نجا محمد نعيم صيام (28 عاما) أحد ناشطي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) مساء أمس من عملية اغتيال اسرائيلية بصواريخ مروحيات الأباتشي التي قصفت سيارة من طراز بيجو كان يستقلها، لكن سيارة أجرة كانت تسير خلفه أصابتها صواريخ الغدر فاستشهد سائقها أكرم أبو فرحانة (33 عاما) والطالبة نيفين أبو رجيلة (17 عاما) التي كانت عائدة من الجامعة وسقط 15 جريحا، وذلك على الطريق العام في بلدة بني سهيلة شرقي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.وقال مصدر طبي في مستشفى ناصر إن الجرحى بينهم طالب جامعي في حال الخطر وكان يرافق صيام بحسب شهود، أما باقي المصابين فحالتهم بين صعبة ومتوسطة وجميعهم من المدنيين. وأكدت مديرية الامن العام في قطاع غزة ان الصواريخ الاسرائيلية أصابت السيارتين، وقال شهود إن مقاتلة من طراز إف 16 غطت غارة مروحيات الأباتشي. وحملت حركتا حماس والجهاد الاسلامي اسرائيل مسؤولية تبعات محاولة الاغتيال الفاشلة وأكدتا أن حكومة ارئيل شارون لا تعبأ بالسلام أصلا بل تريد تخريب أية جهود من أجل التوصل اليه. وقال عبد العزيز الرنتيسي (حماس) إن عمليات الاغتيالات تؤكد الاكذوبة الكبرى التي تقول إن ارييل شارون الدموي يفكر بالسلام. وحول تأثير هذه الغارة على قرار حماس بشأن الهدنة مع اسرائيل قال الرنتيسي انه لم يعلن بعد اي موقف للحركة بهذا الشأن حتى الآن. وأشار الرنتيسي الى استهداف اسرائيل للمدنيين عبر اختيار مكان مكتظ بالسكان لتنفيذ القصف. وقال اسماعيل هنية (حماس) إن محاولة الاغتيال تؤكد ان العدو لا يريد الاستقرار او التهدئة في المنطقة وانه يضع العراقيل الحقيقية امام استمرار الحوار وجهود التهدئة او الهدنة. وأكد أن عمليات الاغتيال التي تستهدف المدنيين لها تداعياتها على قرار حركة حماس بشأن الهدنة واصفا العدو الصهيوني بانه عدو السلام والاستقرار وهو مستمر في مخططه الاجرامي. كما قال محمد الهندي (الجهاد) أن هذه الجريمة ستؤثر بالتاكيد سلبا على موقف الحركة والفصائل الفلسطينية بشأن مسألة الهدنة. وتوعدت كتائب القسام في بيان بأنها لن تقف مكتوفة الايدي بل سترد على جرائم الاحتلال التي تدل على أنه لا يرد تحقيق الهدوء الذي يدعي أنه يسعى اليه أمام العالم. وحملت السلطة الفلسطينية التي بذلت جهودا مكثفة للتوصل الى هدنة من أجل البدء في تنفيذ خارطة الطريق، حكومة شارون مسؤولية تخريب جهودها. وقال المستشار الرئاسي نبيل ابو ردينة لفرانس برس ان السلطة الفلسطينية تدين بشدة هذه الغارة الاسرائيلية، مؤكدا على ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يهدف من وراء الاغتيال الى تخريب ونسف الجهود الفلسطينية بشأن التهدئة والهدنة وتدمير اي فرصة لتنفيذ خطة خارطة الطريق، داعيا الولاياتالمتحدة الى التدخل العاجل لوقف الجرائم الاسرائيلية. ويأتي عدوان الأمس في وقت متزامن مع اعلان مسؤول رفيع في حركة فتح لوكالة فرانس برس بأن ممثلين عن فصائل المقاومة أجروا مؤخرا محادثات ناجحة في دمشق مع مسؤولين في حماس والجهاد الاسلامي وهما خالد مشعل ورمضان شلح. وقال إن المحادثات أفضت الى التوصل الى تفاهمات كافية للخروج بنتائج ملموسة يمكن اعلانها خلال وقت قريب جدا وأن التفاهم قائم على اساس اعلان هدنة لمدة ثلاثة اشهر مقابل وقف اسرائيل للعدوان واطلاق سراح معتقلين. وبالرغم من إصرار اسرائيل على مواصلة العدوان في الوقت الذي يسعى فيه الفلسطينيون الى التهدئة، دعا الرئيس الامريكي جورج بوش الاتحاد الاوروبي أمس الى قطع مصادر تمويل حركة حماس وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع