سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجنود أطلقوا قنبلة ارتجاجية على مدرسة في الخليل وأغلقوا سوق المدينة وقتلوا فتى في قلقيلية . الفلسطينيون ينفون أنباء اسرائيلية عن تخفيف الحصار وشارون سيبلغ بوش ان عرفات "خطر على استقرار المنطقة"
} غداة اعلان اسرائيل عن سلسلة من القرارات ل"تخفيف الحصار" المفروض على الاراضي الفلسطينية، كشف النقاب عن مصادقة لجنة التخطيط والبناء في القدس لتنفيذ مشروع شق شارع جديد يطوق المدينة المقدسة ويعزل عدداً من القرى المحيطة بعضها ببعض فيما استولت قوات الجيش الاسرائيلي على احدى بنايات هيئة الاوقاف الاسلامية في الشطر المحتل من مدينة الخليل وسيّجت السوق التجارية فيها بالأسلاك الشائكة. وواصل الجيش الاسرائيلي امس محاصرته للاراضي الفلسطينية. واعلن ارييل شارون، عشية توجهه الى واشنطن في زيارة هي الاولى له بصفته رئيساً للحكومة، انه سيقول للرئيس الاميركي جورج دبليو بوش ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "يشكل خطراً على استقرار الشرق الاوسط". أُصيب ثمانية اطفال فلسطينيين بجروح وحروق وسادت حال من الهلع والرعب في صفوف طلبة المدرسة الابراهيمية في مدينة الخليل جراء اطلاق الجنود الاسرائيليين قنبلة ارتجاجية داخل المدرسة المحاذية للجيب الاستيطاني اليهودي في المدينة "ابراهام ابانا". وأخلى مواطنون فلسطينيون الاطفال الجرحى من المدرسة، فيما علت صيحات الرعب والخوف بين الاطفال الذين هرع أولياء امورهم لمعرفة مصيرهم. وفي ساعات الصباح فوجئ مدير دائرة الاوقاف في مدينة الخليل صلاح النتشة ومجموعة من الموظفين بعدد كبير من الجنود الاسرائيليين امام مبنى الدائرة المحاذي للمستوطنة المذكورة وأبلغوه باوامر عسكرية تحظر عليه دخول المبنى واغلاقه "لأسباب امنية". وللاسباب نفسها أكملت قوات الاحتلال الاسرائيلي إحاطة سوق الخضار في المدينة بالاسلاك الشائكة بعد ان كانت قد أغلقته قبل يومين. وفي مدينة قلقيلية التي ما زالت تخضع لحصار عسكري مشدد، شيع الآلاف من المواطنين جثمان الشاب مرتجى عامر 15 عاماً الذي قال تقرير الطبيب الشرعي الفلسطيني انه أصيب برصاصة معدنية قاتلة في الرأس خلال المواجهات التي شهدها مدخل المدينةالجنوبي مساء اول من امس ونزف حتى الموت. وعثر المواطنون على جثمان الشهيد في ساعات الصباح بعد بحث استمر طوال ساعات الليل. وتحولت جنازة الشاب الى مواجهات حامية بين المواطنين وقوات الجيش الاسرائيلي. وفي القدسالشرقية ساد الاضراب الشامل احتجاجاً على استمرار حصار المدينة منذ ستة اشهر وعزلها عن مدينة رام الله التي أعلنت مصادر اسرائيلية انها من ضمن المدن التي سيخفف الحصار المفروض عليها. وسجلت مسيرات احتجاجية مماثلة في قطاع غزة طالب المشاركون فيها بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. وجاء في الرسالة التي سلّمها المتظاهرون الى مقر الاممالمتحدة في مدينة غزة ان الشعب الفلسطيني "يعيش تحت وطأة عدوان غير مسبوق وبحاجة ماسة الى حماية دولية من قوات الاحتلال الاسرائيلي". ونفى وزيرا الثقافة والاعلام والشؤون المدنية ياسر عبد ربه وجميل الطريفي صحة الانباء التي اعلنت مصادر اسرائيلية فيها ان الحصار المفروض على الاراضي الفلسطينية في طريقه الى الرفع. وقال عبد ربه ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي عمدت الى "اجراءات تخفيف شكلية بالقرب من الحواجز التي تغطيها وسائل الاعلام الاجنبية"، مشيراً الى استمرار عزل القرى البعيدة عن الانظار ومنع الجنود الاسرائيليين المتمترسين على الحواجز للمواطنين من المرور. وأكد عبد ربه ان الاعلان الاسرائيلي جاء في اطار "الدعاية الاعلامية التضليلية التي تنتهجها حكومة شارون قبل توجهه الى واشنطن". وقال ان رفع الحصار يعني ازالة الدبابات