تأمل واشنطن من الاجهزة الروسية تقديم مساعدات استخباراتية لتسهيل القبض على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وولديه واحباط الهجمات على مواقع قواتها، فيما توقع خبراء عسكريون روس تصاعد عمليات المقاومة خلال الفترة المقبلة واعتبروها نشاطاً مشروعاً ضد قوات الاحتلال. وقال السفير الاميركي في روسيا الكسندر فيرشبو ان في وسع موسكو تقديم مساعدات قيمة للولايات المتحدة في مجال تعقب ناشطي المقاومة العراقية واحباط عملياتهم. واعترف بتزايد القلق الاميركي من اتساع حجم المواجهات والهجمات على مواقع قوات "التحالف"، لكنه قال ان الاعمال التي وصفها ب"الاستفزازية" لا تؤثر في الو ضع العام في العراق، مشيراً الى ان معظم الاراضي العراقية يخضع لسيطرة قوات "التحالف". وقال ان واشنطن اتخذت قراراً بالتصدي الحازم ل"فلول النظام السابق". وزاد ان روسيا يمكن ان تكون "ذات فائدة كبرى" عبر تقديم معلومات استخباراتية لكشف أماكن اختفاء صدام حسين وولديه عدي وقصي، وابرز الناشطين في المقاومة. وسئل عما اذا كانت الولاياتالمتحدة تتحدث عن معلومات محددة متوافرة لدى موسكو، فقال ان واشنطن لا تعرف الكثير عن المصادر الاستخباراتية الروسية في العراق لكنها تأمل في ان تقدم موسكو المعلومات المتوافرة لديها. في الوقت ذاته اشار فيرشبو الى قرار الحاكم العسكري في العراق رفع الحصانة عن البعثات الديبلوماسية التي كانت معتمدة لدى النظام السابق، وحذر من ان الولاياتالمتحدة لا تنظر في الوقت الراهن الى السفارة الروسية التي استأنفت نشاطها في بغداد كبعثة ديبلوماسية تتمتع بالحصانة. وقال ان قوات التحالف لن تتحمل مسؤولية أمن العاملين فيها، وأثارت هذه التصريحات استياء في العاصمة الروسية واصدرت الخارجية بياناً اعربت فيه عن قلقها من الموقف الاميركي واعتبرته مخالفاً للمعايير الدولية. وجاء في البيان ان القرار الاميركي يتعارض مع معاهدة جنيف لعام 1961 حول وضعية البعثات الديبلوماسية في زمن الحرب، واشار الى ان قرار مجلس الأمن رقم 1483 يحمل "سلطة الاحتلال" مسؤوليات وواجبات محددة في هذا المجال. وذكّرت موسكو بإدانة مجلس الأمن لمحاولات النظام العراقي السابق اغلاق البعثات الديبلوماسية خلال فترة غزوه الكويت عام 1990. الى ذلك، توقع خبراء عسكريون روس ان تتصاعد أعمال المقاومة خلال الفترة القريبة، وقال ل"الحياة" عضو لجنة الدفاع في مجلس الدوما نيكولاي بيزبارودوف ان ممارسات قوات الاحتلال تسهم في زيادة نفور العراقيين وتأييدهم لأعمال المقاومة التي ستشهد تنامياً ملحوظاً. وقال انها بدأت تأخذ أشكالاًَ "اكثر قوة وانتظاماً". وشدد بيزبارودوف على الصفة الشرعية لعمليات المقاومة وقال ان احداً "لا يتوقع ان يقبل العراقيون باستمرار احتلال بلادهم". الى ذلك، بدأ وزير الخارجية ايغور ايفانوف امس جولة في الشرق الأوسط تشمل عدداً من الدول العربية، وقال الناطق باسم الخارجية الكسندر ياكوفينكو ان الملف العراقي سيكون أحد المحاور الاساسية لمحادثات ايفانوف مع المسؤولين في مصر والأردن وسورية ولبنان والأراضي الفلسطينية، وشدد على الموقف الروسي الداعي الى تدخل الأممالمتحدة. وقال ان تسوية المشكلة العراقية يجب ان تقوم على اساس قرارات مجلس الأمن، مشيراً الى ان المهمة الاساسية في الوقت الراهن امام المجتمع الدولي تتركز في تسريع عملية اشراك الأممالمتحدة على الترتيبات الجارية، خصوصاً مسألة تشكيل الحكومة العراقية.