أعلن الفلسطينيون أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول للمنطقة ومباحثاته مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي قد فشلت بسبب سياسة ارييل شارون وعدم اعلان اسرائيل عن موقفها ازاء خطة خارطة الطريق التي لا تحتمل التأجيل.وقال نبيل أبو ردينة المستشار الرئاسي ان سياسة شارون بعدم الاعلان الرسمي عن الالتزام بخارطة الطريق وعن البدء في تنفيذها قد افشلت زيارة باول الى المنطقة، طالبا التحرك الدولي العاجل لاتخاذ موقف حازم ومراجعة للحركة السياسية الدولية تجاه اسرائيل.والتقى باول مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) وعدد من وزرائه في مدينة اريحا في الضفة الغربية حيث جاء خالي الوفاض من اي رد اسرائيلي على خارطة الطريق بعد ان اجرى عددا من اللقاءات مع المسؤولين الاسرائيلين. واعتبر باول في حديثه للفلسطينيين أن الادارة الأمريكية تريد مساعدة الفلسطينيين على اقامة دولتهم الفلسطينية، حسبما قال المسؤولون الفلسطينيون الذين كانوا يتوقعون ان تكون الولاياتالمتحدة قد مارست جهدا لاقناع اسرائيل برد ايجابي على خارطة الطريق، مما أصابهم بخيبة امل. وقال ياسر عبد ربه وزير شؤون مجلس الوزراء للصحفيين: نحن غير راضين عن هذه المباحثات لان الموقف الاسرائيلي سلبي، الاسرائيليون يريدون اتفاقات حول بعض النقاط وليس حول كل النقاط .. يريدون الموافقة على الالتزامات الفلسطينية وتأجيل التزاماتهم الى ما بعد مثلما فعلوا في السنوات السابقة. وذكر عبدربه أن باول لم يأت الى المسؤولين الفلسطينيين برد من شارون عن خارطة الطريق كما أن شارون لم يذكر خارطة الطريق في تصريحاته مع باول. وقال وزير شؤون المفاوضات صائب عريقات إن خارطة الطريق طرحت بالتوازي على الجانبين وعدم الرد الاسرائيلي عليها جاء مخيبا للآمال. واضاف عريقات: كنا نأمل ان يحضر باول الرد الاسرائيلي، ولكن كيف ستطبق خارطة الطريق اذا لم يكن هناك جواب اسرائيلي .. ان اسرائيل مصرة على عدم التنفيذ بالتوازي. لكن عريقات ابدى تقديره لما قاله باول باعادة التزام الولاياتالمتحدة بوقف الاستيطان الاسرائيلي ووصف اللقاء بانه عميق جدا مبديا اسفه لعدم وجود جواب اسرائيلي على خارطة الطريق. ونفى نبيل شعث وزير الشؤون الخارجية ان تكون الولايات قد وجهت دعوة للفلسطينيين لزيارة واشنطن ما لم يكن ذلك حدث في نهاية اللقاء المنفرد بين رئيس الوزراء الفلسطيني ووزيرالخارجية الامريكي كولن باول. وكان محمود عباس قد حذر في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأمريكي كولن باول من التعامل بانتقائية مع تنفيذ خارطة الطريق التي اعدتها اللجنة الرباعية وقال يجب الا يتم التعامل مع خارطة الطريق بشكل انتقائي او بفصل عناصرها بعضها البعض او تفكيكها. واضاف أبو مازن: نتوقع ان يلتزم الجانب الاسرائيلي بما يترتب عليه مشيرا الى استعداد القيادة والحكومة الفلسطينية بصدق واخلاص لتنفيذ ما يترتب عليها ازاء خارطة الطريق وتابع موجها كلامه الى باول نتوقع منكم ضمان التنفيذ المتوازي لخارطة الطريق . وشدد ابو مازن مجددا على رفض العنف من اي جهة جاء في اشارة الى الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. واكد استعداده للادلاء بالبيان الذي تضمنته خارطة الطريق في نفس الوقت والساعة التي يعلن فيها ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي هذا البيان. واشار الى ان الجانب الفلسطيني قبل بخارطة الطريق كما هي. واضاف: صحيح ممكن ان تكون هناك بعض التحفظات لكننا اسقطنا كل تحفظ من اجل المصلحة ونرى انه من الضروري ان تبقى كما اعتمدت من اجل المصلحة وحسن تنفيذها. كما طالب ابو مازن خلال المؤتمر الصحافي بضمان حرية الحركة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووقف كل الاجراءات التي تمسه، كما طالب بوقف الاستيطان ووقف الحصار وجدار العزل ووقف الاغتيالات وتدمير المزروعات والبنية التحيتية واطلاق آلاف الاسرى الفلسطينيين. من جهتها، وصفت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحركة الجهاد الاسلامي تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بشأن قيام الحكومة الفلسطينية بحرب فعلية ضد الحركات المسلحة بمثابة دعوة الى حرب اهلية. وقال عبد العزيز الرنتيسي من حماس: الهدف مما ورد في المؤتمر الصحافي المشترك بين شارون ووزير الخارجية الأمريكي كولن باول هو وقف المقاومة الفلسطينية والقضاء على المنظمات المجاهدة في فلسطين اما باقي الامور فلم يكن هناك اي شيء من الوضوح. واضاف ان دعوة شارون الى حرب فعلية هي دعوة حقيقية من شارون الى الحكومة الفلسطينية كي تشعل حربا اهلية في فلسطين، هذه الدعوة الى حكومة ابو مازن كي تقول نعم للبدء في اقتتال