سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحركة تتوعد ب"رد مزلزل" وشارون يشيد ب"العملية الناجحة" والسلطة تعتبرها "رسالة تخريب" . الحكومة الفلسطينية و"حماس" تتمسكان بالحوار رغم اغتيال أحد قادة "كتائب القسام" في الخليل
في خطوات حثيثة نحو استفزاز "حركة المقاومة الاسلامية" حماس وجرها الى رد على جرائم الاحتلال، اقدمت "وحدة خاصة" اسرائيلية على اغتيال عبدالله القواسمي قائد "كتائب عزالدين القسام"، الذراع العسكرية للحركة مساء اول من امس في مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية. من جانبها، توعدت الحركة برد مزلزل على اغتياله. ويخشى ان يؤدي استمرار عمليات الاغتيال الى نسف الجهود المبذولة للتوصل الى هدنة بين الفلسطينيين والدولة العبرية تمهيداً لعودة الطرفين الى طاولة المفاوضات. اشاد رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون امس بعملية اغتيال عبدالله القواسمي 41 عاماً في مدينة الخليل مساء اول من امس، في الوقت الذي نددت فيه السلطة الفلسطينية بالعملية، في حين هددت "كتائب الشهيد عزالدين القسام"، الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس "برد مزلزل"، وضرب "الارهاب اليهودي" في كل مكان. وقال شارون في الجلسة التي عقدتها الحكومة الاسرائيلية امس: "بودي تقديم الشكر لاجهزة الامن على نجاح العملية الناجحة امس اول من امس في الخليل" جنوبالضفة الغربية، معتبراً أن العملية "الحيوية هدفت الى توفير الامن لمواطني اسرائيل". وجدد تهديده بأنه "في حال عدم تولي الفلسطينيين المسؤولية الامنية في المناطق المقترحة فإن اسرائيل ستواصل عملياتها بغية توفير الامن لمواطنيها". "وحدة خاصة" نفذت الاغتيال وكانت "وحدة خاصة" تابعة للجيش الاسرائيلي تسللت الى وسط مدينة الخليل في ساعة متقدمة من ليل السبت - الاحد واغتالت القواسمي اثناء خروجه من احد مساجد المدينة. وادعت سلطات الاحتلال ان "الوحدة الخاصة" كانت تهدف الى اعتقاله وليس قتله، إلا أنه بادر الى اطلاق النار في اتجاه افراد الوحدة، وهو امر نفاه شهود فلسطينيون، موضحين ان قوة عسكرية خاصة تسللت ليلاً إلى شارع السلام في المدينة واطلقت نيران اسلحتها الرشاشة في اتجاه السيارة التي كان يستقلها القواسمي بعد خروجه من مسجد الانصار في المدينة، ثم حاصرت المصلين في المسجد فترة طويلة قبل ان تخلي سبيلهم. القواسمي "المطلوب الرقم 1" ويعتبر القواسمي، وهو مسؤول "كتائب القسام" في الخليل، ابرز قائد ميداني تغتاله اسرائيل منذ تنفيذ آخر عملية اغتيال في قطاع غزة في 13 الجاري والتي راح ضحيتها فؤاد اللداوي، قبل ان تتعهد للولايات المتحدة وقف عمليات الاغتيال مدة 40 يوماً. ولتبرير جريمتها وصفت اسرائيل القواسمي بأنه "المطلوب الرقم واحد" لاجهزتها الامنية. وكان القواسمي واحداً من اكثر من 400 قيادي وعنصر من حركة "حماس" أبعدتهم اسرائيل الى جنوبلبنان عام 9219. واقتادت سلطات الاحتلال القواسمي الى السجن بعد عودته من "مرج الزهور" في جنوبلبنان في اعقاب انتهاء قضية الابعاد وعودة معظم المبعدين، وافرجت عنه عام 9419، لتعتقله هذه المرة السلطة الفلسطينية عام 9819، وتفرج عنه بداية الانتفاضة الحالية. وتتهم الدولة العبرية القواسمي بأنه المسؤول العسكري للحركة في الخليل وارسل عددا من الاستشهاديين لتنفيذ عمليات عدة داخل المدن الاسرائيلية او في المستوطنات في الضفة. كما تنسب أجهزة الامن الاسرائيلية اليه المسؤولية عن العملية العسكرية في مستوطنة "ادور" التي قتل فيها أربعة مستوطنين، والعملية في مستوطنة "كرمي تسور" وقتل فيها اربعة مستوطنين أيضاً، والعملية الاستشهادية في مدينة حيفا وقتل فيها 17 اسرائيلياً، والعملية الاخيرة في القدسالمحتلة وقتل فيها 17 اسرائيلياً أيضاً وغيرها من العمليات. وتقول أجهزة الأمن الاسرائيلية ان اكثر من 40 اسرائيلياً قتلوا في العمليات المنسوبة الى القواسمي، الذي تولى قيادة "كتائب القسام" في اذار مارس الماضي في اعقاب استشهاد قائدي "القسام" علي عليان وناصر عصيدة. وتوقعت اجهزة الامن الاسرائيلية ان يخلف القواسمي نائبه أحمد بدر الذي خطط معه العمليات التي وقعت في مدينتي القدسالمحتلة والخليل. "القسام" تتوعد ب"رد مزلزل" وتوعدت "كتائب القسام" ب"رد مزلزل" على عملية اغتيال القواسمي. وقالت في بيان حصلت "الحياة" على نسخة منه ان "الرد المزلزل على عملية الاغتيال الجبانة قادم باذن الله وسيلعن الصهاينة انفسهم الف مرة على جريمتهم في حق القائد عبدالله القواسمي". وحضت "المجتمع الدولي على ان يطالب الاحتلال الصهيوني بوقف احتلاله، لا ان يطالب المقاومة المشروعة التي تدافع عن الشعب الفلسطيني ردها الطبيعي على جرائم الاحتلال". ودعت "مجاهدي شعبنا وقواه المقاومة الى ان يكونوا على اهبة الاستعداد للرد السريع على جرائم العدو التي كان اخرها اغتيال القائد الكبير عبدالله القواسمي، بما يفقده صوابه ويهز كيانه". ولم يتأخر رد "الكتائب" الأولي، فقصفت عدداً من المستوطنات داخل قطاع غزة وخارجه بعدد من صواريخ "القسام" وقذائف الهاون. ونفى الناطق باسم "حماس" عبدالعزيز الرنتيسي ان تؤثر عملية اغتيال القواسمي على رد الحركة الذي تنتظره الحكومة الفلسطينية في شأن الهدنة ووقف النار، وقال ان "الحركة لن تقبل ان يقتل الفلسطيني وان تقف هي مكتوفة الأيدي"، مشدداً على ان "سفك الدماء الفلسطينية سيقابله سفك دماء يهودية"، ومتوعداً برد "مزلزل". وقال: "سنقاوم الارهاب الصهيوني كانه لا يوجد حوار، وسنحاور كأنه لا يوجد إرهاب صهيوني". وحملت "حماس" في بيان الادارة الاميركية مسؤولية "توفير الغطاء" لاسرائيل لاغتيال القواسمي، معتبرة ان الحديث عن السلام "كذب وخداع". وحذرت من ان "التداعيات المترتبة على هذه الجريمة يتحمل مسؤوليتها العدو الصهيوني والادارة الاميركية"، مضيفة ان باول والدنيا كلها "تعلم ان عدو السلام الاول هو الكيان الصهيوني الذي يحتل ارضنا ويقتل شعبنا والولاياتالمتحدة التي تحتل ارض العراق وتقتل شعبه". وجاءت عملية الاغتيال بعد نحو 24 ساعة على محادثات مكثفة اجراها وزير الخارجية الاميركي كولن باول في جولات مكوكية الجمعة بغية التوصل الى آليات تنفيذ خطة "خريطة الطريق". ووصف باول الحركة في ختام اجتماعاته مع شارون بأنها "عدو للسلام"، ما يعني استمرار الضوء الاخضر لاسرائيل بضرب الحركة في كل مكان وكل وقت. السلطة: الاغتيال رسالة تخريب ونددت السلطة الفلسطينية بعملية اغتيال القواسمي التي جاءت في الوقت الذي تسعى فيه السلطة جاهدة من اجل التوصل الى اتفاق مع القوى الوطنية والاسلامية الى اتفاق في شأن هدنة مع اسرائيل لاعطاء العملية التفاوضية المزيد من الزخم، في اعقاب اعادة اطلاقها أخيراً. وقال وزير شؤون مجلس الوزراء الفلسطيني ياسر عبد ربه في تصريحات ان "العملية تثبت ان اسرائيل مستمرة في عمليات الاغتيال". وأضاف ان عملية الاغتيال "دليل على ان اسرائيل معنية بعرقلة المفاوضات الجارية بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس من اجل التوصل الى وقف اطلاق النار". واعتبر نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات ان عملية الاغتيال "رسالة تخريب اسرائيلية وتحد للجهود الدولية خصوصا الاميركية" من اجل التوصل الى هدنة. وطالب الولاياتالمتحدة بتحمل مسؤولياتها ووقف العدوان الاسرائيلي المستمر. ودعا وزير الاعلام الفلسطيني نبيل عمرو الفصائل الفلسطينية الى الاسراع في التوصل الى هدنة على رغم عملية الاغتيال، مضيفاً "انها عملية مقصودة لتعقيد الامور، لكن يجب ان يكون الرد الفلسطيني مزيداً من التفاهم الداخلي لاحباط هذا الهدف وعدم الوقوع في الفخ الاسرائيلي". شهيد في رفح الى ذلك، قالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان شاباً فلسطينياً قتل قرب مستوطنة "موراغ" الجاثمة فوق اراضي الفلسطينيين شمال مدينة رفح اقصى جنوب القطاع. وادعت المصادر ان الفلسطيني شوهد وهو يحمل حقيبة على ظهره ليل السبت - الاحد قرب المستوطنة. ولم تسلم أي جثة للفلسطينيين حتى الآن.