تبدو الساعات الأربع والعشرون المقبلة حاسمة في ما يتعلق بالهدنة في غزة، رغم الخلافات بين قيادات حماس العسكرية والسياسية، إذ تجري في القاهرة اليوم محادثات مصرية فلسطينية حول كيفية تطوير وتنفيذ المبادرة المصرية بما يؤدي إلى وقف العدوان الإسرائيلي وسحب قوات الاحتلال ورفع الحصار وفتح المعابر. وأفادت مصادر فلسطينية أن الوفد الفلسطيني يذهب إلى القاهرة بتكليف من الرئيس محمود عباس وتحت مظلته ومشاركة من حركتي حماس والجهاد.. وأفاد مسؤول مصري بأن القاهرة أدخلت تعديلات على مبادرة الهدنة وأن الاقتراح الجديد سيقدم للوفد الفلسطيني المتوقع أن يصل إلى القاهرة خلال الساعات المقبلة. ولم يستبعد مسؤول إسرائيلي أن ترسل إسرائيل مبعوثا إلى القاهرة. وفيما يبدو أن الاتفاق لم ينضج بعد، إذ أكد القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس محمد الضيف، أنه لا تهدئة مع إسرائيل بدون وقف العدوان ورفع الحصار، ولن نقبل أية حلول وسط على حساب حرية شعبنا. في هذه الأثناء، تضاربت الأنباء حول هدنة الأربع وعشرين ساعة الإنسانية التي طرحتها القيادة الفلسطينية بعد التشاور مع حركتي حماس والجهاد، فأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه قال في مؤتمر صحافي في رام الله أمس: إن القيادة الفلسطينية وبعد اتصالات مكثفة ومشاورات مع قيادة حماس والجهاد، تعلن الاستعداد لوقف فوري لإطلاق النار وهدنة إنسانية لمدة 24 ساعة، وإنها تتعاطى بإيجابية مع اقتراح الأممالمتحدة بمد هذه الهدنة 72 ساعة. بينما ردت حماس بأنها لم توافق على هذه الهدنة. ثم عاد عضو اللجنة التنفيذية لفتح عزام الأحمد لينسف ما أعلنه عبد ربه، ويؤكد أنه لا اتفاق على هدنة بين حماس وإسرائيل، كما أن سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس قال: إن تصريحات عبد ربه لا تعكس موقف حماس وإن الحركة لم تعطِ موافقتها على أي شيء . التضارب حول الهدنة امتد أيضا إلى الجانب الإسرائيلي، إذ تراجع التلفزيون الإسرائيلي عن نبأ التوصل إلى وقف لإطلاق النار أمس، وقال بدلا من ذلك إن هناك تحركا باتجاه التوصل لهدنة برعاية مصرية بين إسرائيل وحماس. وكانت القناة الثانية نسبت لمسؤول كبير لم تسمه القول إنه تم إبرام اتفاق مؤقت. من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو طلب من جديد مساعدة واشنطن في محاولة التوسط في وقف إطلاق النار في غزة. وقد خلفت الحرب على غزة التي دخلت أسبوعها الرابع على التوالي أمس 145 شهيدا بينهم 49 طفلا وذلك ما يرفع عدد الشهداء إلى 1223 شهيدا.. وقصفت قوات الاحتلال أمس محطة الكهرباء الوحيدة في غزة، مما حول القطاع إلى ظلام دامس، وسوت بالأرض منزل إسماعيل هنية القيادي في حماس وضربت عشرات الأهداف المهمة في القطاع أمس، وذلك ما يبدد أي أمل في نهاية سريعة للعدوان.