باتت الوظائف المتعلقة بتقنية المعلومات من التخصصات المفضلة للنساء الإماراتيات في ضوء التطورات الكبيرة التي تشهدها قطاعات التكنولوجيا نظراً الى المرونة العالية التي توفرها هذه الوظائف. وبدأت النسوة المؤهلات للعمل في تقنية المعلومات تعزيز تواجدهن في مختلف الدوائر الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص في الوقت الذي تتجاوز فيه أعداد الطالبات أعداد زملائهن الطلاب في الجامعات والكليات المتخصصة. وتشير احصاءات إلى أن اثنين وسبعين في المئة من الطلبة المسجلين في مؤسسات التعليم العالي في الإمارات هم من النساء، كما يشكل العنصر النسائي 42 في المئة من طلاب كلية العلوم الطبيعية التي تضم أقسام العلوم وهندسة الكومبيوتر، في حين يفوق عدد الطالبات في كليات التقنية العليا الثلاث ضعف عدد الطلاب. بفضل الكومبيوتر والانترنت وفي تأكيد لهذا الإقبال، قالت عائشة بطي بن بشر، مطورة محتويات موقع الويب في دائرة السياحة والتسويق التجاري "تتمحور الألفية الجديدة حول تقنية المعلومات والإنترنت، ولا يوجد خيار وظيفي أفضل أمام نساء الإمارات من تقنية المعلومات، نظراً الى أنها تمنحهن حرية العمل من المنزل كما انها تتطلب أقل قدر من الاتصال بالآخرين". وتعتبر الفتيات في دولة الإمارات ان تقنية المعلومات ضاعفت في شكل كبير من فرص النساء في دخول ميدان العمل، وذلك لأن المعرفة بتقنية المعلومات تسلّح المرأة لكي تتخذ موقعاً لها في مختلف المجالات، وتستخدم قدراتها الإنتاجية والمبتكرة. كما أنها تزيد من توسع رؤيتها في ظل سرعة التغير التي توفر الكثير من الفرص والخيارات الجديدة. وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من أكثر البلدان، تقدماً في مجال استخدام تكنولوجيا المعلومات، وأكثر البلدان العربية استخداماً لشبكة الانترنت. واشارت دراسة حديثة إلى أن انتشار الإنترنت في الدولة تجاوز 25 في المئة من مجمل عدد السكان، وهو أعلى رقم في المنطقة. وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة أول دولة في المنطقة تسمح بإنشاء مقاهي الإنترنت التي يمكن الرجال والنساء على حد سواء أن يستخدموها. وقالت حبيبة المرعشي رئيسة مجموعة الإمارات للبيئة: "جاء النمو السريع في تقنية المعلومات في الإمارات في وقت مهم بدأت فيه النساء في الدولة استكشاف الفرص الجديدة للتطور الشخصي والوظيفي". وتستفيد النساء من العوامل المجتمعة التي جعلت من هذا النمو بيئة ممتازة لتطور النساء في الدولة، وهي الدعم القوي والمتواصل الذي تقدمه الحكومة للنساء العاملات في مجال تقنية المعلومات والسهولة النسبية التي يمكن من خلالها استخدام تقنية المعلومات وإمكان الوصول إلى الأنظمة والحلول المهمة للأعمال في أي وقت وأي مكان والتطوير المستمر في صناعة تقنية المعلومات. ويسجل لنساء الإمارات أنهن بنين على هذه الفرص ليجدن مساراً سريع النمو خاصاُ بهن في صناعة تقنية المعلومات. أثر التعليم النسوي وأتاح توافر التعليم العالي للنساء الإماراتيات الخيارات التي يحتجن إليها ليتمكنّ من إختيار الوظيفة التي يردن. وبنسبة تعليم تتجاوز التسعين في المئة، تمكنت نساء الإمارات من القيام بدور مهم في المجتمع والأعمال. وقد ازداد عدد النساء اللواتي أصبحن مالكات لمؤسسات ناجحة أو صانعات قرار في مؤسسات كبرى. ومنذ فترة غير بعيدة، اطلقت "مجموعة دبي للجودة" بالتعاون مع شركة "شل الشرق الأوسط" أول مبادرة تملأ الفراغ المطلوب من خلال "جائزة سيدات الأعمال في الإمارات" لمواكبة التحول القائم الذي يظهر على نساء الإمارات. والخلاصة ان هذه الامور وغيرها تعكس حراكاً اجتماعياً عميقاً في النسيج الاجتماعي في دولة الامارات العربية المتحدة. فهل تكون التكنولوجيا مدخلاً نوعياً لصعود المرأة ودورها في الامارات؟