وجه المفوض الفلسطيني العام لدى المملكة المتحدة عفيف صافية رسالة الى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قبل ايام من استقباله رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في 10 داونينغ ستريت دعاه فيها الى عدم السماح لشارون بجر عملية السلام الى مسار المماطلة والتسويف الذي سلكته حكومات اسرائيلية متعاقبة، وضمان ان ينفذ التزاماته بموجب "خريطة الطريق". وعبّر صافية عن اعتقاده بان محادثات بلير المقبلة مع شارون "يمكن ان تساعد في درء مأزق يتوقع حدوثه اذا لم يكن هناك اي حافز خارجي"، مشيراً الى ان السبب الرئيسي وراء الترحيب ب"خريطة الطريق" في الاوساط العربية والفلسطينية كان مشاركة المجتمع الدولي والتزامه عبر اللجنة "الرباعية" ووضوح ما تتوقعه من كلا الطرفين بتنفيذ اجراءات متزامنة ومتبادلة. وحض صافية بلير على ان يثير لدى استقباله شارون قضايا تتعلق بتنفيذ الخريطة، من بينها ان تتخلى اسرائيل عن عمليات التوغل في الاراضي الفلسطينية والاغتيالات و"تفكيك كل المستوطنات - البؤر الاستيطانية، المجازة وغير المجازة، التي اُقيمت منذ آذار مارس عام 2001". واشار الى ان حواجز التفتيش العسكرية الاسرائيلية تستمر في خنق الاقتصاد الفلسطيني، وان حرية الحركة للناس والمنتجات لم تتجسد على الارض حتى الآن. وجاء في الرسالة ان "الجدار الفاصل" الذي شُيد في عمق الاراضي المحتلة عام 1967 "قضية اخرى ينبغي ان تعالج بشكل ملح"، موضحة ان الالاف من سكان القرى الفلسطينيين، بالاضافة الى مدينة قلقيلية، عزلوا بسبب هذا "الحاجز البشع والمثير للجدل الذي يشبه جدار برلين". وتناول صافية في رسالته ايضاً قضية اطلاق الاسرى الفلسطينيين، مشيراً الى ان ذلك "يساعد على خلق مزاج جديد ومناخ جديد وصوغ بيئة ايجابية وبناءة جديدة". ووصف سلوك اسرائيل على هذا الصعيد بأنه يفتقر الى الحكمة و"سادي". كما دعا الى اعادة فتح المؤسسات الفلسطينية التي اُغلقت في القدسالشرقيةالمحتلة، واحترام الوضع القائم في المواقع الدينية في القدس، لافتاً الى ارتفاع وتيرة الانتهاكات التي استهدفت الحرم الشريف في الاسابيع الاخيرة والتي "تهدد على نحو خطير بتأجيج الوضع مجدداً داخل فلسطين وخارجها". وناشد صافية بلير ان يثير مع ضيفه الاسرائيلي قضية "تسهيل عملية تسجيل الناخبين"، لان ذلك "سيسرّع الى حد كبير المسار الذي يفضي الى المرحلة الثانية من خريطة الطريق التي تتناول الانتخابات الفلسطينية". وختم صافية رسالته بالاشارة الى استمرار الحصار المفروض على الرئيس ياسر عرفات في ما تبقى من مكتبه في رام الله. وقال ان الشعب الفلسطيني يعتبر هذا الحصار "اهانة جماعية تعكس الحصار المفروض على مجتمعنا كله". واضاف ان استعادة عرفات لحرية الحركة سيكون "عاملاً رئيسياً في نشوء احساس بان خريطة الطريق ليست فخاً، بل مساراً ذو صدقية برعاية المجتمع الدولي في اتجاه السلام والمصالحة".