غداة قمة العقبة، تسارعت وتيرة جهود تطبيق "خريطة الطريق"، وبدت ملامح هجمة اميركية لتسريع التنفيذ، رافقها اعلان الرئيس جورج بوش انه سيقوم شخصيا بدور التحكيم بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي. تزامن ذلك ايضا مع بوادر تحرك أوروبي لاطلاق المسارين السوري واللبناني. ومن المتوقع ان تبدأ الاتصالات لتسريع تنفيذ الخريطة باجتماع بين رئيسي الحكومة الفلسطيني محمود عباس ابو مازن والاسرائيلي ارييل شارون الاسبوع المقبل لمناقشة الخطة الامنية التي وضعها وزير شؤون الامن الفلسطيني محمد دحلان والتي وصفها بوش بأنها "جدية"، داعيا الاسرائيليين الى التعاطي معها. كما يتوقع ان يغادر شارون بعد شهر الى واشنطن للقاء بوش. راجع ص 4 و5 ولم تستبعد مصادر صحافية اسرائيلية ان يزور وزير الخارجية الاميركي كولن باول ومستشارة الامن القومي للرئاسة الاميركية كوندوليزا رايس المنطقة نهاية الشهر الجاري للاطلاع على ما تم تنفيذه، في حين يتوقع وصول فريق "المنسقين" الاميركي الذي سيراقب تنفيذ الخريطة، مطلع الاسبوع المقبل. واعربت اوساط سياسية عن املها بأن تتوج هذه التحركات باعادة مصر والاردن سفيريهما الى تل ابيب. الا ان وزير الخارجية المصري احمد ماهر اكد ان ثمة شروطاً حددت لذلك ولم تنفذ بعد. ودعا الى اغتنام فرصة السلام، مشيرا الى ان "الانتفاضة حققت اقصى ما يمكن"، في ما يمكن الدعوة الى وقف الانتفاضة المسلحة. ومع تمسك بوش بضرورة تجميد الاستيطان، كشفت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان ثمة اتصالات سرية بين قادة المستوطنين ومكتب شارون بهدف انجاز اتفاق في شأن نقاط الاستيطان العشوائية التي سيتم اخلاؤها، والتي لا تتجاوز 15 نقطة. كما اعلن الناطق باسم الحكومة آفي بازنر ان مسألة ازالة المستوطنات "ثانوية" بالنسبة الى حكومة شارون لأنه "قرر ازالة هذه المستوطنات غير المرخص بها". واوضح ان بوش لم يدع اسرائيل الى ازالة كل المستوطنات بل "اتخاذ اجراءات بحيث يتأمن التواصل الجغرافي عند انشاء دولة فلسطينية". في غضون ذلك، رد بوش على سؤال عن طبيعة دوره في عملية السلام بعدما حدد مسؤوليات باول ورايس: "انني اظهر عندما يحتاجان الى لأسائل الناس، لاثني عليهم او اقول: انتظر لحظة، لقد قلت لي في الاردن انك ستفعل كذا ولم تفعل، لماذا؟ ما الذي حدث، ما المسألة؟ وذلك من اجل الابقاء على تقدم العملية". وقال للصحافيين الذين رافقوه على متن طائرته في طريقه من العقبة الى الدوحة، انه تم التأكيد خلال قمة شرم الشيخ مع الزعماء العرب على ان "هناك ارهابيين يسعون الى نسف العملية السلمية، وان هذه البلدان المجاورة لديها القدرة على التحرك لقطع الاموال عن الجماعات الارهابية وكذلك صفقات السلاح". وقال ان ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبد العزيز اكد بقوة "ضرورة مطاردة الارهابيين"، مضيفا انه ابدى التزاما ورغبة قويين في "عدم الاكتفاء بالتعامل مع الارهابيين داخل بلاده، بل العمل على منع تهريب اسلحة من العراق". وطالب السلطة الفلسطينية بمسعى 100 في المئة لمحاربة "الارهاب"، معربا عن اعتقاده بان "القيادة الفلسطينية تريد ذلك، وعليه شارون ان يساعدهم على انشاء المؤسسات للقيام بذلك". وتعهد بالكثير من الدعم والمساعدات المالية من ارجاء العالم لانجاح المساعي السلمية. وتابع ان المحادثات تناولت ايضا "الرغبة في اقناع سورية بان تغلق مكاتب الارهابيين في الداخل، في دمشق". وعلى خط مواز، علمت "الحياة" من مصادر فرنسية مطلعة أن مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا يدرس بالتنسيق مع عدد من الدول الأوروبية والمبعوث الأوروبي إلى الشرق الأوسط ميغيل موراتينوس، بعض الأفكار عن سبل اطلاق المسارين السوري واللبناني، مضيفة ان سولانا وموراتينوس سيزوران باريس الثلثاء المقبل لمناقشة الموضوع مع المسؤولين الفرنسيين.