قادة الاتحاد الاوروبي في البيت الابيض. ونعت حماس بالارهاب قائلا: انني أدعو القادة الاوروبيين وقادة العالم الى اتخاذ تدابير حاسمة سريعا ضد المجموعات الارهابية مثل حماس وقطع مصادر تمويلها. وقال إنه لن يصدق بوجود اتفاق بين الفصائل الفلسطينية على هدنة مع اسرائيل ما لم يره بعينيه. وأضاف: أبلغني أحدهم بهذا الاتفاق وأنا في طريقي الى هنا، لكني لن أصدق بوجوده إلا اذا رأيته. وقال البيت الأبيض أنه لم يتبلغ بعد بمشروع الاتفاق بين أهم فصائل المقاومة الفلسطينية التي نعتها بالارهاب. وقال الناطق آري فلايشر في تصريح صحافي: لقد اطلعت للتو على هذه المعلومات. لا يمكنني أن اعطيكم رد فعل رسميا للسلطات الاميركية في الوقت الحاضر. واضاف ان كل ما يسهم في الحد من العنف في الشرق الاوسط مشجع، لكن الاهم هو القضاء على الارهاب والمنظمات الارهابية. انه الهدف النهائي للتعاون بين الاسرائيليين والفلسطينيين من اجل القضاء على الارهاب. وظهر أمس استشهد اياد حمدي المصري (23 عاما) من بلدة بيت لاهيا وسيد عبد الجواد محيسن (20 عاما) من مخيم جباليا بعد اشتباك مع جنود الجيش الاسرائيلي في المنطقة الصناعية ببلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. وقال شهود عيان إن تبادلا لاطلاق النار وقع قبل سقوط الشهيدين. وأعلنت المصادر الأمنية الفلسطينية أن الجيش الاسرائيلي قام بهدم مصنع لصناعة البلاط وورشة حدادة وتدمير اسوار عدد من المصانع في المنطقة وفتح النار على مزارعين شرق حي الشجاعية بمدينة غزة وجرح اثنين منهم. وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح المسلح لحماس إنها وفي اطار الرد على جرائم الاحتلال وفداء لروح القائد القسامي عبد الله القواسمة، تعلن عن اقتحام ثكنة عسكرية للجيش الاسرائيلي في المنطقة الصناعة في بلدة بيت حانون مما ادى الى استشهاد منفذي الاقتحام اللذين أطلقا قذيفة "آر بي جي" على جيب عسكري صهيوني ثم انقضوا على الثكنة العسكرية في المنطقة الصناعية باسلحتهم الرشاشة ليسقط من كانوا في الجيب وتواجد في الثكنة العسكرية بين جريح وقتيل. وبسقوط شهداء الأمس يرتفع الى 2536 عدد الشهداء منذ الانتفاضة الثانية في نهاية سبتبمر من عام ألفين. وقد سقط خلال تلك الفترة 768 اسرائيليا. من جهة ثانية، نفى مسؤول فلسطيني رفيع حصول اتفاق على عقد لقاء امني اسرائيلي فلسطيني جديد أمس كما كانت قد اعلنت الاذاعة الاسرائيلية. وقال لوكالة فرانس برس: لم يتقرر ابدا عقد لقاء يوم الأربعاء بعد أن كان مفترضا أمس الاول وأرجأه الاسرائيليون بدون ذكر أسباب. وكان من المقرر ان يشارك في الاجتماع منسق الانشطة الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة الجنرال عاموس جلعاد والوزير الفلسطيني المكلف شؤون الامن محمد دحلان. ويفترض ان يتناول البحث شروط تسليم السلطة الفلسطينية قطاعات اعادت اسرائيل احتلالها منذ بدء الانتفاضة في سبتمبر 2000 في قطاع غزة وفي بيت لحم في الضفة الغربية على ما اوضحت الاذاعة. وخلال اجتماع امني سابق طالب الفلسطينيون خصوصا بالسيطرة التامة على طريق يربط شمال قطاع غزةبجنوبه. لكن الجنرال دورون الموغ قائد منطقة الجنوب العسكرية زعم لصحيفة هآرتس الاسرائيلية أن المطلب الفلسطيني هذا كارثة. وخلال الاشهر التسعة الاخيرة اقام الجيش الاسرائيلي على طول هذا الطريق ما أسماه مناطق امنية مصغرة لابعاد الفلسطينيين عن المستوطنات اليهودية في المنطقة فضلا عن ممرات يسلكها فقط سكان هذه المستوطنات. فلسطينية وسط انقاض المنازل التي هدمتها قوات الاحتلال تشييع الشهداء