القطيعة" بين عرفات وعباس التي دامت نحو اسبوع باتفاق بين الرجلين يقضي ب"المشاركة" في اتخاذ القرارات السياسية والأمنية والتزام كل منهما بالمحافظة على الصلاحيات المخولين بها وفقاً للقانون الاساسي الفلسطيني الدستور. واتفق الطرفان على قيادة المفاوضات في اطار لجنة مفاوضات يترأسانها معاً وعلى تقاسم رئاسة اللجنة الأمنية بعضوية محمد دحلان. وكان لافتاً ان وزير الشؤون الامنية في الحكومة الفلسطينية العقيد محمد دحلان تغيب عن الاجتماع الذي شارك فيه اللواء عبدالرزاق المجايدة المسؤول عن جهاز الأمن العام في قطاع غزة، والعقيد جبريل الرجوب عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية. وفي لندن، حاولت عائلة المصور الصحافي البريطاني توم هيرندال الذي اصيب برصاصة في الرأس اطلقها احد الجنود الاسرائيليين عليه في رفح في نيسان أبريل الماضي، ما أدى الى فقدانه الوعي، استصدار قرار قضائي امس يطلب من السلطات البريطانية إلقاء القبض على شارون بصفته مسؤولاً عن إصابة ابنها توم برصاص الجيش الإسرائيلي، لكن المحكمة رفضت الطلب بحجة أن شارون يتمتع بالحصانة الديبلوماسية. واعترض المحامي الفلسطيني الاصل ميشيل عبدالمسيح على القرار، وقال للقاضي أن موضوع الحصانة ينبغي أن يثار فقط حين يمثل شارون أمام المحكمة، وعندئذ يمكنه ان يطلب الحصانة. ولم يقتنع ذوو الشاب توم بقرار القاضي وقرروا تقديم استئناف ضده لدى المحكمة العليا في لندن خلال بضعة أيام.