عرضت مئات الشركات العالمية والاقليمية العاملة في صناعة التقنية جديدها في دبي في دولة الإمارات، أمس، في "معرض الشرق الأوسط لتكنولوجيا المعلومات" جيتكس 2003، أمام مئات الزوار المستخدِمين لهذه الصناعة والذين توافدوا الى دبي من مختلف دول المنطقة لحضور هذا الحدث، الذي أصبح تقليداً سنوياً تنتظره الشركات المصنّعة والمستهلكة في المنطقة. تأمل شركات التقنية العالمية المصنّعة والمبرمجة ان تحقّق مبيعات كبيرة في أسواق الشرق الأوسط النامية، وأن يزيد نمو هذه المبيعات عن مستويات النمو المحقّقة في الأعوام القليلة الماضية والتي قُدرت نسبتها بنحو 20 في المئة سنوياً. وهي تستند في تطلعاتها هذه الى عوامل عدة، أبرزها النمو المتواصل لاقتصادات دول المنطقة، مدعوماً باستقرار أسعار النفط عند مستويات جيدة، واتباع حكومات هذه الدول سياسات التحرر الاقتصادي بما يحمل ذلك من انفتاح للأسواق وتزايد الطلب على الاستيراد ضمن أدنى حد من القيود. وتأمل الشركات العاملة في هذه الصناعة أيضاً أن تدعم عملية إعادة الإعمار في العراق مبيعاتها في هذه "السوق الواعدة"، التي تفتقر الى الحد الأدنى من استخدامات التقنية، بعد سنوات الحصار خلال حربي الخليج الثانية والثالثة، وقبلها الحرب العراقية - الايرانية في الثمانينات. وقالت مصادر في صناعة التقنية الغربية ل"الحياة" ان السوق العراقية تُعتبر أكثر أسواق الشرق الأوسط التي يُتوقع أن تشهد طلباً كبيراً على أجهزة الكومبيوتر والبرامج والاتصالات على مختلف أنواعها، وسط توقعات ان يتجاوز حجمها السنة المقبلة حاجز ال500 مليون دولار. وأشارت الى ان شركات التقنية بدأت منذ انتهاء الحرب في العراق في الربع الأول من السنة الجارية، في استيراد أجهزة كومبيوتر الى السوق العراقية، عبر موزّعين من الإمارات والكويت والأردن، مقدرةً بأن يتجاوز حجم هذه المبيعات نحو 100 مليون دولار. وكان الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وزير المال والصناعة في دولة الامارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وزير الدفاع، افتتحا في "مركز دبي التجاري العالمي، صباح أمس، الدورة ال23 لمعرض "جيتكس 2003". وأعرب وزير المال الإماراتي عن ارتياحه للزيادة المضطردة في عدد العارضين، الذين يمثّلون مختلف الشركات والمؤسسات والهيئات المحلية والعالمية المتخصصة في قطاع تكنولوجيا المعلومات وأجهزتها المتطورة وملحقاتها، من أنظمة الكومبيوتر ونظم إدارة المعلومات والاتصالات وغيرها من معدات وأجهزة الاقتصاد الرقمي والمعرفي. ودعا الشيخ حمدان بن راشد الى "تواجد أكبر" للشركات والمؤسسات المحلية، معتبراً ان المعرض يشكّل "فرصة ذهبية" لاكتساب الخبرة والتعرف على ما يجري في العالم من تطور تقني واقتصادي، مؤكداً في الوقت نفسه ان دولة الإمارات في شكل عام، ودبي على وجه الخصوص، أصبحت "وجهة مفضّلة" للشركات العالمية ورجال الأعمال، لا سيما من قطاعات التكنولوجيا والاتصالات والاعلام وغيرها. وأشار في تصريحات الى الصحافيين الى ان دبي تُفكر في إجراء توسعات محتملة لمساحة قاعات المعارض، كي تواكب "الزيادة السنوية المضطردة ليس للمعرض فحسب، بل لكل المعارض في مختلف التخصصات" التي يستضيفها "مركز دبي التجاري العالمي". وعزا أسباب الإقبال المتزايد لرجال الأعمال والمستثمرين والعارضين وقدومهم الى دولة الإمارات الى توافر البيئة الاستثمارية والاجتماعية والسياسية والأمنية المناسبة في البلاد. ورحّب الوزير الإماراتي بالكفاءات والخبرات العربية في قطاع التكنولوجيا وغيره من المجالات العلمية والتقنية، مشيراً الى ان الإمارات "تتيح الفرص" للمتنافسين من كل أنحاء العالم "من أجل الأفضل، عبر الإبداع والابتكار والأفكار الخلاقة بعيداً عن الاحتكار أو الاستغلال". من جهته، قال المدير العام ل"مركز دبي التجاري"، مبارك بن فهد: "حطم جيتكس 2003 كل الأرقام التي سجّلها خلال العقدين الماضيين، مسجّلاً أرقاماً جديدة في عدد العارضين ومساحة العرض وعدد الدول المشاركة". وشهد "جيتكس 2003" بالفعل نمواً كبيراً بالمقارنة مع العام الماضي بلغت نسبته 26 في المئة في عدد العارضين و14 في المئة في عدد الشركات المشاركة و19 في المئة في حجم المساحة، و19 في المئة في عدد الأجنحة الوطنية، في حين حظي بمشاركة 19 جناحاً وطنياً و774 عارضاً و 1703 شركات، ومساحة يبلغ حجمها 23 الف قدم مربعة. ونجح المعرض كذلك في خلق اهتمام كبير من الشركات الرائدة في قطاع تقنية المعلومات والتي تشارك في شكل فعال في الحدث ومنها آي بي إم، مايكروسوفت، سيسكو، اوراكل، اتش بي، سامسونغ، توشيبا، كانون، إن إي سي، ايسر، إل جي الكترونكس، باناسونك، سوني، فوجيتسو، سانيو، اتصالات، سلطة المنطقة الحرة لمطار دبي، الثريا، ابسون، وغيرها من الشركات الحريصة على المشاركة في المعرض.