والحواجز وكل المظاهر التي أُقيمت قبل الثامن والعشرين من شهر ايلول سبتمبر الماضي. ونفى الطريفي من جهته ان تكون السلطات الاسرائيلية فتحت المعابر البرية والمطار الفلسطيني في غزة بشكل كامل موضحاً ان "اجراءات الحصول على تصاريح مضنية وتستغرق وقتاً طويلاً ومرهونة بمزاجية السلطة نفسها". وكان الناطق باسم رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون قال ان المجلس الامني الوزاري المصغر اتخذ قرارت عدة بشأن "تخفيف الحصار في المناطق التي يشعر فيها القادة العسكريين المحليين بأن الوضع الامني يسمح بذلك". وأفاد بيان صادر عن مكتب شارون ان اسرائيل ستوافق على مجموعة من الأنشطة بينها السماح للصيادين الفلسطينيين الصيد في بحر غزة وبناء محطة توليد الكهرباء في المناطق المسموح بها أمنياً وحرية التنقل في الضفة الغربية وقطاع غزة وإزالة الحصار. ونفى الفلسطينيون ان يكون الجانب الاسرائيلي قد شرع في تطبيق هذه القرارات. غزة وفي قطاع غزة، نفى مصدر عسكري فلسطيني كبير ل"الحياة" انباء اسرائيلية عن تخفيف الحصار، وقال ان ما تدعيه الدولة العبرية من انها قررت "ادخال تسهيلات" على حركة تنقل المواطنين والبضائع في قطاع غزة لا أساس له من الصحة. وكانت الاذاعة الاسرائيلية الناطقة بالعربية نقلت عن مسؤولين عسكريين اسرائيليين في لجنة التنسيق والارتباط في حاجز بيت حانون ايرز قولهم ان اللجنة أدخلت تسهيلات في قطاع غزة تشمل حرية حركة وتنقل الفلسطينيين داخل القطاع. وأضاف الإذاعة ان اللجنة قررت السماح بادخال مادة الاسمنت اللازمة لأعمال البناء والتشييد، إضافة إلى استئناف العمل في بناء محطة الطاقة الكهربائية جنوب مدينة غزة، والسماح لصيادي الأسماك بالصيد في شواطئ القطاع. وعلى رغم هذه الانباء، لم يتمكن الصيادون امس من النزول الى البحر، الذي منعوا من الصيد فيه منذ اكثر من شهرين، في اطار الحصار المشدد الداخلي والخارجي المفروض على القطاع. كما ان العمل المتعطل في محطة توليد الطاقة الكهربائية منذ اكثر من خمسة اشهر، لم يستأنف بعد. واكد مسؤولان فلسطينيان كبيران احدهما عسكري ل"الحياة" ان الأوضاع على الأرض لم تشهد اي تغيير يذكر طوال يوم أمس. وباستثناء إعادة فتح الطريق الرئيسي صلاح الدين أمام حركة السير بين شمال القطاع وجنوبه، فإن اي تغييرات لم تحدث على الأرض. وكانت قوات الاحتلال اغلقت الطريق المذكور في المقطع الواقع بين مستوطنة "كسوفيم" ومدخل تجمع "غوش قطيف" الاستيطاني منذ صباح امس وحتى ساعات ما بعد الظهر امام حركة تنقل السيارات والمواطنين الفلسطينيين. ويسود الحذر أوساط الفلسطينيين في قطاع غزة، في اعقاب تردد هذه الانباء، خصوصاً العاملين لدى اصحاب عمل اسرائيليين داخل الخط الأخضر، الذين منعوا من العودة الى أماكن عملهم بسبب الاغلاق والحصار منذ بدء الانتفاضة أواخر ايلول سبتمبر الماضي. من جهة اخرى، تصدى عدد من المواطنين لجرافات الاحتلال عندما حاولت هدم ثلاثة منازل لمواطنين فلسطينيين قرب الطريق ما بين معبر المنطار قرب مدينة غزة ومفرق الشهداء قرب مستوطنة "نتساريم" جنوبالمدينة. وارتمى اصحاب المنازل وزوجاتهم واطفالهم أمام جرافات الاحتلال التي يقودها جنود من الجيش في اتجاه المنازل الثلاثة بهدف هدمها، ومنعوا الجرافات من التقدم لهدم البيوت. الى ذلك، شيع آلاف المواطنين في مدينة غزة، امس، جثمان الشهيد أحمد سالم بنّر 19 عاماً الى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء شرق المدينة. وكان بنر قتل أول من امس برصاصة اطلقها قناص اسرائيلي، فيما كان يزاول عمله في فلاحة الأرض والزراعة قرب معبر المنطار. وكشفت مصادر صحافية اسرائيلية في هذه الاثناء عن مصادقة "اللجنة اللوائية للبناء والتخطيط" في مدينة القدسالمحتلة على ايداع مشروع شق "شارع الطوق الشرقي" الذي