داخلي. لكنه عبر عن اعتقاده بان حكومة ابو مازن لا يمكن ان تقدم على هذا الامر خاصة ان الاستخفاف بالعقول كان واضحا في المؤتمر الصحافي واستغباء الامة كان اكثر وضوحا. ومن جهته وصف محمد الهندي من حركة الجهاد تصريحات شارون وباول بانها تمثل دعوة الى حرب اهلية والى انهاء المقاومة والانتفاضة. وقال الهندي ان اي مشروع لا ينهي الاحتلال الاسرائيلي هو مشروع فاشل مشيرا الى ان هذه التصريحات لعكس التوترات فبدلا من ان تكون في الساحة الاسرائيلية بفعل ضربات المقاومة يريدونها (الاسرائيليون والأمريكيون) في ان تكون في الساحة الفلسطينية. كما قال الرنتيسي منتقدا الموقف الأمريكي: انهم تحدثوا عن تخفيف بعض معاناة الشعب الفلسطيني وكأن الشعب الفلسطيني دفع آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى وآلاف المعتقلين من اجل تحسين شروط الحياة اليومية واصفا المؤتمر الصحافي بانه خطير جدا ويؤكد على وجود مؤامرة. وتابع الرنتيسي قائلا: لم يكن شيء واضحا في المؤتمر الا تفكيك المنظمات والقضاء على المقاومة الفلسطينية حتى عندما سئل باول عن المستوطنات قال إننا ناقشنا هذا الامر وسنناقشه في المستقبل. وقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي للتلفزيون الاسرائيلي مساء أمس أنه بحث وشارون مسألة الاستيطان الاسرائيلي الصعبة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال: ما تحدثنا عنه هو واقع أن المستوطنات تشكل مشكلة. وتساءل باول: هل من الممكن التوصل الى اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة من دون القيام باي شيء بشأن الاستيطان؟. انها واحدة من اصعب المسائل التي سنبحثها. وقال إن المهم الآن هو المباشرة بعملية خارطة الطريق عبر اجراءات من الطرفين. وردا على سؤال عما اذا كان شارون سيكون قادرا على تفكيك مستوطنات، اجاب باول: لا اريد التكهن بما يستطيع رئيس الوزراء القيام به، انه رجل قادر جدا واظهر ذلك خلال السنوات العديدة التي امضاها مسؤولا في خدمة بلاده وشعبه. يذكر ان تجميد الاستيطان الاسرائيلي هو احدى النقاط المهمة في خارطة الطريق، الخطة السلمية الدولية التي تنص على تسوية للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني على مراحل. وخارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط (الولاياتالمتحدة والامم المتحدةوروسيا والاتحاد الاوروبي)، تنص خصوصا على اقامة دولة فلسطينية مع حلول عام 2005. وقد التقى باول على التوالي رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في القدس قبل التوجه الى اريحا في الضفة الغربية حيث عقد اول لقاء مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس وحكومته. وفي كل من المرحلتين، كرر الوزير الأمريكي دعوته الى البدء فورا بتطبيق خارطة الطريق. وقال في اريحا بعد تقديم الدعم لرئيس الوزراء الفلسطيني: اعتقد ان هناك ما يكفي من الارادة الحسنة وهناك تعهد كاف لكي نبدأ الان. واعرب باول عن امله ألا تؤدي الخلافات الحالية الى ارجاء طويل الامد لاستئناف الحوار حول هذه الخطة. وطلب من الحكومة الفلسطينية تفكيك ما وصفه بالبنى التحتية للارهاب وعدم الاكتفاء بالتوصل الى مجرد اتفاق لوقف اطلاق النار مع المقاومة التي وصفها بالمجموعات المتشددة. واعتبر باول أن شارون سيتخذ في الايام المقبلة اجراءات وصفها بانها ايجابية وواعدة جدا من اجل تحسين ظروف حياة الفلسطينيين ومساعدة حكومتهم الجديدة، لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي لم يقدم على أرض الواقع شيئا ذا جدوى بالنسبة للفلسطينيين واعطى الانطباع بانه ينتظر لقاءه في 20 مايو مع الرئيس جورج بوش في واشنطن لاستكشاف مدى رغبة العاصمة الأمريكية في الضغط على دولة الاحتلال العبرية. واثر لقائه مع باول أمس، حرص رئيس الوزراء الاسرائيلي بعناية على عدم التفوه بتعبير خارطة الطريق التي لم توافق عليها حكومة الاحتلال بعد، مكتفيا بالاشارة الى الخطاب الذي القاه الرئيس جورج بوش في 24 يونيو 2002 وتحدث فيه بتعابير واضحة عن اقامة دولة فلسطينية بحلول العام 2005. وجدد شارون في مؤتمر صحفي مشترك مع باول، التأكيد ضمنيا على انه يعتبر وقف الانتفاضة شرطا مسبقا لاي مفاوضات مع الفلسطينيين. وزعم شارون أن حربا فعلية من قبل الحكومة الفلسطينية ضد ما وصفه بالارهاب تشكل المفتاح لاي تقدم في اتجاه السلام قائلا : لقد ولى زمن الوعود والتصريحات. واضاف: ما ننتظره الان هو اجراءات فعلية ضد المجموعات المسلحة الفلسطينية. ومن المقرر ان يواصل باول جولته في الشرق الاوسط ليزور اليوم وغدا مصر والاردن والمملكة العربية السعودية واعتبارا من الأربعاء الى الجمعة يقوم بزيارة روسيا وبلغاريا والمانيا. شارون لايرى خارطة الطريق