عشية اللقاء المرتقب اليوم بين رئيسي الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن والاسرائيلي آرييل شارون، اعلن وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات استقالته من منصبه، الا ان الرئيس ياسر عرفات رفض الاستقالة وطلب منه العدول عنها. وتضاربت الانباء في شأن اسباب الاستقالة، ففيما اكدت مصادر حكومية ل"الحياة" ان عريقات قدم استقالته لعرفات وابو مازن مساء الخميس احتجاجا على استثنائه من المشاركة في لقاء ابو مازن - شارون، قالت مصادر فلسطينية اخرى ان عريقات الذي احتل مركزا مهما في عملية المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي على مدى السنوات الماضية، يخشى من تهميش دوره في ظل حكومة ابو مازن التي استبعد منها في البداية قبل ان يتدخل عرفات ويدرج اسمه على لائحة الوزراء. وقالت المصادر ان الاستقالة نوقشت خلال اجتماع للجنة المركزية لحركة "فتح" عقد امس برئاسة عرفات ومشاركة ابو مازن. وقال احد الوزراء ل"الحياة" ان ابو مازن لن يصحب عريقات معه الى اللقاء الذي يحضره رئيس المجلس التشريعي احمد قريع ابو علاء ووزير الشؤون الامنية محمد دحلان، لكنه سيحاول ثنيه عن الاستقالة خلال جلسة الحكومة في غزة اليوم. وعلى رغم الاستقالة، التقى عريقات في أريحا أمس ممثل الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ومبعوث الاتحاد الاوروبي في الشرق الاوسط ميغيل انخيل موراتينوس وبحث معهما الرفض الاسرائيلي لخطة "خريطة الطريق" والتركيز فقط على الشق الامني فيها. وكان الاتحاد الاوروبي دعا اسرائيل أمس الى اعلان قبولها الخريطة، مشددا على ضرورة تلازم المسارين السياسي والامني في التنفيذ. وقبل ساعات على اجتماع ابو مازن - شارون، بدا ان جدول الاعمال الاسرائيلي مغاير تماما لجدول الاعمال الفلسطيني. وقالت مصادر اسرائيلية ان شارون سيركز فقط على الموضوع "الامني" وسيقول لابو مازن ان اسرائيل لن تفعل شيئاً قبل ان "يحارب الارهاب". وذكرت صحيفة "هآرتس" ان شارون، خلال زيارته واشنطن، سيحاول "امتصاص" غضب الرئيس جورج بوش بابلاغه "استعداد اسرائيل للبدء في تطبيق المرحلة الاولى فقط من خطة خريطة الطريق"، موضحة ان هذا الموقف ينسجم وتصريحات وزير الخارجية الاميركي كولن باول خلال زيارته القدس واريحا، والتي قال فيها: "نبدأ بالتقدم وبعد ذلك نرى". واستبعد المحللون الاسرائيليون الصدام بين بوش وشارون في ما يتعلق بالخريطة بسبب قرب الانتخابات الاميركية حيث يحتاج بوش الى اصوات مؤيدي اللوبي الاسرائيلي في اميركا. وقالت المصادر ان شارون سيستخدم حق العودة الذي ترفض واشنطن اسقاطه من بنود الخطة لتمرير ما يريده في شأن الاستيطان والمماطلة الاسرائيلية في تنفيذ الالتزامات. وعكست تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم في لندن موقف الحكومة الاسرائيلية ازاء الخطة، اذ استبعد قبول اسرائيل بالخطة "بصيغتها غير المعدلة"، مشيرا الى ان ذلك سيؤدي الى سقوط حكومة شارون واجراء انتخابات مبكرة، ما يعيق التقدم في العملية السياسية. وشدد مجددا على ان لدى اسرائيل "14 ملاحظة" على الخطة، اذا لم يتم اخذها في الاعتبار، فان مصير الخطة سيكون مثل مصير الخطط السابقة التي طرحت منذ العام 1967. اما على جدول الاعمال الفلسطيني من لقاء شارون - ابو مازن، فان رئيس الوزراء الفلسطيني اوضح مساء الجمعة في اعقاب اجتماعه مع سولانا ان الاجتماع سيناقش عنوانا واحدا، هو مطالبة اسرائيل باعلان موافقتها على "خريطة الطريق". في غضون ذلك، وقبيل توجه شارون الى واشنطن حيث من المتوقع ان يلقى ضغوطا لتجميد الاستيطان، كشفت صحيفة "هآرتس" ان شارون على علاقة مباشرة بالبؤر الاستيطانية في الضفة. وذكرت ان شارون يعقد اجتماعات ليلية مطولة مع سكرتير الحركة الاستيطانية زئيف حفير للبحث في اقامة هذه البؤر بهدف ايجاد امتداد جغرافي بين مستوطنات "ارييل" و"شيلو" شمال الضفة حتى مستوطنة "عوفرا" و"بسغوت" جنوبالقدس في منطقة رام الله. واوضحت ان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز "اكتشف ان البؤر الاستيطانية تحظى بغطاء من شارون الذي يتعاون مع المستوطنين في اقامتها".