اذا تم تنفيذه يبتلع 658 دونماً من عدد من القرى الفلسطينية المحيطة بالقدس مثل ابو ديس والعيسوية وعناتا والطور والسواحرة الغربية وراس العامود ويعزل بشكل تام هذه القرى عن قلب القدسالشرقية ويستكمل فصل المدينة المقدسة بشطريها الغربي والشرقي عن باقي اراضي الضفة الغربية. واشارت صحيفة "هآرتس" العبرية امس الى ان حكومة ايهود باراك أبدت استعدادها لتسليم هذه المناطق للفلسطينيين في اطار المفاوضات التي جرت في كامب ديفيد وواشنطن وطابا. ويسمح القانون الاسرائيلي بالاعتراض على المشروع من قبل المتضررين خلال 60 يوماً. ويهدف الشارع الذي يطوق القدس من الجهة الشرقية الى ربط المستوطنات الشمالية الشرقية المقامة على اراضي المدينة بالمستوطنات الغربية ويشمل شق نفق يصل بين مستوطنة "معاليه ادوميم" المقامة على اراضي قرية ابو ديس بالقدس الغربية ومن ثم الى تل ابيب مباشرة. وقالت المصادر ذاتها ان الخطة الهيكلية للمشروع صادق عليها باراك ووزيره حاييم رامون. وتستغرق عملية تنفيذ المشروع ست سنوات بكلفة 900 مليون شيكل اسرائيلي نحو 230 مليون دولار اميركي. وقالت مصادر فلسطينية ان المشروع ينسف أية امكانية للتوصل الى اتفاق بشأن القدس في اي مفاوضات مستقبلية. واعلن في اسرائيل امس ان "المهمة المركزية" لشارون خلال زيارته المقررة الاحد المقبل الى واشنطن "هي دفع رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات الى الزاوية وتجنيد دعم الادارة الاميركية الجديدة الى جانب اسرائيل في المواجهة مع الفلسطينيين". وقال المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" الوف بن ان مستشار الامن القومي في حكومة شارون عوزي دايان قال في نقاش تحضيري اجراه شارون هذا الاسبوع ان "من المهم التوصل الى تفاهم مع الادارة الاميركية حول المواجهة مع الفلسطينيين والتوتر في الحدود الشمالية مع لبنان من اجل ضمان ان تقف الولاياتالمتحدة الى جانب اسرائيل في حال حدوث تدهور اقليمي". وكتب بن ان شارون "يحمل رسالة شديدة ضد السلطة الفلسطينية... وشارون لا يوجد لديه تخبطات مثل سلفه باراك بشأن ما اذا كان عرفات شريكاً للسلام ام عدواً، وهو يرى في السلطة الفلسطينية خصماً يقاتل ضد اسرائيل ويجب مقاتلته". ونقل عن "مصادر سياسية اسرائيلية" ان شارون "سيعرض عرفات ونشاطه بوصفه خطراً على استقرار المنطقة... وعلى الأنظمة العربية المعتدلة حليفة الولاياتالمتحدة". الى ذلك، نقلت صحيفة "معاريف" العبرية نقلاً عن "مصادر كبيرة" قولها ان الرئيس الاميركي "يرفض الالتقاء مع عرفات في البيت الابيض"، مضيفة ان المسؤولين في الادارة الاميركية الجديدة كانوا "حازمين مع مبعوثي عرفات وقالوا: اولاً على عرفات ان يوقف العنف او على الاقل التوجه الى شعبه باللغة العربية واصدار أمر بوقف العنف". وزادت ان مسؤول جهاز الاستخبارات المركزية السي. اي. ايه جورج تينيت لديه "معلومات استخبارية واضحة ان عرفات يقف شخصياً وراء العنف". وكشفت الصحيفة عن لقاء جرى اخيراً بين رئيس جهاز المخابرات الاسرائيلي افرايم هليي وتينيت في واشنطن تم فيه "تنسيق امني كامل بشأن النشاطات الارهابية الفلسطينية". وعلى الصعيد ذاته، قالت مصادر صحافية اسرائيلية ان ادارة بوش وافقت على "اعادة تحديد صلاحيات" لجنة ميتشل التي تشكلت للتحقيق في الاحداث المتفجرة في الاراضي الفلسطينية. وقالت المصادر ذاتها ان الصلاحيات الجديدة للجنة ستعدل قبل وصول شارون الى واشنطن الاحد. وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان شارون ينوي عرض خططه المستقبلية خلال اللقاء مع بوش وسيؤكد له "التزام اسرائيل بالاتفاقات الموقعة والتي حظيت بمصادقة الكنيست مثل اتفاق اوسلو واتفاق الخليل وتفاصيل خططه للتوصل الى اتفاقات مرحلية طويلة الأمد بهدف الوصول الى "حالة لا حرب".